آخر الأخبار

دونالد ترامب وشي جينبينغ: هل يمكن الاعتماد على الزعيمين في إرساء الاستقرار على مستوى العالم؟ - مقال في نيويورك تايمز

شارك
مصدر الصورة

نبدأ جولتنا في صحف يوم الأربعاء من نيويورك تايمز الأمريكية التي نشرت مقالاً يحاول التوصل إلى صورة أوضح عما قد تسفر إليه القمة المرتقبة بين الزعيمين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ.

ويطرح المقال سؤالاً مهماً حول ما إذا كان الزعيمان قد يتوصلان إلى اتفاق تجاري أولي يعيد بعض الاستقرار إلى العالم هذا الأسبوع في قمة إقليمية بكوريا الجنوبية حيث تتجه أنظار العالم.

وما إذا كان ذلك الحدث قد لا يتمخض عن أي شيء مهم، وفقاً لكتَّاب المقال إريكا فرانتز، وكيندول تايلور، وجوزيف رايت الذين أجابوا بعبارة: "لا تعوّلوا على ذلك".

فمهما كانت التصريحات أو المصافحات التي ستخرج من هذا اللقاء، يرجح الكتاب أنها "لن تمثل أكثر من هدنة مؤقتة بين زعيمين لا يخضعان لقيود مؤسساتية أو داخلية".

وقال المقال: "مرحباً بكم في عصر الزعماء الأقوياء الجديد"، في إشارة إلى قدرة وصلاحيات ترامب وجينبينغ على تغيير المسار الذي تتبعه دولتهما.

وأضاف: "في عالم يشهد تفكك التحالفات، وتصاعد النزاعات، وازدياد التقلبات، فإن هذه الظواهر ليست عشوائية، بل هي نتيجة مباشرة لظهور نمط جديد من القيادة، إذ يحكم الزعماء بإرادتهم الشخصية بدلاً من الالتزام بالقواعد والتوافقات".

ويلقى المقال الضوء على انتشار هذا النمط من الزعامة عالمياً، من نجيب بوكيلة في السلفادور، إلى قيس سعيد في تونس، وفيكتور أوربان في المجر، وفلاديمير بوتين في روسيا وكيم جونغ أون في كوريا الشمالية.

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى في تاريخ العلاقات الأمريكية الصينية التي يقود فيها البلدين رجلان يتشاركان نمطاً سياسياً مشابهاً، ورجح أن "العواقب، على الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة، ستكون وخيمة: مزيد من المخاطرة، والتقلب، وإمكانية أكبر للخطأ والصراع".

ورغم اختلاف ترامب وشي في جوانب كثيرة، إلا أن كليهما يسعى إلى تطويع النظام السياسي لصالحه.

وقال كتاب هذا المقال: "هذا النمط من القيادة يهدد الأمن العالمي، إذ إن الزعماء الأقوياء لا يُحاسبون، ولا يُجبرون على الوفاء بكلامهم، لذا فإن تهديداتهم تفتقر إلى المصداقية".

وأشار المقال إلى أن مثل هذا النمط من القيادة يكون "أكثر ميلاً للمخاطرة، وخوض الحروب، وتصعيد النزاعات".

وحذّر من أن الخطر الذي يشكله القادة من هذا النوع لا يقتصر على التركيبة السياسية والسياسة الخارجية فقط، بل يمتد إلى النمو الاقتصادي والمساواة، وقد يؤدي إلى نفور استثمارات القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية.

ورجح المقال أنه غالباً ما يستغل الزعماء الأقوياء سلطتهم لتحقيق مكاسب شخصية، وتحويل الأصول إلى الخارج. فأسرة شي، على سبيل المثال، "جمعت أكثر من مليار دولار من الأصول"، في الوقت الذي استخدم فيه حملة مكافحة الفساد لتصفية خصومه.

أما ترامب، فقد شهدت ولايته الثانية غير المقيدة "ارتفاعاً في تورط أسرته في صفقات عقارية بالشرق الأوسط، والعملات الرقمية، ورسوم الترخيص".

وخلص مقال نيويورك تايمز إلى أن اجتماع ترامب وشي، وفقاً لما أوضحه من سمات هذا النمط من القادة، قد لا يكون رسالة طمأنة إلى العالم، بل قد يتحول إلى "ترسيخ لعدم الاستقرار وتأكيد على أن عصر تقلبات حكم الزعماء الأقوياء قد عاد من جديد".

هل تنهار الديمقراطية بسبب الإعلام؟

مصدر الصورة

ننتقل إلى صحيفة الغارديان البريطانية التي ركزت على عملية سيطرة على الإعلام في الولايات المتحدة تتسارع في الفترة الأخيرة.

ويرى أوين جونز، كاتب المقال، أن "هناك مؤشرات في الولايات المتحدة إلى تحول سريع نحو الحكم السلطوي على غرار ما حدث في المجر".

وأضاف: "الديمقراطية لن يتم القضاء عليها بالرصاص أو السجون، بل عن طريق التأثير التدريجي عليها لتتآكل ببطيء".

ورجح أن ذلك قد يحدث من خلال السيطرة على الإعلام وأشار إلى أن لاري إليسون، ثاني أغنى رجل في العالم بعد إيلون ماسك، ضخ "عشرات الملايين" لصالح الحزب الجمهوري وشارك بعد انتخابات 2020 في ندوة "تناقش شرعية التصويت".

وذكر أن ابنه ديفيد استحوذ على "بارامونت غلوبال"، ليصبح رئيسها ومديرها التنفيذي، ما يمنحه السيطرة على شبكة "سي بي إس نيوز". وعلّق ترامب على هذا الاستحواذ، إذ يُعد إليسون من أكبر داعميه وأصدقائه المقربين، قائلاً: "إليسون سيفعل الشيء الصحيح".

كما تم تعيين مشرف على شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية من الموالين لترامب.

ورجحت جونز أن إدارة ترامب تدعم أيضاً استحواذ"سكايدانس" على مؤسسة "وارنر بروز ديسكفري" المالكة لشبكة سي إن إن الأخبارية الأمريكية "CNN" وشبكة التلفزيون الأمريكية اتش بي أو "HBO".

وأكد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية أن "من يملك وارنر بروز ديسكفري مهم جداً للإدارة"، ما يسلط الضوء على "تهديدات بإمكانية مواجهة المنافسين عقبات تنظيمية".

وذكر جونز أن لاري إليسون يقود أيضاً مجموعة للاستحواذ على موقع وتطبيق تيك توك للفيديوهات القصيرة، وهي المجموعة التي تضم مردوخ ومستثمرين من أبوظبي.

ورغم أن ترامب انتقد التطبيق بسبب الصين، فإن شخصيات من حركة "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد" (ماغا) هاجموا التطبيق بسبب "تحيزه ضد إسرائيل". في نفس الوقت، تبرع إليسون في وقتٍ سابقٍ "بملايين الدولارات" للجيش الإسرائيلي.

وساق الكاتب أمثلة أخرى لمحاولات السيطرة على الإعلام، من بينها تهديد لمارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، بأنه "سيقضي بقية حياته في السجن".

وهو على الأرجح ما دفع زوكربيرغ إلى إلغاء التحقق من صحة محتوى المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمجموعته، كما عيّن مؤيدين لترامب في مناصب قيادية، وفقاً لأوين جونز.

واستشهد أيضاً "بتعليق برنامج جيميس كيميل، وفصل كاتبة في واشنطن بوست من وظيفتها، وإغلاق مؤسسة البث العامة، وطرد وكالة أسوشيتد برس من البيت الأبيض، وسحب تصاريح البنتاغون من وسائل إعلام مستقلة".

وذكر المقال أن كل ذلك حدث في "غضون تسعة أشهر فقط، وجرت الولايات المتحدة خلالها نحو هاوية سلطوية"، محذراً من أن "ترامب لديه 39 شهراً متبقية في منصبه".

"أوكرانيا قد لا تصمد حتى الربيع"

مصدر الصورة

ننتقل إلى مقال روجر بويز في صحيفة التايمز البريطانية الذي تناول من خلاله الأوضاع الميدانية في أوكرانيا في ظل استمرار الصراع في هذه الدولة من دول شرق أوروبا.

وقال بويز: "مع اقتراب الشتاء، تبدو المعركة التي يخوضها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكأنها قد تكون الأخيرة. فالموارد المالية اللازمة لتسليح أوكرانيا والحفاظ على صحتها وتدفئتها بدأت تنضب".

كما انتقد الكاتب طريقة تعامل الغرب مع مسألة دعم كييف، قائلاً: "الإرادة الغربية لدعم الحرب تتراجع، فيبدو أن الدفاع عن كييف المستقلة تراجع في ترتيب الأولويات الاستراتيجية لدول الغرب".

ورغم التصريحات السياسية الحماسية الداعمة لأوكرانيا لرئيسة المفوضية الأوروبية، رأى الكاتب أن الواقع العسكري والدبلوماسي لا يعكس تقدماً حاسماً.

ورأى أن العقوبات الأمريكية على شركتي النفط الروسيتين روسنفت ولوك أويل ليست كافية لردع بوتين، وذلك لأنها "رفعت أسعار النفط، ولم تمنع روسيا من إنشاء شركات وهمية جديدة".

وأشار إلى أن الهجوم الأوكراني بطائرة مسيّرة على سد بيلغورود في جنوب روسيا قطع خطوط الإمداد عن عدد كبير من قوات بوتين داخل أوكرانيا.

لكنه، كما وصفه المتحدث العسكري الأوكراني، مجرد "وسيلة لتوسيع عدد أسرى الحرب الروس من أجل تبادل مستقبلي"، وهو ما لا يوحي بأن النصر العسكري قريب.

وتوقع بويز أن يشهد الشتاء المقبل هجوماً روسياً مكثفاً على "حزام الحصون" شرق أوكرانيا، محذراً من أن انهيار هذه الخطوط الدفاعية سوف يفتح الطريق أمام القوات الروسية للتوغل في وسط البلاد.

وأشار إلى أن روسيا تستعد لتجنيد 350000 جندي بعقود مؤقتة لعام 2025، وكثير منهم في مرحلة التدريب. وشوهد بالفعل "بضع مئات من الروس في بوكروفسك الأوكرانية، يلاحقون مشغلي الطائرات المسيرة".

وذكر أن اقتراح ضمان أوروبي مشترك لتقاسم المخاطر قوبل بالرفض، رغم أن "غزو أوكرانيا اعتُبر المشكلة الأمنية الأولى للقارة". في ظل هذه الظروف، من الصعب تحميل دافعي الضرائب الأوروبيين مسؤولية تعويضات لن تُدفع أبداً.

وسط هذا الجدل، تظهر علامات "الإرهاق الأوروبي من الحرب" بينما تمتلك أوكرانيا تمويلاً يكفي حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل فقط، وفقاً لمقال التايمز.

وأشار إلى أن ميزانية الدفاع لهذا العام بلغت 70.86 مليار دولار، بينما الإيرادات المتوقعة للعام المقبل هي 68 مليار دولار، وهي فجوة تستدعي الحذر.

كما ألمح إلى أن الاتحاد الأوروبي وعد بتمويل أوكرانيا لعام أو اثنين، لكن، ووفق الكاتب: "لا يوجد حزب يميني متشدد في أوروبا، داخل الحكومة أو خارجها، يدعم ذلك حالياً".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا