الجزائرالٱن _ تم تسجيل للحاخام دوف لاندو، وهو من رؤساء الجمهور الحريدي الليطائي، وهو يتحدث مع حاخامات منظمة “قلب يسمع” عن مكانة طلاب المدارس الدينية و”موقفه من شتى المواضيع”، كما كتب في موقع “ميدان السبت” الذي تم عرض التسجيل فيه. لاندو يهودي عمره 94 سنة، كان متزوجاً من ناجية من الكارثة، وتطاول على المجتمع العلماني (كما هو متوقع)، لكنه لم يوفر قبيلته أيضاً من معتمري القبعات المنسوجة.
في التسجيل سمع وهو يقول: “الأفضل هو أن يسيطر العرب هنا. لو فعلوا لكانوا سيحترموهم. ربما نعيش بشكل جيد بدون دولة مع العرب، ولكن الصهيونية جلبت لنا الكوارث. في “الصهيونية الدينية” يُقتلون لأن حاخاماتهم يعلمونهم توراة مشوهة… من يعرف الفكرة الصهيونية، التي كانت ذات يوم حركة أبناء عكيفا، ما زالت موجودة حتى الآن ولكني لا أتمنى لهم أي بركة. شعارهم كان… ليس خالق العالم وليست التوراة، بل “أرض إسرائيل لشعب إسرائيل…”، أقول: هذا هو الموجود. العلمانيون أصبحوا يشككون بالحق في هذه الأرض، وهم على حق… بالنسبة لهم أرض إسرائيل هي الذروة”
وقال عن الخدمة العسكرية: “لا يمكن هذا الوضع. هم بنشاطاتهم لا يفعلون الكثير من أجل الإنقاذ، بل من أجل كرامة الدولة، يقتلون الناس من أجل الكرامة”. وعن دولة إسرائيل، قال: “الصهيونية كانت وكأنهم سينقذون الشعب اليهودي، جلبوا وابلاً من الكوارث المادية. العرب لم يكرهونا جداً ذات يوم في العالم كله”
مرة أخرى، يطرح سؤال كيف ولماذا تخلى اليسار عن الحريديم وقدمهم للحريديم القوميين المسيحانيين في اليمين، بدلاً من الاحتفاظ بهم قرب قلبه، واستغلالهم لصالح أفكاره. في نهاية المطاف، من المفروض أن تجد أقوال الحاخام لاندو هذه صدى في قلب كل من عارض المسيحانية، وسئم من الخطاب العسكري، ويدعو إلى التعايش مع العرب في قطعة الأرض الصغيرة هذه.
الحاخامات يكتبون وبحق بأنه لم يكن للمعسكر الليبرالي أن يقوم بدون مد يد صادقة وحقيقية لمواطني إسرائيل العرب. ولكن ما لا يقل أهمية، حتى لو بسبب نسبة التصويت العالية في أوساطهم، هو مد يد صادقة وحقيقية لمجتمع الحريديم، حتى بثمن التجنيد، وبثمن فصل معين في الحياة الأكاديمية، وبثمن صك أسنان بشأن قوانين الحشمة للفتيات، التي تتلاءم مع نظام “طالبان”.
الحريديم الذين يعرفون أن القومية تقتل اليهودية، حرفياً، هم الشركاء الأفضل لمستقبلنا هنا. بالتحديد كلما كان الحريديم أكثر تطرفاً وتميزاً يكونوا أقل تدخلاً في شؤون الدين والدولة والجمهور العام. وعلينا احتضان هذه الرسائل الانفصالية، وعدم محاولة دمج الحريديم بالقوة في المجتمع الذي هم غير معنيين بالاندماج فيه، وبالصورة التي هم غير معنيين بالاندماج بها.
حتى ذلك الحين، يتعين على المشاركين في هذه العملية، وممثلي الأحزاب المتشددة في الكنيست، أن يعودوا إلى معسكر السلام. إن دعم الأحزاب المتشددة للتسوية السياسية بعيدة المدى مع الفلسطينيين ستقلل الحاجة إلى الخدمة العسكرية وتحررنا جميعنا من النضال قصير النظر من أجل المساواة في تحمل العبء.
الحريديم الحقيقيون، وليس شبان ميدان صهيون في منتهى السبت، لا يقومون بنشاطات تدفيع الثمن أو إقامة أنوية توراتية، وهم غير معنيين بالاستيطان في قطاع غزة، والحرم شيء غريب بالنسبة لهم. لا تتخلوا عنهم وترمونهم في يد بن غفير. هم شركاؤنا، وليس من يرتدون القبعات المنسوجة.