تستعد الجزائر لإطلاق مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية مع الصين، تتمحور حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وذلك خلال منتدى الاستثمار الجزائري الصيني المرتقب يوم 15 أفريل في الجزائر العاصمة.
هذا الحدث يمثل منعطفا حاسما في مسار التعاون الثنائي ويجسد توجه الجزائر نحو اقتصاد متنوع ومتحرر من التبعية للموارد الطبيعية.
المنتدى الذي تنظمه الوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار بالتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية، يهدف إلى استقطاب مستثمرين من البلدين لاستكشاف فرص تعاون جديدة في قطاعات حيوية مثل الفلاحة، الصناعة، التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
هذه المبادرة تعكس الإرادة الجزائرية في جذب استثمارات نوعية وتوطين التكنولوجيا.
تحتل الصين حاليا المرتبة الأولى كشريك تجاري للجزائر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 9 مليارات دولار سنويا، أي ما يعادل 16.5% من إجمالي واردات الجزائر.
ويفتح الزخم الاقتصادي المجال لتوسيع التعاون ليشمل المجالات المستقبلية وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي.
في إطار استراتيجيتها للتحول الاقتصادي، تعمل الجزائر على تعزيز التعاون الأكاديمي مع الصين من خلال إطلاق برامج بحث علمي مشترك في مجالات دقيقة مثل علوم البيانات، الرؤية الحاسوبية، معالجة اللغة الطبيعية، والأمن السيبراني.
والهدف هو بناء قاعدة معرفية وتقنية تؤهل البلاد لمنافسة إقليمية ودولية في ميدان الابتكار.
تعتبر الجزائر الذكاء الاصطناعي عنصرا أساسيا لتحقيق السيادة التكنولوجية وتعزيز التنافسية في قطاعات حيوية مثل الصحة، الزراعة، الإدارة، والبنية التحتية.
كما تسعى إلى استغلاله لتحسين جودة الخدمات وتطوير قدراتها الصناعية بشكل شامل.
تسعى الجزائر من خلال هذه الشراكة إلى كسر التبعية للموارد التقليدية، عبر اعتماد نموذج اقتصادي يرتكز على نقل التكنولوجيا، رفع الإنتاجية، خلق فرص عمل، وتحقيق قيمة مضافة محلية.
ويضع هذا التوجه الجزائر على الطريق الصحيح لتصبح فاعلا إقليميا في الاقتصاد الرقمي والابتكار.
@ آلاء عمري