آخر الأخبار

أخيرا نطقت مارين لوبان .. كفرا

شارك الخبر
بواسطة محمد،قادري
صحفي جزائري مختص في الشأن السياسي الوطني و الدولي .
مصدر الصورة
الكاتب: محمد،قادري

الجزائرالٱن _ ظل غياب زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن الحملة الشعواء التي تقودها أذرعها ضد الجزائر مثيرا للاستغراب، خاصة أنّها “رأس الأفعى”، التي لا تترك فرصة لنفت سمومها باتجاه بلد المليون ونصف المليون شهيد.

ولأنّ مهاجمة الجزائر هي السلعة الرائجة في فرنسا وورقة سياسية هامة بأيدي من لا يملكون أي مشروع سياسي في بلادهم، فإنّ صمت لوبان لا يمكن أن يطول أكثر من هذا.

و”نطقت” أخيرا، مطالبة بضرورة معاملة “الجزائر”، وكل البلدان التي ترفض استعادة المهاجرين بالضبط كما فعل ترامب مع كولومبيا، متناسية أنّ الجزائر لا يمكن أن تكون غيرها ولو أرادت، وفرنسا مهما اعتقدت أنّها قوية، فهي ليست أكثر من “إقطاعي”، كان يعيش على النهب والاعتداءات، ووقت المواجهة سيكون عاجزا، لا يملك إلا الصياح وإثارة الغبار.

مارين لوبان المنبوذة حتى وسط الفرنسيين، الذين كلما استشعروا خطرها رموها في “مزبلة السياسة”، ربما لم يصلها قرار عدالة بلادها، الذي يعلّق إجراء طرد المؤثر الجزائري نعمان بوعلام المعروف بـ “دوالمن”، على أساس أنّ “الوقائع التي أثبتها وزير الداخلية لم تكن كافية لإجراء قرار الطرد”

أما عن تهديدها بقطع العلاقات الديبلوماسية، إذا وصلت للسلطة، فهي تعلم قبل غيرها، أنّ فرنسا ستكون المتضرر الأكبر، ولن يجرؤ أي سياسي على اتخاذ هذا القرار، لأنّهم يعلمون أنّ خير الجزائر في ابتعادها عن فرنسا، كما هو خير كل الأفارقة، فكيف تطلب هذه “اللوبان” بقطع العلاقات، وهي ترى وتسمع وتشاهد أنّ بلادها فرنسا، أصبحت تُعامل من طرف الأفارقة معاملة “البعير الأجرب”

أما قصة التحويلات المالية والتأشيرات، فهي “أسطوانة مشروخة”، يعيدها المنبوذون في بلادهم، على غرار كزافيي دريانكور، إريك زمور، وبرونو روتايو وغيرهم.

مارين التي تلعب دور الضحية والجلاد في نفس الوقت تساءلت بخبث: “لماذا نظهر مثل هذا الضعف تجاه الدول التي تبصق في وجوهنا صباحًا وظهرًا وليلًا؟”، مشددة على أنّها “مسألة احترام لفرنسا وسيادتها والقانون الدولي”

والجواب أنّ الجزائر لم تتعود أن تبصق في الأوجه، ولكنّها لا تمد وجهها للصفعات ولا تسكت عن حقها، فالمتصهين بوعلام صنصال، الذي تحوّل إلى “نبي” في باريس، يحاكم في بلاده وفق قانونها السيد، والمؤثر “دولامن” الذي رفضت الجزائر استقباله، أرادت بذلك أن تحميه وتمنحه الفرصة للدفاع عن نفسه وفق قوانين جمهورية الديمقراطية والحريات التي يعيش فيها، وهو ما أكدته العدالة الفرنسية أمس، إلا أنّ وريثة الإرهابي جون ماري لوبان، لا تسمع ولا ترى إلا ما تربت عليه من عنصرية وحقد ضد الجزائر وضد المسلمين والمهاجرين.

انفصام شخصية العجوز الشقراء ظهر من خلال حديثها لتلفزيون LCI الفرنسي، وهي تعتبر أنّ استعمار الجزائر من قبل فرنسا لم يكن “مأساة”، في حين أنّ مؤثرين لا يملكون إلا حواسيبهم هو تهديد مباشر للجمهورية الفرنسية!

وإذا كانت تعتقد واهمة أنّ الاستعمار الذي كان والدها السفاح أحد أدواته، خدم الجزائر اقتصاديا وساعدها على التطور، فإنّها تعتقد أنّها تخاطب أناس بلا ذاكرة أو لا يقرؤون، والتاريخ يقول أنّ فرنسا قتلت ملايين الأشخاص في الجزائر، وسرقت جماجم الآلاف لتضعها في متحف، كتعبير عن رقيها وحضارتها ورحمتها بالشعب الذي استعمرته.

لقد تناست لوبان، أنّ الجزائر لم يكن بها “أميّ” واحد عندما رست سفنها المدججة بالأسلحة بميناء سيدي فرج، لتتركها مجبرة بعد 132 سنة، وأغلبية الشعب لا يقرأ ولا يكتب، يعيش الفقر المدقع، فأي تطور تتحدث عنه هذه العجوز؟!

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا