الجزائر الآن ـ يبدو أن العلاقات الجزائرية ـ الإسبانية، تتجه إلى كتابة تاريخ جديد بعد الفتور الديبلوماسي الذي دام ما يقارب سنتين، ثمة مؤشرات ومقاربات تفيد أن هنالك رغبة من الطرفين لإعادة الدفئ بين محور الجزائر _مدريد، واذابة الثلج. وما زيارة وزير الداخلية ابراهيم مراد إلى العاصمة الاسبانية إلا تأكيدا واضحا على صحة هذا الطرح .
ماهي أسباب هذا التقارب بعد الجفاء بين الجزائر و إسبانيا ؟
وما هي أسبابه و العوامل التي كانت وراء ذلك ؟
وهل فعلا حدث هذا التقارب بعد تصريحات رئيس الحكومة الإسبانية بالأمم المتحدة عن ضرورة ايجاد حل سياسي لقضية الصحراء الغربية وفق البنود الأممية بعيدا عن التصريحات السابقة أو هناك معطيات أخرى بعيدا عن هذه التصريحات ؟.
كلها أسئلة هامة تحتاج إلى إجابات .
و في هذا الصدد يقول المحلل والكاتب السياسي “ عثمان لحياني” إن ” عودة الدفئ كان قبل هذا التاريخ، من خلال عودة السفير الجزائري بعد سحبه لما يقارب 19 شهرا”
يرجح” لحياني” ان خطاب رئيس الحكومة الإسباني كان له اثر كبير في اذابة الجليد، في المقابل ايضا الجزائر حافظت على ودية العلاقات ىغما الفتور من خلال عدم استعمالها لورقة الغاز كأدات الضغط، وهو الامر الذي للسلطات الإسبانية أن الجزائر شريك موثوق.
ناهيك عن العلاقة الطاقوية بين البلدين، واعتبار الجزائر كمصدر رقم واحد للغاز في اسبانيا، إلا ان هذه الاخيرة ايضا تعاونت بما هو المطلوب فيما يخص استرجاع الأموال المنهوبة
أما في الشق الإقتصادي، يرى رئيس المنظمة الجزائرية للتجارة والاستثمار الاجتماعي “جابر بن سديرة” ان الفترة تشهد تزايد وتيرة التبادلات التجارية بين البلدين على رأسها استيراد العجول الحية والمبردة، واستيراد الصيصان، بالاضافة الى المواد الاولية والنصف المصنعة.
يضيف “جابر بن سديرة” انه تم إحصاء على مستوى المنظمة حول اكثر من 16 الف منتوح بامكان تصديره الى اسبانيا، مشيرا إلى أن نعمل على اصدار على معرض منتوج وطني بمدينة اليكانت.
ومعرض ” سيراميك” بمدينة “كاستيلو” ناهيك عن المشاركة مؤكدا على انه سيتم استقبال وفد من برشلونة قريبا.
وبلغة الأرقام يفصل نائب الرئيس منتدي الجزائر المكلف بالعلاقات الخارجية والجالية الحزائرية بالمهجر سعيد بن رقية” انه كان منتظرا عودة العلاقات بعد فتور بسنتين، بسبب موقف إسبانيا من الصحرء الغربية، وعودة العلاقات لها دلالات كون الجزائر اصبح لها وزن على مستوى الحوض المتوسط، بمنظور الندية الديبلوماسية .
يفيد ذات المتحدث ان العودة تأتت بحكم التقارب الجغرافي، واحتياجات اسبانيا للجزائر، بكونها اصبحت وازنة اقتصاديا وامنيا، ناهيك عن مرور الجزائر بمرحلة إيجابية.
يذكد بن رقية ان الجزائر ثاني زبون في المبادلات التجارية بمعدل 2 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن حجم الخسائر بلغت الى 260 مليار بعد الفتور الديبلوماسي، أما في بداية هذا السنة، وصلت حجم المبادلات الى 163 مليون دولار بعدما كانت 17 مليون دولار في السنة الماضية.
بدوره يقول البرلماني عن حركة البناء الوطني “عبد القادر بريش”: “تعتبر الجزائر مورد موثوق في الغاز، تحوز على نسبة 30 بالمائة الغاز في اسبانيا، محتلة الصدارة بذلك، فيما يخص المبادلات التجارية بلغت في 2019. ب 7 مليار دولار، معتبر أن هذه المؤشرات المؤخرة بإمكانها ضخ دماء جديدة في العلاقات.
فيما يعتبر ” كمال ياكر” منسق المنظمة الجزائرية للتجارة و استثمار الاجتماعي في اوروبا ان تغير موقف الحكومة الاسبانية من الصحراء الغربية، هو بادرة امل للعلاقات، مذكرا بأن الفتور الدييلوماسي شهد توقيف كل النشاطات باستثناء الغاز، مضيفا أن الشركات الإسبانية تضررت بشكل كبير في االسنتين الاخيرتين، فيلما نرى حاليا عودة العللقات التجارية والإقتصادية وآخر منتدى الأعمال الجزائري_الإسباني.
ووفق ما تطرق لها الخبراء لصحيفة “الجزائر الآن” الالكترونية يمكن القول أن بعث العلاقات الإقتصادية بين الجزائر وإسبانيا، يمكن التعويل والمراهنة عليها لبناء شراكة حقيقية، على رأسها معرض المنتوج الوطني بإسبانيا، بالإضافة الى التعاون في مجال الموانئ، وهذا يبرز حقيقة مدى نجاعة الديبلوماسية الجزائرية في تسيير الأزمات والمواجهة بندية.