آخر الأخبار

تمويل إيران وسلاح حزب الله.. لبنان أمام اختبار السيادة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

رغم العقوبات.. مليار دولار من إيران لحزب الله في 2025

يشهد المشهد اللبناني تصعيداً سياسياً وأمنياً متسارعاً، مع اتساع النقاش بشأن الدور الإيراني في تمويل حزب الله وتأثير ذلك على مؤسسات الدولة اللبنانية وقدرتها على فرض سيادتها.

مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب، أكد خلال حديثه إلى التاسعة على سكاي نيوز عربية، أنّ لبنان يقف اليوم على حافة الانهيار نتيجة استمرار التمويل الإيراني للحزب وتواطؤ بعض مؤسسات الدولة، محذراً من انزلاق البلاد نحو مواجهة شاملة بين الجيش اللبناني وإسرائيل إذا لم تُتخذ قرارات حاسمة تضع حداً لتغوّل الميليشيا.

التمويل الإيراني والاختراق الداخلي

توم حرب أشار إلى أنّ واشنطن تنظر بقلق بالغ إلى حجم الأموال التي وصلت إلى حزب الله هذا العام، والتي بلغت أكثر من مليار دولار، مصدرها إيران عبر قنوات متعددة.

وأوضح أنّ هذه الأموال لم تدخل مباشرة إلى لبنان، بل تسربت عبر الحدود السورية أو من خلال مطار بيروت وبعض المرافئ اللبنانية، في ظل غياب الرقابة الفعالة من الأجهزة الأمنية. وسأل حرب بلهجة حادة: أين هي الأجهزة الأمنية؟ ولماذا لم تتوقف هذه التحويلات؟

واعتبر أن استثناء حزب الله من القيود المالية المفروضة على باقي الكيانات اللبنانية مكّن الحزب من التحايل على النظام المصرفي، سواء عبر البنوك أو خارجها، مشيراً إلى قضايا مرفوعة ضد مؤسسة "القرض الحسن" لم تُبت فيها حتى الآن، ما يعكس ضعف الإرادة القضائية في مواجهة هذه المنظومة المالية الموازية.

اختراق المؤسسة العسكرية وخطر التداخل الميداني

وفيما يتعلق بالشق العسكري، حذر حرب من أخطر ما يواجه لبنان اليوم: اختلاط المسارات بين الجيش اللبناني وحزب الله.

وأكد وجود معلومات حول استخدام الحزب سيارات وشاحنات تابعة للجيش لنقل عناصره وسلاحه إلى مناطق مختلفة، حتى إلى شمال لبنان، لتفادي الرصد الإسرائيلي.

وأوضح أنّ هذا السلوك يضع الجيش اللبناني في موضع الاتهام المباشر، إذ إنّ إسرائيل حين تقصف هذه الشاحنات، يُقال إنها تقصف الجيش اللبناني، «وهذا غير صحيح» على حدّ قوله.

ورأى حرب أنّ هناك عناصر داخل الجيش تميل إلى حزب الله وتسهّل له عمليات النقل والتمويه، في حين أن القيادات العليا، كوزير الدفاع وقائد الجيش، لا تشارك في هذا السلوك. لكنه حذر من أن استمرار هذا التداخل سيؤدي في النهاية إلى حادث كارثي يجرّ الجيش إلى مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، خصوصاً مع ازدياد الضربات الإسرائيلية ضد أهداف الحزب.

غياب القرار اللبناني وتعدد الخيارات الأميركية

وفي قراءته للموقف الأميركي، قال حرب إنّ واشنطن تتعامل مع لبنان كدولة لا تزال تمتلك فرصة إنقاذ مؤسساتها، لكنها لم تتخذ بعد قراراً حاسماً بمواجهة الحزب.

وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة دولة مؤسسات، ما يعني تعدد الخيارات واختلاف المقاربات بين البيت الأبيض و الكونغرس ووزارتي الخارجية والدفاع.

وأضاف أن بعض المسؤولين الأميركيين يرون ضرورة دعم الجيش اللبناني وتقويته، في حين يعتقد آخرون أنّ الجيش لم يفعل شيئاً منذ عام 2006 لوقف تمدد حزب الله، وأنّ الإسرائيلي هو من دمّر قدرات الحزب فعلياً.

ووفق حرب، فإن الاتجاه الأقوى في واشنطن، وخصوصاً لدى إدارة الرئيس دونالد ترامب والجمهوريين المتشددين، يميل إلى السماح لإسرائيل بإكمال المهمة العسكرية ضد الحزب في حال فشلت الدولة اللبنانية في نزع سلاحه.

خطة التصعيد الإسرائيلي وخيار الخطة ب

كشف حرب أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أبرز صانعي القرار في مجلس الشيوخ، طرح في زيارته إلى لبنان وإسرائيل خلال شهر أغسطس الماضي ما وصفه بـالخطة ب.

وتقضي الخطة بأن إسرائيل ستتولى تنفيذ تصعيد عسكري واسع إذا لم يبادر الجيش اللبناني إلى نزع سلاح حزب الله. وبرأيه، فإنّ أي مفاوضات بين بيروت وتل أبيب لن تحقق تقدماً ما دام الحزب يتحكم بمفاصل القرار السياسي والعسكري اللبناني.

علاقات متشابكة تعيق الإصلاح

وفي الشق السياسي الداخلي، اعتبر حرب أنّ حزب الله يدرك ضعف موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية، وأنّ العلاقة بين الحزب و السلطة في لبنان متينة.

ورأى أنّ هذه الروابط تحول دون أي إصلاح حقيقي أو خطوة نحو تفكيك سلاح الحزب، مشيراً إلى أنّ ذلك يجعل الدولة «أسيرة في يد ميليشيا تتغذى من الخارج».

تحذير من الانزلاق إلى الهاوية

واختتم توم حرب تحليله بتحذير واضح من أن لبنان يقترب من «نقطة اللاعودة»، إذ قد يؤدي أي خطأ ميداني إلى مواجهة مباشرة بين الجيش اللبناني وإسرائيل، ما ستكون له عواقب مدمّرة على الدولة اللبنانية ومؤسساتها.

ودعا إلى "تنظيف وزارة الدفاع من المتعاطفين مع الحزب" وإعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع الدولي، مؤكداً أنّ واشنطن مصممة على إنهاء حالة الفوضى في لبنان، ليس فقط لحماية أمن إسرائيل، بل لإنقاذ الشعب اللبناني نفسه من سطوة النفوذ الإيراني وسلاح حزب الله.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا