ـ مقال رأي
الجزائر الآن ـ كنت قد كتبت من قبل ، في هذه المساحة تحديدا ،بخصوص ملف الأندية الرياضية لكرة القدم، خاصة منها ذات الشعبية الواسعة .
وكنت، قد نبهت، بأنه من الضروري التعامل مع هذا” الملف” على أنه يندرج ضمن خانة ” “الأمن القومي “. لما له من أسباب مباشرة وغير مباشرة تجعله كذلك .
و الحمد لله ، أننا في الجزائر نمتلك الآن وزيرا للرياضة مطلعا على خبايا الرياضة عموما و كرة القدم خصوصا .
غير أنني أجد نفسي ومن الباب الواجب الوطني، قبل المهني ،أن أضع بعض الملاحظات بين يدي السلطات العليا للبلاد ، وذلك بعد الأحداث المؤسفة التي عرفتها مباراة ( الرويسات و الحراش) بورقلة العزيزة على قلوب كل الجزائريين. شأنها شأن أي ولاية من ولايات هذا الوطن الغالي .
غير أنني ، أيضا ، لا بد لي، أن أوضح بأن هذه الاقتراحات ،لم تكن بسبب الأحداث التي عرفتها هذه المباراة الرياضية ، بل هي اقتراحات عامة، لموضوع محدد، يعني أندية كرة القدم الجزائرية .
غير أنني أيضا و أيضا، لا بد أن أطرح ثلاثة ( 3 ) أسئلة فرضت نفسها :
1 ـ لماذا تفشت ظاهرة العنف بالملاعب الجزائرية ؟
2 ـ لماذا أصبحنا فجأة أمام شباب جزائري بعدد من ولايات الوطن( من الشرق إلى الغرب و من الشمال إلى الجنوب ) يروج لخطاب الكراهية والعنصرية على شبكات التواصل الاجتماعي ،في مواضيع تخص تشجيع نوادي كرة القدم فيما تخلى عن ذات الخطاب في مواضيع أخرى ؟
3 ـ لماذا لازالت فئة معينة من الاعلام الرياضي تمارس هواية تشجيع النادي عبر البلاطوهات و الصحف و المواقع قبل ممارسة الاحترافية المطلوبة في مهنة الاعلام ؟
و قبل أن أجيب على هذه الأسئلة الثلاثة المهمة ، يجدر بي أن أشير أن هذه الاجابات، لم تكن إجتهادات فردية، بل مقترحات جمعتها من خلال اتصالات أجريتها مع عدد لا بأس به من الشخصيات المحترمة، التي أثق في سداد رأيها ،وهي على صله بجميع الأطراف الفاعلة بهذا الموضوع .
وتلخصت الاجابات أو بالأحرى الحلول المقترحة في التالي :
1 ـ توحيد ميزانية الشركات الرياضية لفرق القسم الأول الممنوحة من الشركات العمومية وتوحيدها أيضا بالنسبة لفرق القسم الثاني .وترك الشركات الرياضية تجتهد في جلب مداخيل إضافية للنادي عن طريق تسويق المنتوجات أو السبونسور أو مبيعات التذاكر… الخ
وحتى لا أدخل في الكثير من التفاصيل لأن مساحة هذا المقال لا تسمح، و كذلك الظروف ، أقول بأنني علمت بأن هناك شكوك حقيقية حول وقوع تجاوزات تخص المال العام بعدد من أندية القسم الأول التي تصنف في خانة الكبيرة. و بالتالي لكل مقام مقال .
كما أن التفاوت في ميزانية فرق كرة القدم ، خاصة منها ذات الشعبية ، أصبح يتسبب في حقد و غل و ضغينة بين الشباب الجزائري، لأن الأمر يتعلق بالاستفادة من المال العمومي، دون جهد من طرف القائمين على هذا الفريق أو ذاك .
وهنا يؤكد لي مصدر مطلع، على هذا “الملف”، بأنه هناك فرق شاسع بين مداخيل الشركات الرياضية للنوادي و بين ضخ الشركة الأم لمبلغ مالي ضخم، دون جهد أو نشاط من هذه الشركة الرياضية ، خلافا لما يحدث مع نوادي محترفة فعلا وليس قولا مثل الأهلي المصري و الهلال السعودي …الخ
2 ـ توجيه الاعلاميين و المحللين الرياضيين بعدم الانسياق وراء عواطف المناصر ،و التحلي بأخلاق ودور الصحفي المهني والمحلل الموضوعي .
ومن يخالف هذه التوجيهات تسلط عليه و على وسيلته الاعلامية أقصى العقوبات القانونية الممكنة من طرف سلطة الضبط .
3 ـ إعطاء أوامر صارمة للفاعلين في ميادين كرة القدم( لاعبين ، مدربين ، رؤساء ، مسيريين ، حكام ..) بعدم الزج بأنفسهم في حلبة العنف الجسدي أو اللفظي أو التسبب فيه بطريقة مباشرة أو غيرة مباشرة . ومن يخالف هذه الأوامر تسلط عليه كذلك أقصى العقوبات القانونية المسموح بها .
4 ـ تطبيق قانون “الكراهية” بحذافره ضد الأشخاص الذين يختبئون وراء صفحات فايسبوكية تناصر هذا الفريق أو ذاك ، لأن الأمر يتعلق بعقول شبابنا و بالوحدة الوطنية و الأمن القومي للجزائر .
5 ـ تسليط أشد العقوبات القانونية ضد المناصرين مرتكبي العنف في الملاعب .
الكاتب : رفيق شلغوم ، مؤسس ومدير نشر صحيفة “الجزائر الآن” الالكترونية و كاتب مقال رأي بعدد من الصحف العربية