آخر الأخبار

 محاضرة أكسفورد: الشيخ القاسمي يستعرض فكر الأمير عبد القادر وأثره في عالمنا اليوم

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ ألقى عميد جامع الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، محاضرة ليل الاثنين في جامعة أكسفورد، حيث كان في زيارة لبريطانيا بدعوة من مركز الدراسات الإسلامية بالجامعة. وقد تناول الشيخ القاسمي في محاضرته فكر الأمير عبد القادر وأثره العميق في العالم المعاصر، مشيرًا إلى أهمية القيم التي وجهت مسيرته.

واستعرض الشيخ القاسمي نظام القيم والمواقف التي ارتكزت عليها حياة الأمير عبد القادر، مؤكدًا أن فكر الأمير يظل معاصرًا وملهمًا في معالجة تحديات العصر الحديث في عالم مليء بالأزمات والاضطرابات. كما شدّد على أهمية تجربته كدليل حيوي لاستخلاص مقاربة أخلاقية وروحية للسلام.

وفي مداخلته، ذكر الشيخ القاسمي أن الأمير عبد القادر لم يكن مجرد عالم أو مفكر أو صوفي، بل كان قائدًا عسكريًا واستراتيجيًا بارزًا في مقاومة الغزو الفرنسي. وأوضح أن الأمير فهم منذ البداية أن مقاومة الاحتلال هي معركة روحية وثقافية بالإضافة إلى كونها عسكرية. كما أكد أن النصر لا يتحقق بالقوة وحدها، بل أيضًا بالعدالة والانضباط والقدرة على التحكم بعناصر التفوق.

وأشاد القاسمي بإصرار الأمير عبد القادر على المعاملة الإنسانية للسجناء واحترام حقوق غير المسلمين، حتى في أوقات الحرب، وهي خصال لاقت إعجاب خصومه الأوروبيين. وأشار إلى أن الأمير كان يحترم القانون الإنساني قبل أن يظهر هذا المفهوم في القوانين الدولية الحديثة، مما أكسبه مكانة بارزة في الذاكرة التاريخية.

كما تحدث الشيخ القاسمي عن تصحيح الأمير عبد القادر لمعنى الجهاد في الإسلام، حيث كان يراه واجبًا لصد العدوان وحماية حرية الأوطان وكرامة الإنسان. وأوضح أن الأمير، بعد سنوات من المقاومة، اختار وقف القتال عام 1847 لتجنب المزيد من إراقة الدماء.

كما سلط القاسمي الضوء على جانب آخر من شخصية الأمير عبد القادر بعد اعتقاله وقرار الاستقرار في دمشق عام 1855، حيث أمضى باقي حياته في خدمة العلم والدين بعيدًا عن السياسة. وأشار إلى موقفه الإنساني البارز في عام 1860 عندما تدخل لحماية المسيحيين من المجازر الطائفية في سوريا، وهو ما جعل الملكة فيكتوريا تشكره على شجاعته.

واختتم الشيخ القاسمي محاضرته بالتأكيد على أن فكر الأمير عبد القادر يمثل مصدر إلهام مستمر لإعادة التفكير في السلام، مشيرًا إلى أن السلام ليس مجرد هدف نهائي، بل هو عملية مستمرة تتطلب بصيرة وشجاعة أخلاقية.

وقد تخلل المحاضرة نقاش ثري بين الحاضرين، مما يعكس الاهتمام الواسع بفكر الأمير عبد القادر وأثره في العالم اليوم.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا