آخر الأخبار

خطة من 12 بندا لإنهاء الحرب في أوكرانيا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

فور إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب إحباطه من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وتأجيله للقمة التي كانت مقررة بينهما في العاصمة المجرية بودابست، بادر الأوروبيون إلى استغلال الموقف ووضع خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستندين إلى تصريحات لترامب دعا فيها روسيا وأوكرانيا إلى وقف القتال فورا عند خطوط المواجهة الحالية.

لا تزال الخطة الأوروبية، حسب المصادر التي تحدثت عنها، قيد الإعداد، ولا تزال بنودها محاطة بالسرية وتخضع للتغيير.

وأورد تقرير نشره -الجمعة الماضي- محرر صحيفة نيويورك تايمز لشؤون الأمن والدبلوماسية الأوروبية ستيفن إرلانجر أن مستشاري الأمن القومي للدول الأوروبية الرئيسية -بريطانيا وفرنسا وفنلندا وألمانيا وإيطاليا ودول أخرى، إلى جانب المفوضية الأوروبية- يعملون مع أوكرانيا لصياغة خطة من 12 نقطة لإنهاء الحرب.

ويعتبر إرلانجر أن الخطة مصممة لجذب اهتمام ترامب ولاسترضائه، حيث إنها مستوحاة من خطة وقف الحرب في غزة التي ينسب إليه الفضل فيها.

فبالإضافة إلى أن الخطة تتضمن "مجلس سلام" برئاسة ترامب، فإنها تشمل أيضا العمل على عودة أطفال أوكرانيا المرحلين، وهي قضية كثيرا ما تحدث ترامب عن انشغال زوجته ميلانيا بها.

أهم بنود الخطة

في تقرير مشترك لمراسليها نشرته الثلاثاء الماضي تحت عنوان "أوروبا وأوكرانيا تُعدّان اقتراحا من 12 نقطة لإنهاء الحرب الروسية"، كانت وكالة بلومبرغ الأميركية أول من تناول الخطة.

وحسب الوكالة، فإن الدول الأوروبية تعمل مع أوكرانيا على خطة من 12 بندا لإنهاء الحرب في أوكرانيا على طول خطوط القتال الحالية.

وتنص الخطة على أنه بمجرد أن تحذو روسيا حذو أوكرانيا في الموافقة على وقف إطلاق النار، ويلتزم الجانبان بوقف التقدم الميداني، تتم فورا إعادة جميع الأطفال الأوكرانيين الذين رحلوا سابقا إلى روسيا، كما تبدأ عمليات تبادل الأسرى.

إعلان

وتتضمن الخطة دخول موسكو وكييف في مفاوضات بشأن إدارة الأراضي المحتلة، مع التأكيد على أن أوروبا وأوكرانيا لن تعترفا قانونيا بأي أرض محتلة على أنها روسية.

وتشمل بنود الخطة السماح لأوكرانيا ببدء إجراءات الانضمام السريع إلى الاتحاد الأوروبي، كما ستحصل على ضمانات أمنية، وتمنح أموالا لإصلاح أضرار الحرب.

وفي المقابل سيتم رفع العقوبات المفروضة على روسيا تدريجيا، مع العلم أن حوالي 300 مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي المُجمّدة لن تُعاد إلا بعد موافقة موسكو على المساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.

ووفقا لذات المصدر، ستُشرف لجنة سلام برئاسة الرئيس الأميركي ترامب على تنفيذ الخطة المُقترحة.

مارك روته حامل الخطة

شكل الإخفاق في عقد القمة بين الرئيسين الأميركي والروسي بالنسبة للرئيس الأوكراني وحلفائه الأوروبيين -الذين لم يكونوا متحمسين لقمة بودابست- فرصة لكسب دعم ترامب لصالح كييف.

فوفقا لتقرير لمراسل صحيفة تلغراف البريطانية في واشنطن كونور سترينغر، فإن أوروبا سعت لاستغلال عناد روسيا وسارعت إلى إرسال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته لإطلاع ترامب على خطة سلام منفصلة من 12 نقطة، يعمل عليها " تحالف الراغبين "، وهو تجمع أوروبي للدول شُكّل لدعم أوكرانيا.

واعتبر سترينغر أن الخطة الأوروبية صُممت على غرار اتفاق السلام بشأن غزة، والذي منح ترامب زخما جديدا يأمل الأوروبيون أن يساعد على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وحسب تلغراف، فإن الخطة وضعت ضمن جدول أعمال اجتماع تحالف الراغبين الذي استضافته لندن يوم الجمعة وحضره الرئيس الأوكراني.

وبدوره نقل تقرير لوكالة رويترز عن 4 دبلوماسيين أوروبيين تأكيدهم أن الدول الأوروبية تعمل على إعداد مقترح لوقف إطلاق النار يتضمن أفكارا قيد المناقشة ويركز على دور محوري للولايات المتحدة في تنفيذه.

وقال أحد الدبلوماسيين -الذين طالبوا من رويترز عدم الكشف عن هوياتهم- إن المقترح "عبارة جهد من مستشاري الأمن القومي لإبقاء الولايات المتحدة على تواصل مع أوروبا".

وأكد دبلوماسي آخر أن المقترح يشكل نموذجا للخطة الأميركية المكونة من 20 نقطة في غزة.

وعندما سألت رويترز أحد الدبلوماسيين عما إذا كانت المقترح يمثل طرحا جديدا لنقاط قديمة، أجاب "بطريقة ما نعم، مع بعض العناصر الجديدة".

وأوضح أحد الدبلوماسيين أن الضمانات الأمنية التي تقترحها الخطة لأوكرانيا تشمل ضمان امتلاكها أقوى جيش ممكن.

مصدر الصورة ترامب (يمين) يلتقي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في المكتب البيضاوي (الفرنسية)

الخطة وتقلبات ترامب

وحسب مراقبين، فإن أكبر عائق أمام الخطة الأوروبية هو تقلبات وتذبذب مواقف دونالد ترامب وإدارته بشأن أوكرانيا.

ففي الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأميركي أن أوكرانيا قادرة على استعادة جميع الأراضي التي فقدتها منذ الغزو الروسي عام 2022، متسائلا "ولم لا؟"، ومضيفا أن روسيا تقاتل "بلا هدف" وتعاني "من ضائقة اقتصادية كبيرة".

ولكن بعد مكالمة هاتفية قبل أيام استمرت ساعتين و30 دقيقة مع بوتين، عاد ترامب إلى الحديث المؤيد لموسكو، وأعلن عن لقاء مع بوتين في بودابست خلال أسبوعين بهدف إنهاء الحرب، وحث زيلينسكي خلال لقائهما في البيت الأبيض على التنازل عن مساحات واسعة من الأراضي لروسيا، حسب ما أورده تقرير لمراسلة الغارديان في بروكسل جينيفر رانكين.

إعلان

غير أن ترامب -وبعد مكالمة هاتفية بين وزير خارجيته ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف – انقلب من جديد، وأعلن عن تأجيل القمة مع بوتين، وبرر ذلك بأنه لا يرى جدوى منها ولا يريد إضاعة الوقت.

وزيادة في التعبير عن امتعاضه من بوتين، أعلن الرئيس الأميركي عما وصفه بعقوبات قاسية على الشركات الروسية، معتبرا أن تلك العقوبات يمكن أن تجعل الرئيس الروسي يجنح للسلام.

ويعتبر تقرير الغارديان أنه في خضمّ الصراع الدبلوماسي لإقناع الرئيس الأميركي المتقلّب، الباحث عن الثناء، تأتي الخطة الأوروبية الجديدة، حيث استبقها زيلينسكي و10 قادة أوروبيين آخرين بإصدار بيان أعلنوا فيه دعمهم القوي لموقف ترامب "بضرورة وقف القتال في أوكرانيا فورا" وأن يكون خط التماس الحالي نقطة انطلاق للمفاوضات.

هل تستميل أوروبا ترامب؟

يعتبر المراقبون أن الصراع بين روسيا وأوروبا لم يعد على ساحات ميادين القتال في أوكرانيا فحسب، بل صار أيضا حرب علاقات عامة، ساحتها واشنطن، وهدفها العمل على استمالة الرئيس الأميركي ترامب.

فمنذ عودته إلى السلطة تميز ترامب بخطابه اللين في الغالب تجاه بوتين، لكنه مع ذلك لم يقطع شعرة معاوية مع حلفاء الأمس الأوروبيين، رغم نوبات الجفاء المتكررة.

ويبدو أن ترامب صار يوزع نوبات جفائه بعدالة بين الأوروبيين والروس، وإن كانت نوبة الجفاء الحالية من نصيب بوتين، لكن لا أحد يعلم إلى متى ستستمرّ.

وفي ذات السياق يعتبر محرر صحيفة نيويورك تايمز لشؤون الأمن والدبلوماسية الأوروبية ستيفن إرلانجر في تقريره الذي حمل عنوان "إصرار أوروبا على دعم أوكرانيا يؤتي ثماره" أن الأيام القليلة الماضية حملت إشارة مهمة على أن الإصرار الأوروبي على دعم أوكرانيا قد أتى بثماره، حاليا على الأقل.

واعتبر التقرير أنه سيكون لقرار ترامب فرض عقوبات على اثنتين من أكبر شركات النفط الروسية (لوك أويل وروسنفت) تأثير كبير على روسيا مع مرور الوقت.

ورأى إرلانجلر أن القادة الأوروبيين يشعرون ببعض الارتياح لأن تدخلاتهم المتكررة مع ترامب نيابة عن أوكرانيا قد أسفرت أخيرا عن بعض الضغط الأميركي على موسكو.

ويدرك الأوروبيون أنه رغم إصرارهم واستمرارهم في دعم أوكرانيا، فإن أي إستراتيجية حقيقية لإنهاء الحرب ستتطلب بالتأكيد دعما أميركيا حقيقيا وجديا، ولهذا الغرض جاءت الخطة الأوروبية الحالية لإنهاء الحرب في أوكرانيا والتي يجري التخطيط لإسناد الدور المحوري فيها إلى الولايات المتحدة الأميركية.

الموقف الروسي

لم تعلن موسكو عن موقف رسمي مما يتم تداوله بشأن خطة أوروبية لإنهاء الحرب، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد أبلغ نظيره الأميركي ماركو روبيو في اتصالهما الهاتفي الأخير أن روسيا لن توافق على وقف إطلاق نار يُجمّد خطوط المواجهة في أوكرانيا عند وضعها الحالي.

وحسب تقرير صحيفة تلغراف فقد قال لافروف: إن "وقف إطلاق نار فوريا في أوكرانيا يعني شيئا واحدا فقط: سيبقى معظم البلاد تحت الحكم النازي".

واعتبرت الصحيفة أن أهداف موسكو الحربية لم تتغير بما في ذلك الإطاحة بزيلينسكي وانسحاب أوكرانيا من كامل منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين كشرط مسبق للسلام.

وفي تعليق لها على الخطة الأوروبية قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية إن "تحالف الراغبين" يسعى إلى إنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا عبر استخدام أصول البنك المركزي الروسي.

واعتبرت الصحيفة في تقرير نشرته، الجمعة الماضي، أن حلفاء الولايات المتحدة في الناتو يسارعون إلى تقديم مقترحاتهم إلى دونالد ترامب بشأن ما ينبغي وما لا ينبغي التفاوض عليه مع موسكو، مضيفة أن جديد مقترحات حلفاء الولايات المتحدة أنهم يعرضون على روسيا السلام مقابل المال.

إعلان

ورأت الصحيفة أن زيارة الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إلى واشنطن تندرج في ذات السياق، مشيرة إلى أن مهمة روته في واشنطن مثيرة للاهتمام.

ففي مفاوضاته مع ترامب، لا يمثل روته الناتو فحسب، بل و"تحالف الراغبين" أيضا، كما أن اختيار روتة لم يكن من قبيل المصادفة فهو معروف بموافقاته لترامب.

ورأت الصحيفة أن خطة الـ12 نقطة التي وضعها "تحالف الراغبين"، وبناء على ما كشف منها، تنص على ضرورة إرساء وقف إطلاق النار قبل إجراء مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، وليس بناء على نتائجها، كما يقترح مسؤولون حكوميون روس.

واعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن حلفاء الولايات المتحدة شعروا بالحاجة إلى التحرك نحو واشنطن بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي كُشف فيها عن احتمال عقد قمة روسية أميركية في المجر، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي.

مصدر الصورة لافروف: وقف إطلاق نار فوري في أوكرانيا سيبقى معظم البلاد تحت الحكم النازي (الأوروبية)

خاتمة

يبدو أن روسيا في مواجهتها للتحرك الأوروبي لا تسعى للتصعيد مع واشنطن، إذ صرح رئيس اللجنة الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي لصحيفة إزفستيا الروسية بأن واشنطن -رغم العقوبات التي فرضتها على موسكو- لم تتجاوز الخطوط الحمراء ما دامت قررت عدم إرسال صواريخ توماهوك إلى كييف، وهو ما يعني أن احتمال استمرار الحوار الروسي الأميركي لا يزال قائما.

كما نقلت الصحيفة ذاتها عن الخبير الروسي دميتري نوفيكوف قوله بأن العقوبات الأميركية الأخيرة وخطوة تأجيل القمة القادمة في المجر لا يُمكن اعتبارهما إجراءات من شأنها إعادة العلاقات الروسية الأميركية إلى مسار التصعيد، وبالنسبة له، فإنها خطوات تكتيكية محددة وليست تغييرا في الإستراتيجية.

وفي ذات السياق، تؤكد موسكو أن قمة بودابست لم تلغ، حيث صرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحيفة إزفستيا بأن محادثة جرت بين بوتين ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قد تُسرّع من وتيرة التحضيرات للقمة الروسية الأميركية.

ونقلت الصحيفة الروسية عن الرئيس المجري تأكيده استمرار التحضيرات للقمة، وأنه سيتم تنظيمها فور تحديد موعدها.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا