🔴مولدوفا على صفيح ساخن وصراع روسيا مع حلف الناتو يتوسع ويصل هذه المره إلى مولدوفا "
.
حيث إتهمت الاستخبارات الروسية الناتو بالتحضير لـ"احتلال" مولدوفا.
.
خدمة الاستخبارات الخارجية الروسية SVR
قالت أن
الناتو يخطط لنشر قوات في منطقة أوديسا الأوكرانية بهدف "ترهيب ترانسدنيستر"
.… pic.twitter.com/4QodvYeBzn— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) September 24, 2025
موسكو- يتوجه الناخبون المولدوفيون إلى صناديق الاقتراع يوم 28 سبتمبر/أيلول الجاري لانتخاب برلمان جديد، في وقت يبدو فيه أنه من غير المرجح أن يحتفظ حزب العمل والتضامن الحاكم والمؤيد للاتحاد الأوروبي بأغلبيته المطلقة، حسب ما تشير إليه آخر استطلاعات الرأي بالبلاد.
ورغم كونها واحدة من أصغر وأفقر دول القارة، فإن مولدوفا تتمتع بأهمية جيوستراتيجية هائلة، إذ تقع بين أوكرانيا شمالا وشرقا، ورومانيا عبر حدودها الجنوبية.
وهي دولة غير ساحلية عازلة بين منطقة حرب روسيا مع كييف وعلى حدود الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ( ناتو ) .
من هنا، تمتلك نتائج انتخاباتها تداعيات حاسمة على موسكو وبروكسل وكييف على حد سواء. ومن المقرر أن يشارك فيها 23 كيانا مسجلا، منها 15 حزبا، و4 كتل انتخابية، و4 مرشحين مستقلين.
وتضم قائمة أبرز القوى المتنافسة كلا من:
ومن بين المرشحين المستقلين:
يتألف برلمان الجمهورية من 101 عضو، يُنتخبون لمدة 4 سنوات بنظام التمثيل النسبي، مع عتبات انتخابية مختلفة تتوزع كالآتي:
وتجري الانتخابات الحالية في وقت تتصادم فيه الرؤية الأوروبية للرئيسة الحالية مايا ساندو مع الأحلام ذات النكهة الشرقية والتوجه نحو روسيا لقوى المعارضة. ووفقا لأحدث استطلاعات الرأي العام، لا يزال السباق الانتخابي محتدما ومن غير الممكن توقع نتائجه، إذ لا تتمتع أي قوة سياسية بأغلبية مطلقة مضمونة.
ويتصدر حزب العمل والتضامن الاستطلاعات لكن نسبة تأييده تتراوح بين 35% و42%. ومن المرجح ألا تكون هذه النسبة كافية لتشكيل حكومة بمفرده كما كانت الحال بعد انتخابات 2021. أما حزب الكتلة الانتخابية الوطنية، فيحتل المركز الثاني بنسبة تأييد تتراوح بين 25% و30%.
حسب رأي الباحث في مركز الدراسات السياسية الأوروبية ألكسندر مارتنينوف، تواجه مولدوفا الآن الاختبار الأصعب لمستقبلها، سواء بالمضي قدما نحو عضوية الاتحاد الأوروبي أو بالعودة إلى الشراكة مع موسكو والاتحاد الاقتصادي الأوراسي كبديل سياسي واقتصادي.
ويضيف للجزيرة نت أن نتائج الانتخابات ستكون مصيرية بالنسبة إلى مستقبل تموضع كيشيناو في الصراع الدائر بين روسيا والغرب، لا سيما على ضوء تقارب النتائج التي يمكن أن تحصل عليها القوى المؤيدة للغرب والاتحاد الأوروبي من جهة، وتلك المؤيدة لإعادة علاقات التعاون مع موسكو من جهة ثانية.
ووفقا له، فإن حالة من عدم اليقين تخيم على المشهد السياسي بالنظر إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر من ثلث الناخبين لا يزالون مترددين، مما يعني أن النتيجة النهائية ستتوقف على النتائج الرسمية التي ستصدرها اللجنة الانتخابية المركزية ليلة 28 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأوضح الباحث مارتنينوف أنه إذا استمرت هذه الاتجاهات في استطلاعات الرأي، فقد يخسر الحزب الحاكم الأغلبية المطلقة في البرلمان اللازمة للحفاظ على حكومة حزب واحد. وفي هذه الحالة، سيحتاج إلى طلب الدعم من أحزاب أخرى أو الاعتماد على الدعم الخارجي لإقرار تشريعات رئيسية، مما يزيد من احتمالية الجمود السياسي.
من جانبه، يتوقع المحلل السياسي سيرغي بيرسانوف أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى اضطرار رئيسة البلاد الحالية للموافقة على دخول وزراء تكنوقراط يدعمهم ائتلاف يساري موالٍ لروسيا، في عملية لن توقف بالضرورة انضمام مولدوفا للاتحاد الأوروبي، لكنها من المرجح أن تدفع نحو إعادة فتح الحوار مع الكرملين مع إبقاء محادثات عضوية الاتحاد قائمة.
لكنه يحذر في الوقت ذاته من أن منع مشاركة مراقبي الانتخابات الروس يشير إلى "احتمال حصول عمليات تزوير لصالح حزب العمل والتضامن الحاكم، مما قد يقلب التوقعات كافة رأسا على عقب".
ويشير المحلل بيرسانوف إلى ما يصفها بـ"العقبات التي وضعتها السلطات أمام الناخبين في إقليم ترانسنيستريا ، والتي تعترض حرية التعبير هناك، حيث لا يميل المواطنون إلى دعم الحكومة الحالية". ويتابع أنه "في حال صوّت الناخبون -رغم التزوير- بشكل مخالف لخطط الحكومة، فلا يمكن استبعاد إمكانية إلغاء النتائج، كما حدث في رومانيا عام 2024".
وخلص إلى اعتبار أن الانتخابات "حرب سياسية بالوكالة بين روسيا والغرب، تدار من خلال القوى المؤيدة لها، وبالتالي فإن نتائجها في كل الأحوال لن تنهي حالة الصراع السياسي القائمة، بل ستزيدها تعقيدا".