آخر الأخبار

برنامج فرنسي للفنانين الجزائريين.. فرصة أم فخ؟

شارك الخبر

أعلنت فرنسا عن إطلاق برنامج إقامة فني جديد تحت اسم “باية” يستهدف الفنانين الجزائريين الراغبين في تعزيز مهاراتهم وتطوير مشاريعهم الفنية.

وتأتي هذه المبادرة في ظل تساؤلات حول مغزاها الحقيقي، لاسيما في ظل التورات بين الجزائر وفرنسا، وهل هي فعلا فرصة ذهبية للفنانين، أم أنها مجرد وسيلة جديدة للهيمنة الثقافية على الإبداع الجزائري؟

ويخطط هذا البرنامج الذي يأتي تحت رعاية المعهد الفرنسي في الجزائر، إلى استقطاب 11 فنانا جزائريا لمدة ثلاثة أشهر في فرنسا، مع توفير مجموعة من المزايا مثل مساحة للعيش والعمل، ومساعدة مالية، وتغطية تكاليف السفر.

ويبدو أن البرنامج يثير العديد من التساؤلات حول أهدافه الحقيقية، فبينما يروج له كفرصة للنمو الفني، يبقى واضحا أن هذه المبادرة تأتي في سياق سياسي واجتماعي معقد. فهل تعتبر هذه الخطوة وسيلة لتلميع صورة فرنسا في العالم العربي، أم أنها محاولة لاحتواء الفن الجزائري ضمن إطار يناسب الأجندات الثقافية الغربية؟

وعلى الرغم من أن المعهد الفرنسي ينادي بدعم الفنانين، إلا أن العديد من النقاد يعتبرون هذه المبادرات تستخدم كأداة للسيطرة على الثقافة الجزائرية، مما يقلل من قيمة الفنون المحلية ويعزز من هيمنة الغرب على المشهد الثقافي.

شروط معقدة لاختيار الفنانين

عند النظر إلى شروط المشاركة، نجد أنها تطلب من الفنانين أن يكونوا قد أكملوا تعليمهم ولديهم ثلاث سنوات من الخبرة.

وهذا يشير إلى أن البرنامج يستهدف فقط فئة محدودة من الفنانين، مما يعزز من فكرة النخبوية ويقصي الكثير من المواهب الشابة التي قد تعبر عن واقع الجزائر المعاصر.

في النهاية، ينبغي على الفنانين الجزائريين التفكير مليا قبل الانخراط في مثل هذه البرامج، فبينما قد تبدو الفرصة مغرية، إلا أن المخاطر المرتبطة بفقدان الهوية الثقافية قد تكون أكبر مما يتصور، إذ أن الفن الجزائري يستحق أن يحتفى به في سياقه الثقافي الخاص، بعيدا عن أي تأثير خارجي قد يهدد أصالته.

لذا، فالأجدر بالفنانين هو البحث عن سبل لتعزيز هويتهم وابتكاراتهم في فضاء يُعبر عن واقعهم الحقيقي.

@ آلاء عمري

الإخبارية المصدر: الإخبارية
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا