يسطع في قلب حي “صنيسايد” الحيوي بمدينة نيويورك، نجم مطعم جزائري فريد من نوعه يحمل اسم “قصبة كافيه”، الذي سرعان ما تحول إلى عنوان لا يخطئه عشاق المذاق الأصيل، سواء من الجالية الجزائرية المتعطشة لنكهات الوطن، أو من الأمريكيين الفضوليين لاكتشاف كنوز الطهي الجزائري.
ويعد هذا المطعم ، الأول والوحيد من نوعه في المنطقة، ويتميز كونه لا يقدم مجرد أطباق تقليدية بل ينقل ضيوفه إلى عمق الثقافة الجزائرية عبر ديكور دافئ تتصدره صور شهداء الثورة، وألوان العلم الوطني التي تنساب برقة في تفاصيل الأطباق، حيث تتناغم الخضروات والتوابل والصلصات في لوحات فنية شهية.
ولم يتوقف صدى نجاح “قصبة كافيه” عند حدود الحي، بل وصل إلى الإعلام الأمريكي، حيث خصصت قناة PIX11 News تقريرًا مطولًا عنه ضمن فقرتها المتخصصة في اكتشاف المطابخ العالمية.
وشكل هذا الظهور الإعلامي المميز شهادة جديدة على الاهتمام المتزايد الذي تحظى به المأكولات الجزائرية في أوساط لم تكن تعرف عنها الكثير.
وخلال التغطية، قدم المدير التنفيذي للمطعم طبقين عريقين من أشهر الأطباق الجزائرية وهما: “الرشتة” و”الكسكس”، حيث استعرض طبق الرشتة، بطابعها الاحتفالي الجميل وبشكلها اللذيذ، وبمذاقها المنكه بمرق عطري غني بالقرفة، ترافقه قطع من الدجاج أو اللحم.
أما الكسكس، فهو الأيقونة الخالدة للمطبخ الجزائري، فقد ظهر بأبهى حلة مع خضار طرية، ولحم متبل يتمازج في صلصة غنية.
وقد تحول “قصبة كافيه” إلى ما يشبه البيت الثاني للجزائريين في نيويورك. فإلى جانب كونه مطعمًا، هو مساحة للحنين والذاكرة، للقاءات والاحتفال بالهوية، أما للزوار الأجانب، فهو بوابة أولى نحو مطبخ غني ونبيل، قلما تطرقت إليه مطاعم المدينة العالمية.
وفي زمن تتسابق فيه الثقافات لإبراز خصوصياتها، يثبت “قصبة كافيه” أن الجزائر ليست غائبة عن المشهد، بل حاضرة بأطباقها، بروحها، وبعزيمة أبنائها في المهجر، فاتحة الطريق أمام مشاريع مشابهة عبر الولايات المتحدة.