هوليوود تنتفض ضد صمت الأوسكار لاعتقال مخرج فلسطيني!

وقع أكثر من 700 فنان وعضو في هوليوود رسالة تنديد بموقف أكاديمية الأوسكار، التي أصبحت في موقف محرج ومخز أمام العالم، بعدما كشفت الأحداث الأخيرة عن تقاعسها في الدفاع عن حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين.

يأتي هذا حسب France info، بعد صمتها المدوي في البداية، تجاه اعتقال المخرج الفلسطيني حمدان بلال والاعتداء عليه من قبل مستوطنين صهاينة، مما يجسد عنصرية ذميمة وتواطئا مع الكيان الصهيوني المجرم، داخل أروقة صناعة السينما العالمية.

وتسبب هذا الضغط التاريخي في النهاية، إلى إرغام أكاديمية الأوسكار لاحقا على إصدار اعتذار متأخر، لكن الاعتذار لم يكن سوى محاولة بائسة هزيلة لتجميل الصورة بعد الفضيحة، في حين أن التواطؤ الحقيقي مع الكيان الصهيوني قد تم كشفه بوضوح.

وقد حصل فيلم No Other Land على جائزة الأوسكار لأفضل وثائقي هذا العام، وهو فيلم يكشف معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني. إلا أن أحد مخرجيه، حمدان بلال، لم يسلم من بطش المستوطنين والجيش الصهيوني، حيث تعرض لهجوم وحشي أدى إلى اعتقاله.

ورغم أن عشرات الشخصيات السينمائية البارزة، مثل خواكين فينيكس، بينيلوبي كروز، وريتشارد غير، سارعت إلى التنديد، فضلت الأكاديمية التزام الصمت، وكأن حرية التعبير تنتهي عندما يتعلق الأمر بالمأساة الفلسطينية.

ولم تكتف الأكاديمية بالصمت فقط، بل عندما قررت أخيرا إصدار بيان تحت ضغط التوقيعات، جاء ضعيفا وهزيلا، مدعية أنها تدين “العنف ضد الفنانين” دون حتى ذكر اسم بلال أو الإشارة إلى وحشية الاحتلال الصهيوني.

غير أن هذا التخاذل لم يمر مرور الكرام، فقد فجر موجة غضب داخل هوليوود نفسها. من جهته وكالعادة، برر الكيان الصهيوني اعتقال بلال باتهامات ملفقة، زاعمة أنه “ألقى الحجارة”، بينما الحقيقة، كما قال المخرج نفسه، أنه استهدف بسبب فيلمه الذي فضح جرائم الاحتلال.

إن هذه الفضيحة ليست مجرد خطأ دبلوماسي عابر من الأوسكار، بل تعكس خضوع المؤسسات الثقافية الكبرى للضغوط الصهيونية، وازدواجية المعايير الصارخة التي تمنح الحماية للبعض وتصمت عن اضطهاد الآخرين لاسيما ان كانوا عربا أو مسلمين.

وقد أثبتت هذه الخرجة كيف فقدت أكاديمية الأوسكار مصداقيتها، وأثبتت مرة أخرى أن دعمها للفنانين يتوقف عند حدود السياسة ، حيث تستثنى القضية الفلسطينية من معايير العدالة والحرية التي تتشدق بها هوليوود.

@ آلاء عمري