وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يفتحم زنزانة الأسير #مروان_البرغوثي ويهدده قائلاً “من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا”.
البرغوثي من أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية في السجون الإسرائيلية ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بخمسة مؤبدات، بدا في المقطع… pic.twitter.com/QzdRROCte0— AJ+ عربي (@ajplusarabi) August 15, 2025
رام الله- بوجه شاحب وجسد نحيل، صورة لا صوتا، ظهر القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي بعد تغييب طويل، في مقطع فيديو قصير، روجه الخميس الماضي وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير ، ووجّه فيه تهديدات للبرغوثي وللشعب الفلسطيني.
وبينما هدد بن غفير البرغوثي لدى اقتحامه زنزانته في سجن غانوت (المعروف سابقا بسجنَي رامون ونفحة) بمحو "كل من يعبث مع شعب إسرائيل " وقال "إنكم لن تنتصروا، ويجب أن تدركوا ذلك"، تجنب نشر رد البرغوثي الذي يقدّر مختصان بشؤون الأسرى -تحدثا للجزيرة نت- أنه أجاب بن غفير بما لا يريد سماعه.
ووفق رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري والخبير في قضايا الأسرى ومسؤول الإعلام السابق بهيئة الأسرى حسن عبد ربه، فإن أوضاع وصحة الأسرى داخل السجون تظهر في صورة مروان؛ فمن ناحية جسد نحيل ومتعب نتيجة سياسة التجويع والإهمال والتعذيب، ومن ناحية أخرى رأس مرفوع ومعنويات عالية لا تبالي بطغيان بن غفير وسجانيه.
ومنذ تولي بن غفير مهامه وزيرا للأمن نهاية 2022، شهدت أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل تدهورا ملحوظا، حيث لوحظ انخفاض كبير في أوزانهم نتيجة السياسات التي فرضها في السجون.
وفي 17 يوليو/تموز الماضي، تفاخر بن غفير بتجويع الأسرى الفلسطينيين في السجون، وذلك عندما وصل إلى المحكمة العليا لحضور جلسة استماع بشأن التماس جمعية حقوق المواطن، حول ظروف معيشة واحتجاز الأسرى الفلسطينيين.
والبرغوثي عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومن أبرز قادة الحركة الأسيرة الفلسطينية بالسجون الإسرائيلية، ومعتقل منذ أبريل/نيسان 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات و40 سنة، بتهمة المسؤولية عن عمليات نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على حركة فتح ، وأدت لمقتل وإصابة إسرائيليين.
أسير محرر مبعد يصف كيف يقضي الأسير القائد مروان البـــرغوثي يومه داخل سجون الاحتلال pic.twitter.com/LTiMbMIRr3
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 26, 2025
لا يوجد في الفيديو ما هو غريب على بن غفير، الذي كرر اقتحاماته لغرف وزنازين الأسرى والمعتقلين وأشرف بنفسه على تعذيبهم بشكل ممنهج منذ بدء حرب الإبادة، وفق رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري.
ويضيف أن تصرف بن غفير "لا يخرج إلا من أحد أفراد عصابة يمينية متطرفة أيديهم ملطخة بدماء الأسرى وأبناء الشعب الفلسطيني والمعتقلين داخل السجون، وما جرى مع مروان ويجري مع الأسرى انتهاك لكل قوانين حقوق الإنسان " موضحا أن التهديد الذي وجهه بن غفير للبرغوثي "يظهر حجم الانتقام الذي يمارسه الاحتلال بحق المعتقلين".
وقال إن صحة البرغوثي كما تظهر في الفيديو تؤكد الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأسرى وكيف أن الاحتلال يتعمد ممارسة سياسة التجويع بحقهم، ويواصل استخدام الجرائم الطبية والاعتداءات على المعتقلين وهي انتهاكات أدت إلى استشهاد 76 معتقلا داخل السجون "ما يتطلب العمل الجاد لتوفير حماية للمعتقلين".
وزاد بأن العالم "يبدي اهتماما بمن يسميهم رهائن في غزة، متجاهلا آلاف الأسرى ومنهم أسرى غزة الذين يواجهون سياسية الإخفاء القسري والمصير المجهول واستمرار احتجازهم في ظروف صعبة وقاسية في وقت يمارس فيه بحقهم أصعب أشكال التعذيب".
وأشار رئيس نادي الأسير إلى أن البرغوثي وقادة الحركة الأسيرة يعتقلون منذ بدء الحرب في العزل الانفرادي، ويتم نقلهم بشكل تعسفي بين السجون مع الاعتداء الممنهج عليهم بالضرب والتعرية حيث أسفرت تلك الاعتداءات عن جروح وكسور ورضوض في أجسادهم "وسط مخاوف على حياتهم وكأن هناك نية مبيتة لدى الاحتلال لتصفيتهم واغتيالهم".
وخلص إلى التأكيد على أن الأسرى في حالة استهداف متواصلة داخل السجون "في ظل غياب كل أشكال الرقابة الحقوقية والقانونية واستفراد الاحتلال بهم على مدار الساعة". مطالبا المنظمات الحقوقية والقانونية والإنسانية بتوفير الحماية لهم "في ظل أوضاع مأساوية منذ 22 شهرا".
#متابعة_شهاب|📌 فدوى البرغوثي، زوجة الأسير القائد مروان البرغوثي تكتب عبر فيسبوك:
– "صحيح ما عرفتك ولا تعرفت على ملامحك، ويمكن جزء مني ما بده يقرّ بكل ما يعبر عنه وجهك وجسدك وما تعرضت له أنت والأسرى".
– "ما زالوا يا مروان بطاردوا فيك وبلاحقوك حتى في زنزانة انفرادية بتعيش فيها… pic.twitter.com/7cOQLyic8O
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) August 15, 2025
من جهته، يرى حسن عبد ربه في كلمات بن غفير "رسالة تهديد شخصية ومباشرة للبرغوثي كمناضل ورمز وطني وعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، وأسير أمضى في السجون على فترات أكثر من ربع قرن".
وأضاف أن الحالة الصحية والجسمانية لمروان "تعكس الحالة الصحية والجسمانية لكافة الأسرى الذين فقدوا عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم، سواء في العزل الانفرادي أو الجماعي أو في الأقسام حيث يعانون منذ أكتوبر 2023 حتى اليوم من سياسة ممنهجة من التجويع وعدم توفير الطعام بكميات ونوعيات وقيمة غذائية ملائمة لاحتياجات الجسم".
وأشار إلى تعرض الأسرى للضغط النفسي والعصبي ومنع الزيارات العائلية وزيارات الصليب الأحمر وعرقلة زيارات المحامين وتقييدها "وهذا كله بمثابة عقاب جماعي للأسرى عدا عن كونه انتهاكا للمعايير الدولية في التعامل معهم".
ورغم ما بدا "على البرغوثي من حالة شحوب وضغط وهزال جسماني" فإن تعابير وجهه واضحة وتؤكد أنه يمتلك إرادة وعزيمة وأن تهديدات بن غفير لم تثنه، كما لم تثن الأسرى عن المطالبة بحقهم في الحياة والحرية وثباتهم وعزيمتهم وإصرارهم على الوقوف في وجه الجلاد، يضيف المختص بشؤون الأسرى.
"حياة الأسرى جحيم"..
بعد 17 عامًا من الأسر.. الأسير المحرر نادر أبو عبيد، يتحدث عن أوضاع الأسرى داخل سجون الاحتلال، بعد الإفراج عنه ووصوله إلى منزله في الحي الشرقي بمدينة جنين. pic.twitter.com/0YczbnIh7y
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 9, 2025
وفق عبد ربه فإن بن غفير تعمد أن يقتطع الجزء الذي يريده من فيديو الاقتحام بينما يوجه عبارات التهديد والوعيد لمروان، وأسقط منه ما قبل وما بعد ذلك، معربا عن اعتقاده بأن مروان "لم يكن قط متلقيا أو مجرد مستمع للغة التهديد، إنما أجاب بن غفير بأن الأسرى على موعد مع الحرية رغم ما يمارس بحقهم من إرهاب وضغط وتهديد ووعيد".
وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يقوم بها بن غفير بتهديد البرغوثي، وإنما سبق أن وجه له التهديدات نفسها في بدايات الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، فضلا عن عمليات التنقل المستمرة والاعتداء الجسدي ومحاولات إذلاله وإهانته.
ويرى المختص بشؤون الأسرى أن بن غفير أراد بالفيديو رسالتين، الأولى موجهة للشارع الفلسطيني بأنه لا حصانة لأحد وأنه يستهدف قادته ورموزه وقادر على إذلالهم لكنها أتت بنتائج عكسية أثبتها حجم التفاعل مع الفيديو محليا وعربيا وإقليميا ودوليا "وبذلك عادت قضية الأسرى وتحريرهم للواجهة، مع المطالبة بأن يكونوا على رأس سلم الأوليات في أي صفقة مقبلة سيما أنه تجاوز الـ60 عاما ويعاني من بعض المشاكل الصحية".
أما الرسالة الثانية، فقال إنها موجهة من بن غفير للشارع الإسرائيلي بأنه يستهدف بشكل مباشر كل قيادات الفلسطينيين دون استثناء.
تجدر الإشارة إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها نحو 10 آلاف و800 فلسطيني، بينهم 49 أسيرة، و450 طفلا، وفق معطيات مؤسسات الأسرى حتى مطلع أغسطس/آب الجاري.