في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
أطلق الدكتاتور الفنزويلي، نيكولاس مادورو، تهديدا جديدا أمس الأربعاء، ضد دولة "غيانا" الصغيرة وشركة النفط الأميركية ExxonMobil التي اكتشفت احتياطات نفطية فيها تزيد عن 11 مليار برميل، وأكد أنه سيتخذ "كل التدابير اللازمة" لوقف عمليات تنقيب تقوم بها الشركة في منطقة بغيانا تعتبرها فنزويلا جزءا من أراضيها، هي Esequibo البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع.
ولم يتطرق مادورو في كلمة ألقاها أمس وبثتها جميع القنوات التلفزيونية إلى نوع الإجراءات التي وعد باتخاذها، لكننه حذر من أنه لن يسمح باستغلال النفط في المنطقة، معتبرا "أن ما يحدث فيها غير قانوني على الإطلاق، وفنزويلا ترفضه وتندد به وسوف تعمل لوقف الأعمال غير القانونية التي تقوم بها شركة إكسون موبايل وحكومة غيانا الخائنة" وهو رد تهديدي منه على شكوى تقدم بها الرئيس الغياني، عرفان علي، الذي اتهم السبت الماضي البحرية الفنزويلية بالدخول بشكل غير قانوني إلى المياه الإقليمية لبلده البالغ سكانه أقل من 800 ألف.
ودافع مادورو عن توغل سفينته مؤكدا أن المنطقة لا تزال موضع نزاع ولا تنتمي شرعيا إلى غيانا "التي تحاول بشكل غير قانوني استخدام مياهها الإقليمية المعلقة عند ترسيم الحدود الدولية لأنشطة التنقيب عن النفط" مكررا بذلك رفضه لوجود الشركة الأميركية في المنطقة واتهم الحكومة الغيانية بالتصرف ضد سيادتها.
ويعود تاريخ النزاع الإقليمي بين فنزويلا وغيانا إلى أكثر من 100 عام، لكنه تفاقم عندما أعلنت "إكسون موبيل" في 2015 عن اكتشاف رواسب نفطية كبيرة، قد تجعل من غويانا دولة غنية في مستقبل قريب، بعد أن بدأت تحقق تقدماً في استغلالها، حيث منحت تراخيص الاستخراج قبل عامين، وهو ما أثار توترات مع كاراكاس، خصوصا حين وقعت عقدا جديدا في إبريل الماضي مع "إكسون موبايل" وصفت فنزويلا امتيازه بأنه غير قانوني، ونشرت على إثره سفنا في المنطقة، ووصفت خطوتها بأنها "لضمان السيادة الوطنية والأمن في المساحات المائية".
بعدها ذكرت فنزويلا أنها اكتشفت "من صور التقطتها أقمار اصطناعية وجود 28 سفينة حفر وناقلة أجنبية" تعمل في المنطقة المتنازع عليها، فرد الرئيس الغياني بأن عمليات الشركة الأميركية "تتم بشكل قانوني داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لغيانا". ثم بدأت حدة العداء تحتدم وتتصاعد بين البلدين، فأعلنت غيانا في 17 فبراير الماضي أن 6 جنود من جيشها البالغ 4000 جندي، أصيبوا في كمين نصبه أعضاء مزعومون بعصابة إجرامية فنزويلية. ووصفت كاراكس الاتهام بعدائي وبلا سند.
غيانا التي استقلت في 1966 عن بريطانيا، هي ثاني دولة في أميركا اللاتينية يتحدث شعبها الإنجليزية بعد Belize المجاورة للمكسيك. كما هي ثاني دولة يرأسها مسلم في المنطقة بعد السلفادور التي يرأسها الفلسطيني الأصل نجيب بوقيلة.