الجزائر تحتل المرتبة الأولى في عدد المجلّات البحثية

في إنجاز علمي بارز، أعلنت معامل التأثير والاستشهادات المرجعية العربية “آرسيفArcif ” عن نتائج تقريرها السنوي لعام 2024، حيث أظهرت الجزائر تفوقها على 28 دولة عربية وأوروبية وآسيوية وأمريكية في عدد المجلّات البحثية والعلمية المنشورة باللغة العربية.

وفقا لتقرير “آرسيف 2024″، احتلت الجزائر المرتبة الأولى بإجمالي 447 مجلة علمية معتمدة، متفوقة على مصر التي حازت على 300 مجلة، والعراق بـ 159 مجلة، والسعودية بـ 65 مجلة، والأردن بـ 38 مجلة، وهذه الأرقام تشير إلى ارتفاع مستوى النشر العلمي في الجزائر، وتؤكد على أهمية الجهود المبذولة من قبل الباحثين والمراكز العلمية في البلاد.

التقرير، الذي يعتمد على معايير عالمية في تقييم المجلات، يظهر أن الجزائر ليست فقط رائدة في عدد المجلات، بل أيضا في حجم الإنتاج العلمي، فقد تم فحص 5000 مجلة علمية وبحثية باللغة العربية، نجحت منها 1201 مجلة في تحقيق المعايير المطلوبة.

أ.د. سامي الخزندار، رئيس مبادرة “آرسيف”، صرح أن هذه النتائج تعكس اهتماما متزايدا وسط المجتمع الأكاديمي العربي بأهمية البحث والنشر العلمي باللغة العربية، كما أشار إلى أن “البحث والنشر العلمي ضرورة عربية لإنتاج المعرفة والتكنولوجيا”، مشدداً على الحاجة لدعم جهود الباحثين العرب في مختلف المجالات.

التقرير رصد بيانات 311,000 مؤلف عربي، وتم توثيق 850,000 مقالة علمية، مما يدل على الزيادة الكبيرة في الإنتاج العلمي. كما تم الاستشهاد بإنتاج أكثر من 85 ألف مؤلف عربي، وهو ما يعكس تأثير الأبحاث العربية في الساحة العلمية العالمية.

وعلى صعيد المؤشرات القطاعية، تصدرت الجزائر مجالات متعددة مثل الآداب والعلوم الإنسانية، حيث تمثلت في “مجلة التمكين الاجتماعي” الصادرة عن جامعة عمار ثليجي، وأيضاً في مجال القانون مع “مجلة الدراسات والبحوث القانونية”، كما أظهرت الجزائر حضوراً قوياً في مجالات أخرى مثل العلوم الاجتماعية.

في المقابل، تميزت مصر في مجالات مثل الدراسات الإسلامية وعلوم السياسة، حيث حصلت على مراكز متقدمة في معظم التخصصات. ومع ذلك، يظهر التقرير أن الجزائر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها في الساحة العلمية العربية.

التقرير أشار أيضا إلى أهمية مؤشر الاستشهاد الفوري، الذي يعكس تأثير المجلات العلمية من خلال متابعة الاستشهادات للمقالات الجديدة، وقد أظهرت فلسطين ومصر أداء جيدا في هذا المؤشر، مما يدل على أهمية البحث والنشر في السياق العربي.

تعتبر نتائج “آرسيف 2024″ إشارة قوية إلى التفوق العلمي العربي، وتبرز الحاجة لدعم مستمر للبحث العلمي والنشر باللغة العربية، يُتوقع أن يسهم هذا التطور في تعزيز مكانة الجزائر كمركز علمي رائد، ويعكس الوعي المتزايد بأهمية البحث العلمي في عالم اليوم.

للاطلاع على تفاصيل التقرير، يمكن زيارة الموقع الرسمي لـ “آرسيف”، حيث سيتم توفير نسخة إلكترونية من التقرير بصيغة PDF قبل نهاية العام، مما يسهل على الباحثين وصناع القرار الوصول إلى المعلومات الضرورية لدعم جهود البحث والنشر العلمي في المنطقة.