في كتابه الجديد "العالم بعد غزة" يرى المفكر الهندي بانكاج ميشرا أن الحرب على غزة شكلت لحظة فارقة في التاريخ المعاصر، إذ كشفت انهيار المنظومة الأخلاقية التي طالما تبناها الغرب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية .
هكذا افتتحت صحيفة لاكروا عرضها السريع لهذا الكتاب الذي يعتبر أن موقف الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، ودعمها العسكري لإسرائيل رغم استهداف المدارس والمستشفيات وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين، يعكس تخليها عن المبادئ التي صاغت النظام الدولي تحت شعار "لن يتكرر ذلك أبدا"، بعد اكتشاف معسكرات الإبادة النازية.
ويذهب الكاتب -حسب تقرير توماس هوفنغ للصحيفة- إلى أن كارثة غزة ليست مجرد مأساة محلية، بل نذير اضطرابات عالمية مقبلة، وعلامة على عالم منهك يلجأ إلى القوة لحل أزماته، فاقدا الثقة بنفسه، ومنفصلا عن القيم التي ادعى حمايتها.
ونبهت الصحيفة إلى أن الكاتب الذي وصفته بأنه رجل غاضب وقلق، يرى أن الغرب، بقبوله ما جرى في غزة، يدمر القيم التي يدعي الدفاع عنها، دون أن يدرك أنه يحفر قبره بيده.
وخصص ميشرا جزءا واسعا من كتابه لتحليل المسار التاريخي والفكري لإسرائيل، وللتحول من صورة الدولة الشابة المثيرة للتعاطف بعد الحرب العالمية الثانية، إلى دولة توسعية أثارت استياء واسعا، حتى بين مثقفين يهود ينتقدون توجهاتها.
ورغم نبرة القلق والغضب التي تطغى على الكتاب، يلمح الكاتب إلى بصيص أمل يتمثل في حركات الشباب حول العالم، من الجامعات الأميركية إلى شوارع أوروبا، الذين يرفضون الصمت ويكسرون حاجز الخوف من تهم معاداة السامية المسلطة على كل من ينتقد السياسات الإسرائيلية.
ويعتبر ميشرا أن غزة أصبحت لحظة تأسيسية لوعي سياسي وأخلاقي جديد لدى عدد لا يحصى من الأشخاص في القرن الـ21، مؤكدا أن العالم بعد غزة لم يعد كما كان، بل أصبح أكثر إثارة للقلق.
وخلصت الصحيفة إلى أن كتاب "العالم بعد غزة" يرسم لوحة عالم أكثر توترا واضطرابا، لكنه ما زال يتحرك، مدفوعا بأسئلة كبرى حول العدالة والقيم ودور الغرب في مستقبل النظام الدولي.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة