الجزائرالٱن _ أكد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، اليوم الخميس 13 فيفري 2025، خلال كلمته لدى افتتاح اليوم الدراسي حول التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر، أن هذه الجريمة الإنسانية لا تزال جراحها مفتوحة، مشدّدًا على ضرورة تحمّل فرنسا لمسؤولياتها التاريخية والقانونية.
وأشار بوغالي إلى أن التفجيرات النووية التي نفذتها فرنسا في منطقتي “رقان” و”إن إيكـر”، والتي بلغ عددها 17 تفجيرًا نوويًا، لا تزال تأثيراتها الكارثية مستمرة على الإنسان والبيئة، حيث يعاني السكان من أمراض سرطانية وتشوهات خلقية ناجمة عن الإشعاعات.
وطالب رئيس المجلس الشعبي الوطني فرنسا بالاعتراف الرسمي بمسؤوليتها عن هذه الجرائم النووية وإنصاف وتعويض الضحايا وعائلاتهم بما يتناسب مع حجم الكارثة، كما دعاها إلى تحمل مسؤولية تطهير الأراضي الملوثة بالإشعاعات النووية، وتسليم الأرشيف الكامل لمواقع التجارب النووية للجزائر.
وبالمناسبة، أشاد بوغالي بجهود الجيش الوطني الشعبي في إزالة ما يقارب 11 مليون لغم زرعها الاحتلال الفرنسي، مؤكدًا أن هذا الإنجاز البطولي يعكس العزيمة الصلبة والإرادة الفولاذية لأبناء الجزائر، الذين لا يتوانون عن الوفاء لوطنهم وتعزيز مستقبله بكل تفان.
ولم يفت بوغالي أن يوجه الشكر أيضا للأساتذة والباحثين الجزائريين الذين تفانوا في دراسة جريمة التفجيرات النووية الفرنسية بكل مقارباتها، الصحية والعلمية والقانونية والتاريخية، مبرزا مدى أهمية جهودهم في الحفاظ على ذاكرة الوطن والدفاع عن حقوقه.
وبعدما استعرض بوغالي جانبا من وحشية ممارسات الاحتلال الفرنسي في الجزائر، أردف مؤكدا أن تجريم الاستعمار ضرورة لإقامة المسؤولية التاريخية والوفاء للذاكرة وتكريم الشهداء والضحايا وتجريم تلك الممارسات غير القابلة للتقادم، وأوضح أنه يشكل أيضا دعوة لإجراء قراءة صحيحة للتاريخ من أجل بناء مستقبل يقوم على أركان المساواة والاحترام.
ومن أبرز ما جاء في الكلمة، الدعوة التي وجهها رئيس المجلس إلى برلمانيي العالم من أجل تنظيم ندوة برلمانية دولية حول التفجيرات النووية لتبادل الخبرات والتجارب وبحث السبل القانونية لدعم الضحايا وتحقيق العدالة لهم، كما اقترح تخصيص يوم عالمي لضحايا التفجيرات النووية يتزامن مع 13 فيفري، ليكون بمثابة تذكير دائم بهذه الجريمة.
وفي ختام كلمته، شدّد بوغالي على أن الجزائر المستقلة ستظل متمسكة بمطالبها المشروعة، ولن تسمح بأن يُنسى شهداؤها وضحاياها، مؤكدًا أن قضية التفجيرات النووية لن تسقط بالتقادم.