"حرب نفسية".. ما هدف التصريحات النارية في مواجهة إسرائيل وإيران؟

أثارت بعض التصريحات النارية في الحرب الإسرائيلية -الإيرانية تساؤلات الكثيرين، مثل تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن وجود حدث كبير الأسبوع المقبل أو ربما قبل نهاية الأسبوع، وسبقه تصريح للمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي تحدث فيه عن قيام إيران بتنفيذ أمر ضخم سيجعل العالم يتحاكى به، وغيرها.

لكن ما هدف هذه التصريحات؟ وهل يتم استخدامها كنوع أو أسلوب من أساليب الحرب النفسية؟

في هذا الشأن، يقول الخبير الأمني والاستراتيجي المصري، مدير مكتب الإعلام الأمني لمجلس وزراء الداخلية العرب الأسبق، اللواء مروان مصطفى، لـ"العربية.نت/الحدث.نت": تعد الحرب النفسية أحد أهم أسلحة حروب الجيل الرابع والخامس، مثل استغلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لخلق بيئة نفسية ضاغطة على الجيوش أو الشعوب خصوصاً في وقت الحرب، بهدف نشر الخوف والتوتر والقلق، والغموض في المجتمعات.

تضليل وتعتيم إعلامي

وأوضح أن إسرائيل وإيران استخدمتا في حربهما الجارية، التضليل والتعتيم الإعلامي وحجب المعلومات ومنع الوصول إليها وحظر النشر وحجبه لإخفاء خسائر المعارك العسكرية عن المجتمعات الداخلية، أو للتضخيم وللتهويل من خسائر الطرف الآخر، مبينة أن هناك رقابة إسرائيلية عسكرية صارمة على أي أخبار أو معلومات أو صور أو فيديوهات يمكن نشرها.

كما أفاد الخبير الأمني بأن إيران أيضاً دولة مغلقة ولا يسمح فيها بحرية تداول المعلومات.

وقال إن توسيع قواعد الاغتيالات للقيادات السياسية والعسكرية في إيران هدفها إفقاد الشعوب ثقتها في أجهزتها وقيادتها بما يؤدي إلى زيادة الشعور بالخوف وعدم الأمان ومدى القوة والهيمنة الإسرائيلية بما يؤثر على تماسك الجبهة الداخلية.

إحداث حالات فوضى وذعر

كما أشار الخبير الاستراتيجي المصري، إلى أن الشائعات والأخبار المضللة هدفها إحداث حالات الفوضى والذعر، بما يؤدي لخلق الأزمات الكبيرة والحادة بداخل المجتمعات الداخلية.

وتابع: "رأينا جميعاً حالات الخوف والهلع الذي أدى لحالة من الفوضى والنزوح الجماعي لسكان طهران فجراً بعدما صرح الرئيس ترامب بضرورة الإخلاء الفوري لطهران، ونفس الأسلوب استخدمته إيران ما أدى إلى فرار أعداد كبيرة من سكان تل أبيب ونزوحهم وسفرهم إلى قبرص عن طريق البحر خوفاً من اتساع نطاق الحرب".

هتلر.. والحرب النفسية

من جانبه قال استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي، لـ "العربية.نت/الحدث.نت": الحرب النفسية هي مفهوم قديم منذ أيام الحضارة البابلية، لكن هتلر هو أول من استخدم الحرب النفسية بمفهومها المؤسسي، لدرجة أنه أنشأ وزارة خاصة للدعاية والتدمير والإرشاد، وعين لها الوزير جوبل، الذي استخدم الراديو كسلاح للحرب النفسية، ليضغط له على أعدائه من خلال بث الشائعات أو لإظهار القوة، وكان يستخدم الصحافة لإثارة القلاقل في نفوس أعدائه.

وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن الحرب النفسية لها مبادئ، فهي تقدم أفكارا حول كيفية استغلال حالة البلبلة والاحتياجات والتركيبة العرقية، من خلال توظيف الحقائق والمعلومات لخدمة أغراض مستخدمها، والآن يتم استخدام مواقع التواصل، كما رأينا في تصريحات ترامب، حيث قال "نعلم مكان المرشد الإيراني علي خامنئي لكن لن نستهدفه الآن".

الحرب الإسرائيلية الإيرانية

ومنذ 13 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة غارات وهجمات على مناطق إيرانية عدة، مستهدفة مواقع عسكرية، ومنصات إطلاق صواريخ فضلا عن منشآت نووية.

كما اغتالت عشرات القادة العسكريين الإيرانيين الكبار، فضلا عما لا يقل عن 10 علماء نوويين.

في المقابل، ردت طهران عبر إطلاق صواريخ ومسيرات نحو إسرائيل، متوعدة بالمزيد، في أول مواجهة مباشرة بين البلدين على الإطلاق.