آخر الأخبار

حركة البناء الوطني:"البرلمان الأوروبي غير مؤهل لإعطاء الجزائريين دروسا في حقوق الانسان"

شارك الخبر
بواسطة كريم معمري
صحفي جزائري مختص في الشأن الوطني .
مصدر الصورة
الكاتب: كريم معمري

الجزائرالٱن _ وجهت حركة البناء الوطني رسالة الى البرلمان الأوروبي قائلة له:” أنت غير مؤهل لإعطاء الجزائريين دروسا في حقوق الانسان”.

وكشف بيان الحركة انها تلقت باستنكار واستهجان شديدين مضمون قرار البرلمان الأوروبي الذي ينتقد فيه مجريات المساءلة القضائية الجزائرية لمواطن يحمل الجنسية الجزائرية الأصلية بسبب تصريحاته الخطيرة التي أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية؛ والتي تمس بوحدة الشعب وبالسلامة الترابية للجزائر وبأمنها القومي.

وأضاف البيان :” لقد اعتبرنا في الحركة قرار البرلمان الأوروبي تدخلا سافرا وغير مقبول في شأننا الداخلي ومحاولة جديدة يائسة للضغط على مؤسسات الدولة الجزائرية وتجاوز سيادتها واستقلالية قراراتها القضائية والسياسية والاقتصادية.”

وأبدت الحركة ايتغرابها من المستوى السياسي والدبلوماسي الذي وصلت إليه هذه المؤسسة البرلمانية التي كان يفترض في خطابها أن تكون فوق مستوى هذا البيان المطول الذي حرص كاتبوه على التوصية بترجمته إلى اللغة العربية ظننا منهم أنه يمتلك قوة التأثير على وعي الجزائريين والجزائريات الذين لن تزيدهم مثل هذه المشاغبات السياسوية المستغلة للخطاب الحقوقي إلا وعيا وتماسكا.

قائلة أنه كم كنا نتمنى في حركة البناء الوطني لو بادرت هذه المؤسسة البرلمانية التي تريد اليوم أن تعطينا دروسا في الديمقراطية وحقوق الانسان، بالضغط على المؤسسات الأروربية لاحترام أحكام القضاء الأوروبي بخصوص قضية الصحراء الغربية، مثلما كنا نتمنى لو عبرت هذه المؤسسة البرلمانية عن قلقها عما حصل في غزة والأراضي الفلسطينية من حرب إبادة مدمرة من طرف كيان يلقى دعما من مؤسسات أوروبية كثيرة، التي مع الأسف الشديد بوصلتها خارج الأولويات الإنسانية وأولويات العدالة والديمقراطية في العالم، وكم كنا نتمنى أن يلزموا كـبرلمانيون حكوماتهم لتنفيذ أحكام العدالة الدولية لاعتقال رموز الارهاب الصهيوني.

واشارت الحركة إن التعابير المكرورة التي جاء بها هذا البيان المشحونة بنفس خطاب الكراهية لليمين المتطرف الفرنسي واللوبيات الاستعمارية الحاقدين على الجزائر وغيرهما يدل على أن هذه البرلمان الأوروبي قد أصبح تحت رحمة تلك الأبواق التي تريد توسيع حالة توتير العلاقات الجزائرية الأوروبية واقحام البرلمان الأوروبي في التدخل في الشؤون الخاصة والداخلية للدولة الجزائرية.

قائلة إن لغة هذا البيان متشابهة مع لغة لوبيات التطرف اليميني الفرنسي المعروفة بعدائها التاريخي للجزائر، والتي تهدف إلى تشويه صورة الجزائر الجديدة التي تخوض اليوم مسارا من الاصلاحات داخليا، وعلى المستوى الاستراتيجي لتشكل الجزائر نقطة ارتكاز محورية في التنمية والتعاون المثمر الافريقي الأوروبي الذي أضر بمصالح بعض الأطراف الحاقدة على الجزائر، والتي لم تأل جهدا في بث هذه الاحقاد عبر ممارسات تهديدية تتجاوز حسن الجوار والاعراف والقوانين الدولية.

وكشفت حركة البناء الوطني انها تسجل بكل أسف هذا الانحراف الخطير للبرلمان الأوروبي ونرفض بشكل قاطع الإدعاءات الكاذبة التي يسوق لها، ونعد هذا البيان تهجما واضحا وممنهجا على بلادنا ونعتبر بأن البرلمان الأوروبي غير مؤهل سياسيا ولا أخلاقيا لإعطاء الدروس للجزائر عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

نؤكظة في ذات السياق إن الجزائر اليوم تمثل صورة من صور التحرر والسيادة المنبثقة من إرادة شعبها وخيارات مؤسساته، ولذلك فان التعامل ضمن قواعد الندية والاحترام يبقى هو السبيل الوحيد لترقية أي تعاون جزائري أوروبي، والذي يضمن انفتاح الجزائر على كل الدول الدول الاوروبية و تنويع شراكاتها بما يعود بالفائدة على الجميع.

ولفتت البناء الى النظر إلى أننا لن نتسامح فيما يمس بسيادتنا وبأمننا القومي ووحدتنا الوطنية التي تسعى بعض الأطراف منذ انطلاق الجزائر الجديدة في إطار المسار الدستوري إلى عرقلتها والتشويش عليها، وعندما عجزت هذه الأصوات المتطرفة عن النيل من الجزائر ونتيجة تخبطها في الأحقاد الاستعمارية عمدت إلى تضليل المؤسسات الأوروبية ومحاولة إقحامها فيما يضر المصالح المشتركة بين الجزائر وأوروبا.

مؤكدة في هذا الصدد دعمنا لمؤسسات دولتنا، ونهيب بالبرلمان الجزائري وبمختلف الكتل وأعضاء البرلمان بغرفتيه وبكل النخب الوطنية بالرد على هذه الافتراءات وفضح السلوكات المعادية للجزائر في الفضاءات الأوروبية لقطع الطريق على التطرف اليميني ومنع أخطاره المستقبلية على المنطقة ومصالحها الحيوية.

● كما سجلت بأنه من المخيب للآمال أن هذا البرلمان الأوروبي لم يبذل جهدا للتواصل مع الدولة الجزائرية لمعرفة الحقائق قبل إطلاق الاتهامات الباطلة التي تعكس جهل كاتبي البيان بالواقع الجزائري السياسي والحقوقي المكرسين في الدستور الجزائري، كما تعكس لغة البيان حالة التحامل والاستعجال والشعوبية وعدم المسؤولية عند صائغه الذين لم يهضموا عودة بلادنا على الصعيد الإقليمي والدولي، والتي ستمضي فيه إن شاء الله بعزيمة وبتلاحم حتى تستعيد الجزائر دورها كدولة محورية في ساحة الكبار.

وفي الأخير جددت الحركة المطلق للوصاية وللإملاءات الخارجية وأي تدخلات أجنبية في شؤوننا الداخلية من أي طرف كان أوروبي أو غيره، ونهيب بجميع الإرادات الوطنية المخلصة للوطن إلى مزيد من رص الصفوف و “الالتحام الوطني” لنبني معا سدا منيعا أمام محاولات التربص بهذا الوطن العزيز الذي هو وديعة الشهداء لدى أجيال الجزائريين.

شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا