الجزائرالٱن _ في خطوة جديدة تؤكد مكانتها القارية المتعززة، هنّأت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، الجزائر بمناسبة فوزها بعضوية مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، واصفة هذا التتويج بـ”الاستحقاق المهم” الذي يعكس ثقة دول القارة في النهج الجزائري القائم على دعم الاستقرار والسلم والعمل الإفريقي المشترك.
وجاء في بيان الخارجية الليبية أن “هذا الفوز يمثل تجسيدًا للدور المحوري الذي تضطلع به الجزائر في إفريقيا، ويعكس الرصيد الدبلوماسي المرموق الذي راكمته عبر سنوات من الالتزام الصادق تجاه القضايا العادلة للقارة”.
ولم تُخفِ ليبيا اعتزازها بهذا الإنجاز، الذي وصفته بأنه يصب في مصلحة إفريقيا برمتها، مؤكدة حرصها على “مواصلة التنسيق والتعاون الوثيق مع الجزائر الشقيقة”، بما يخدم قضايا السلم ويعزز روح التضامن الإفريقي.
الفوز الجزائري لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة لجهود مدروسة، تُوّجت بتصويت 34 دولة لصالح الجزائر في الدور الثالث من الانتخابات التي جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خلال الدورة غير العادية الرابعة والعشرين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي. أما ليبيا، التي دخلت غمار المنافسة، فاكتفت بـ15 صوتًا، في حين فضّل المغرب الانسحاب من الجولة الحاسمة، تفاديًا لما بدا أنه هزيمة دبلوماسية جديدة أمام الجزائر.
الجزائر، التي حملت مشعل الدفاع عن قضايا التحرر والسلم منذ عقود، تعود اليوم بقوة إلى الواجهة الإفريقية، مدعومة بمواقفها المبدئية، ودبلوماسيتها النشطة، وإرثها التحرري الذي لا يزال يجد صدى لدى شعوب القارة.