آخر الأخبار

البرلمان يبدأ عمليا في صياغة قانون تجريم الاستعمار

شارك
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ بدأ البرلمان الجزائري باتخاذ خطوات تنفيذية بشأن صياغة قانون لتجريم الاستعمار، بعد توفر موافقة سياسية من أعلى السلطات لطرح المشروع الذي ظل معلقاً عقوداً لأسباب سياسية، لكنّه يأتي هذه المرة في خضم أزمة سياسية ودبلوماسية حادة بين الجزائر وفرنسا.

وكشف موقع “العربي الجديد”، أنّه سيتم يوم الأحد المقبل الإعلان عن تشكيلة اللجنة البرلمانية وأعضائها، وذلك بعدما عُقد الأسبوع الماضي اجتماع بين رئيس البرلمان إبراهيم بوغالي ورؤساء الكتل البرلمانية الخمس في البرلمان الممثلة للأحزاب السياسية، جبهة التحرير الوطني وحركة مجتمع السلم وجبهة المستقبل والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني، إضافة الى رئيس كتلة المستقلين، جرى خلاله الاتفاق على تشكيل اللجنة التي تضم عضواً من كل كتلة، تعمل على صياغة مسودة قانون لتجريم الاستعمار، تُعرض لاحقاً على مكتب المجلس واللجنة القانونية، قبل إحالتها إلى الحكومة لإبداء رأيها فيها، وفقاً لما ينص عليه الدستور والقانون المنظم للعلاقات مع الحكومة والبرلمان.

ويضيف نفس المصدر أنّ الكتل البرلمانية في البرلمان، طالبت “بضرورة العمل على صياغة مسودة القانون، خاصة بفعل وجود إرادة سياسية للسلطات العليا للبلاد، التي قررت الذهاب نحو هذا المشروع”، ما يعني، بحسب نفس المصدر “وجود موافقة وتشجيع من قبل السلطة السياسية والرئيس عبد المجيد تبون لإخراج هذا القانون إلى النور، وتدعيم المطالب والاستحقاقات التاريخية للجزائر بشأن الميراث الاستعماري بنص تشريعي يعزز هذه المطالب، ويمنع أي تنازل بشأنها”.

يذكر أنّ هذا القانون هو أول نص تشريعي يقوم البرلمان بصياغته وتقديمه إلى الحكومة لإبداء رأيها منذ عقود، والمفترض أن تكون هذه الآلية الطبيعية بحكم الدور التشريعي للبرلمان، بخلاف كل القوانين والتشريعات التي كانت تقدمها وتقترحها الحكومة، بينما يكتفي البرلمان بمراجعتها وإدخال تعديلات طفيفة عليها، ويُعتقد أنّ ترك الحكومة المبادرة التشريعية للبرلمان بشأن قانون تجريم الاستعمار يهدف الى إعطائه مصداقية شعبية وقوة تشريعية، أكثر من كونه مقترحاً سياسياً لو قدمته الحكومة.

وتأتي هذه الخطوة من قبل البرلمان الجزائري والسلطة استجابة لتطلعات ومطالبات سياسية وشعبية ظلت قائمة منذ سنوات، خاصة بعد إقرار البرلمان الفرنسي عام 2005 قانوناً لـ”تمجيد الاستعمار”، واعتباره نقلاً للحضارة إلى الجزائر ودول أخرى، إذ طُرحت منذ أكثر من 41 عاماً مبادرات في البرلمان الجزائري لتجريم الاستعمار في 1984 و2001، ثم مبادرة أخرى عام 2006، فيما كانت أحدث مسودة مشروع قد طُرحت عام 2021، خلال العهدة البرلمانية الحالية، من قبل النائب عن حركة مجتمع السلم زكرياء بلخير، حيث حصل على 100 توقيع من النواب، وتضمن 54 مادة، يحمّل “الدولة الفرنسية المسؤولية كاملة عن الجرائم التي ارتكبتها الجيوش الفرنسية وعملائها طيلة فترة الاستعمار بصفتها جرائم ضد الإنسانية، كالتفجيرات النووية، والإبادة الجماعية، وحقول الألغام، وجريمة الألقاب المسيئة، وسرقة الممتلكات، والتراث الوطني”، ويشدد على أن جرائم الاستعمار الفرنسي لا تخضع لمبدأ التقادم ولا لقوانين العفو، وفقاً لمقتضيات القانون الدولي الإنساني، والمطالبة بالتعويضات عن الأضرار المادية والمعنوية الناجمة عن الجرائم الاستعمارية.

ويشدد القانون على المعاقبة بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وغرامات مالية لكل من يقوم بتمجيد الاستعمار الفرنسي في الجزائر بأية وسيلة من وسائل التعبير، وعلى استحداث محكمة جنائية تختص بمحاكمة كل شخص ارتكب أو ساهم في ارتكاب جريمة من الجرائم الاستعمارية، ويشدد القانون على إلزام الدولة الجزائرية فرنسا بإعادة الممتلكات المنهوبة والمهربة خلال الاستعمار، والعمل عبر قنواتها الرسمية والدبلوماسية على إجبار فرنسا على تقديم تعويضات عادلة ومنصفة.

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا