الغاز الجزائري يواصل تغطية الحاجيات التونسية

الجزائرالٱن _ شهدت واردات تونس من الغاز الجزائري ارتفاعًا بنسبة 17% مع نهاية شهر فيفري 2025، لتبلغ حوالي 455 ألف طن مكافئ نفط، وفق ما ورد في النشرية الشهرية للمرصد الوطني للطاقة والمناجم. ويعكس هذا الارتفاع استمرار الارتباط الوثيق بين السوق التونسية ومزودها الرئيسي الجزائر، في ظل تزايد الطلب المحلي على مصادر الطاقة.

في السياق ذاته، بلغ الطلب الإجمالي على الغاز الطبيعي بنهاية فيفري نحو 0.74 مليون طن مكافئ نفط، مسجلًا بذلك ارتفاعًا بنسبة 6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعود هذا النمو أساسًا إلى تزايد استهلاك الغاز لإنتاج الكهرباء، الذي حافظ على نفس نسبة الارتفاع، لتبلغ مساهمته نحو 61% من إجمالي الاستهلاك الوطني.

ويشير هذا المعطى إلى ثقل قطاع إنتاج الكهرباء في المعادلة الطاقوية التونسية، وهو ما يطرح تحديًا مستمرًا في ظل محدودية الإنتاج المحلي واضطرار البلاد إلى تعويض الفجوة بالاستيراد.

كما سجّل استهلاك الغاز في باقي القطاعات – الصناعية منها والسكنية – ارتفاعًا موازيًا بنسبة 6%، ما يعكس حركية متصاعدة في الطلب الطاقوي، يمكن ربطها بانتعاش تدريجي لبعض الأنشطة الاقتصادية أو بتأثيرات موسمية مثل زيادة الاستهلاك خلال فترات البرد.

في المقابل، برزت واردات الكهرباء من الجزائر كعامل دعم مهم، حيث ساهمت في تغطية 14% من الحاجيات الوطنية من الكهرباء. هذا المعطى يكرّس من جهة دور الجزائر كمصدر استراتيجي مزدوج للغاز والكهرباء، ومن جهة أخرى يكشف هشاشة المنظومة الطاقوية التونسية التي لا تزال بحاجة إلى دعم خارجي لتلبية حاجاتها، رغم الحديث المتكرر عن مشاريع انتقال طاقوي وتوسيع الاعتماد على الطاقات المتجددة.