في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، تواجه الجزائر تصاعدا غير مسبوق في التهديدات السيبرانية، حيث كشف تقرير أمني حديث صادر عن شركة كاسبرسكي أن البلاد شهدت أكثر من 13 مليون محاولة تصيد احتيالي خلال عام 2024، بزيادة قدرها 17% عن العام السابق.
وبحسب بيان تلقت الاخبارية نسخة منه يعكس هذا الرقم المقلق مدى تطور أساليب مجرمي الإنترنت الذين يستغلون علامات تجارية شهيرة مثل Booking، Airbnb، TikTok وTelegram لاستهداف المستخدمين وسرقة بياناتهم أو تثبيت برامج ضارة على أجهزتهم.
بحسب التقرير، تمكنت حلول كاسبرسكي الأمنية من إحباط أكثر من 893 مليون محاولة تصيد احتيالي على مستوى العالم في 2024، بزيادة بلغت 26% مقارنة بعام 2023. وأوضح الخبراء أن فصل الصيف كان فترة ذروة لهذه العمليات، حيث استغل المحتالون تزايد عمليات حجز السفر عبر الإنترنت لنشر عروض زائفة لحجوزات الفنادق والطيران.
هجمات البريد الإلكتروني الخبيثة تهدد الأفراد والمؤسسات
لم تقتصر التهديدات على محاولات التصيد، فقد كشف التقرير أيضا عن انتشار واسع لمرفقات إلكترونية خبيثة، حيث تم رصد أكثر من 125 مليون هجمة عالميًا، فيما بلغ عدد الملفات الضارة التي تم حظرها في الجزائر 750,000 ملف خلال العام الماضي.
أما في قطاع البريد الإلكتروني المهني، فقد تزايدت الهجمات التي تستهدف الموظفين والمسؤولين من خلال رسائل احتيالية متقنة، تتضمن إشعارات قانونية مزيفة، عروض تجارية وهمية، وحتى ملفات تحتوي على برمجيات خبيثة. والأخطر من ذلك، أن 47% من إجمالي الرسائل الإلكترونية المهنية كانت عبارة عن بريد عشوائي (Spam)، ما يزيد من صعوبة تمييز التهديدات الحقيقية وسط الكم الهائل من الرسائل الواردة.
لم يعد التصيد الاحتيالي مقتصرا على استنساخ مواقع العلامات التجارية، بل تطورت أساليب المحتالين لتشمل الاستغلال الزائف لصور المشاهير، حيث تم الترويج لجوائز وهدايا مزيفة لجذب الضحايا. كما ساعدت أدوات الذكاء الاصطناعي على تحسين تصميم مواقع التصيد الاحتيالي، ما يجعل من الصعب اكتشاف الاحتيال بسهولة.
أوضحت أولغا سفيتونوفا، الخبيرة الأمنية لدى كاسبرسكي، أن مجرمي الإنترنت يواكبون باستمرار أحدث التوجهات الرقمية والأخبار الرائجة لاستغلالها في حملاتهم الاحتيالية. وأكدت على ضرورة اليقظة وتبني حلول الأمن السيبراني المتطورة لحماية البيانات والمعلومات الشخصية.
في ظل تصاعد هذه التهديدات، أصبح تعزيز الأمن الرقمي ضرورة حتمية، سواء للأفراد أو الشركات، وذلك عبر استخدام برامج حماية موثوقة، وتحديث الأنظمة بانتظام، وتجنب النقر على الروابط المشبوهة.