أطلقت حكومة اليابان مشروعًا تجريبيًا مبتكرًا في مدينة طوكيو، بالتعاون مع عدة جامعات تكنولوجية، لاستخدام الحمام الزاجل المجهز بحقائب صغيرة وأنظمة تحديد المواقع GPS، بهدف إعادة ابتكار خدمات التوصيل الحضري.
ويهدف هذا المشروع حسب ما نشره موقع laplasturgi إلى إيجاد طرق أكثر احترامًا للبيئة وأكثر ملاءمة للمدن ذات الكثافة السكانية العالية.
كما أن الحمام المستخدم في هذه المبادرة مدرب خصيصًا على التنقل بين ناطحات السحاب، وقد تم تزويده بجهاز GPS صغير يسمح بتتبع مساره وبرمجة وجهته في الوقت الحقيقي، مما يضمن دقة التوصيل وسرعته، مع تقليل البصمة الكربونية مقارنة بوسائل النقل الآلية.
ومن مزايا هذه التقنية إمكانية تعديل مسار الحمامة أثناء الطيران لتحقيق أقصى درجات الكفاءة.
من جهتها، تحدثت هاروكو تاناكا، وهي سيدة مسنة تعيش في حي شيبويا باليابان، عن تجربتها مع هذه الخدمة قائلة: “كان من المدهش رؤية حمامة تهبط على شرفتي حاملة الأدوية التي كنت بحاجة ماسة لها، ولم تستغرق العملية سوى دقائق معدودة بعد طلبي عبر الإنترنت”.
بالنسبة لها، هذه الخدمة تمثل ابتكارًا يجمع بين الراحة والسرعة، خاصة لفئة كبار السن أو ذوي القدرة المحدودة على الحركة، مما يوفر لهم مزيدًا من الاستقلالية والراحة.
وقد دفع النجاح الأولي لمشروع حكومة اليابان إلى التفكير بتوسيعه ليشمل مدنًا أخرى، رغم التحديات المطروحة، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على صحة الحمام ورفاهيته على المدى الطويل. ومن أبرز مزايا هذه الطريقة أنها تقلل من انبعاثات الكربون وتتجاوز مشاكل الازدحام المروري، إلا أن ضمان راحة الطيور وعدم التأثير سلبًا على نمط حياتها يظل أمرًا ضروريًا.
ويبدو أن استخدام القدرات الطبيعية للحمام مع دمج التكنولوجيا الحديثة يفتح آفاقًا جديدة نحو وسائل نقل حضرية صديقة للبيئة وأكثر كفاءة.
وقد صممت أجهزة GPS المستخدمة لتكون خفيفة الوزن ومريحة للحمام، مع مراقبة دقيقة لأي تأثير صحي لضمان رفاهيتهم.
هذه المبادرة تمثل خطوة نحو حلول توصيل أكثر استدامة، وقد تلهم دولًا أخرى لتطوير مشاريع بيئية مشابهة.
وإذا استمر نجاح المشروع، فقد يكون ذلك بداية عصر جديد من الخدمات اللوجستية الحضرية الخضراء والفعالة.
@ آلاء عمري