في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أوضح تقرير نشرته صحيفة إزفيستيا الروسية أن الزيارات المتبادلة مؤخرا بين مسؤولين أفغان وطاجيك تعكس تغيرا ملحوظا في موقف دوشنبه من حركة طالبان ، ورغبة متبادلة في التعاون لمعالجة عدد من الملفات الشائكة.
وقال الكاتب إيغور كارمازين إن طاجيكستان كانت أشد خصوم حركة طالبان في منطقة آسيا الوسطى منذ توليها السلطة في 2021، إلا أن خريف هذا العام حمل بوادر انفراج في العلاقات بعدما أرسلت عدة وفود رفيعة المستوى إلى جارتها الجنوبية.
ويؤكد الكاتب أن مؤشرات التقارب بين دوشنبه وكابل بدأت تظهر في سبتمبر/أيلول حين زار سفير طاجيكستان لدى أفغانستان سعدي شريفي ولاية كونر الأفغانية التي تضررت بشدة من الزلزال الأخير، حيث سلّم السكان المحليين شحنة من المساعدات الإنسانية.
وشكّلت هذه الزيارة -وفقا للكاتب- أول ظهور علني لدبلوماسي طاجيكي في أفغانستان منذ تولي طالبان السلطة، ومثلت دليلا واضحا على أن البعثة الدبلوماسية الطاجيكية لا تزال تواصل عملها في البلاد.
كما أدلى الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن بتصريحات وُصفت باللافتة خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول، حيث أكد أن دوشنبه تدعو المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لـ"الشعب الأفغاني الذي طالت معاناته"، بما يضمن تحقيق السلام والاستقرار، وهي تصريحات رحب بها ممثلو حركة طالبان.
وفي أكتوبر/تشرين الأول -يضيف إيغور كارمازين- أُعلن عن سلسلة من الزيارات شبه الرسمية، استهلّها يوسف وفا، حاكم ولاية بلخ الأفغانية المجاورة لطاجيكستان، بزيارة إلى دوشنبه، حيث التقى رئيس جهاز الأمن الوطني الطاجيكي سيمومين ياتيموف.
وخلال المحادثات، شدد المسؤول الأفغاني على أن كابل تخوض معركة ضارية ضد الجماعات المتطرفة، وتعمل على منع أي محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
المحادثات لم تقتصر على مناقشة الخلافات الحدودية، بل شملت أيضا تعزيز العلاقات السياسية
وذكر الكاتب أن يوسف وفا اقترح إقامة تعاون أمني بين البلدين، وحث على استئناف العلاقات الدبلوماسية والسياسية، بينما رد ياتيموف بأن البلدين سيعيشان "في سلام وصداقة، كشعبين شقيقين".
ويتابع أن وفدا طاجيكيا برئاسة نائب محافظ ختلان زار ولاية قندوز الأفغانية الحدودية، وشكل الملف الأمني مجددا محور المباحثات.
وفي منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وصل إلى كابل وفد طاجيكي رفيع المستوى ضم ممثلين عن وزارة الخارجية وجهاز الأمن القومي وجهات حكومية أخرى.
ونقل الكاتب عن وسائل إعلام أفغانية أن أعضاء الوفد التقوا رئيس حكومة طالبان ومدير الاستخبارات، مشيرا إلى أن دوشنبه لم تؤكد رسميا عقد هذه المحادثات ولم تنفها.
وحسب الكاتب، فإن عدة مصادر كشفت أن المحادثات لم تقتصر على مناقشة الخلافات الحدودية، بل شملت أيضا توسيع العلاقات السياسية.
ونقل الكاتب عن الباحث في شؤون الشرق الأوسط أزدار كورتوف قوله إن مصلحة دوشنبه تقتضي إقامة علاقات جيدة مع كابل.
ويرى كورتوف أن "جميع الدول تهتم بالحفاظ على علاقات جيدة مع جيرانها، ولدى طاجيكستان وأفغانستان حدود طويلة ومعقدة، مما يجعل هذا الملف مهما للغاية".
وأضاف أن طاجيكستان لا ترغب في البقاء على هامش المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية الكبرى التي تنفذ حاليا في آسيا الوسطى، ولتحقيق ذلك ينبغي أن تكون دولة مسالمة، وأوضح: "لقد نجحت دوشنبه في تسوية النزاعات الحدودية مع قرغيزستان ، وتسعى لتحقيق الشيء نفسه على حدودها الجنوبية".
من جانبه، يرى المحلل السياسي والخبير بشؤون دول آسيا الوسطى أندريه سيرينكو أن موقف طاجيكستان تجاه أفغانستان لم يتغير فعليا.
وقال سيرينكو: "لا تزال دوشنبه تُصر على ضرورة إقامة حكومة شاملة في أفغانستان لا تقتصر على البشتون، بل تضم الطاجيك أيضا".
ويضيف أن ما يثير قلق دوشنبه بشكل بالغ هو الوضع على الأراضي الحدودية، إذ من المعروف أن مقاتلين قادمين من سوريا يتجمعون حاليا في ولايات أفغانستان الشمالية، وكل الاتصالات الأخيرة كانت مرتبطة بهذا الأمر تحديدا، حيث تسعى السلطات الطاجيكية للحصول على أقصى قدر ممكن من المعلومات وضمانات أمنية محددة من طالبان.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة