_ غياب الرئيس تبون عزز الموقف التاريخي للجزائر تجاه شقيقتها فلسطين.
_ تمخضت القمة فولدت إعمارا.
_ مشكلة الجامعة العربية هي سلاح المقاومة..!!
_ اختزال المأساة الفلسطينية في إعادة إعمار غز-ة معناه أن الحجر أشرف من البشر..!!
_ تدريب (شرطة الضفة) على ضمان أمن القطاع سينقل المعركة من تل أبيب إلى غز-ة.
+++++
الجزائر الآن _ حاولت متابعة كلمات “ز عماء” القمة العربية غير العادية المنعقدة في القاهرة يوم 04 مارس 2025. فلم يطاوعني ضميري على المتابعة وأنا أسمع المتحدثين يجلدون أنفسهم بسوط عدوهم. ويطلبون من ترامب ما يعلمون أنه لا يستمع إليهم مجرد استماع.
ناهيك عن الاستجابة لمطالبهم التي تتكرر في كل قمة منذ تقدمت المملكة العربية السعودية بمبادرة (حل الدولتين) في قمة بيروت سنة 1982. وبقية المقترحات نوافل:
– الانسحاب من الأراضي المحتلة إلى حدود الرابع من جوان/يونبو 67 لتجسيد فكرة الدولتين
– رفض التهجير القسري بإجماع عربي. وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.
– وقف دائم لإطلاق النار. ووقف تصدير الأسلحة للكيان المحتل. ووقف كل عنف يعرض المنطقة لمزيد من التوتر (يسمي المقاومة عنفا يدور في دائرة مفرغة..!!).
– إعمار ما هدمته الحرب بخطة عربية وتعبئة الموارد لتجسيد هذه المبادرة.
– تكليف (لجنة تقنية) بإدارة القطاع مؤقتا تمهيدا للوحدة الفلسطينية. واقتراح نشر قوى أممية لحفظ السلام في الداخل الفلسطيني المحتل..!!
– التأكيد على أن منظمة التحربر الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
أصدقكم القول أنني لم أستطع متابعة كلمات زعماء الأنظمة العربية. فقد انتابني شعور محبط وأنا استمع إلى (أصوات نشاز) لا تمثل شعوبها. أصوات خائفة من ترامب ومن ناتن- ياهو وأخرى متوجسة من المقاومة. وثالثة تعتقد أن “مشكلة العرب” هي سلاح المقاومة..!! وأن الفصائل التي شاركت يوم 07 أكتوبر في “طوفان الأقصى” قد جرت الويلات على الأنظمة العربية..!! التي كانت ترى في التطبيع مع الكيان المحتل أملا في بقائها في سدة الحكم. وأن التطبيع – في سياستها الخارجية – هو الممر الإجباري للسلام والأمن والاستقرار وفق المقاربة الإبراهيمية..!! التي هي خاتمة مسارات السلام كلها من “كامب ديفيد” إلى أوسلو ووادي ريفر ووادي عربة.. والتي انتهت إلى ابتلاع مزيد من الأرضي وبناء مزيد من المستوطنات وانتهاك جميع الشرعيات القانونية والدولية والأخلاقية.. أمام حرب إبادة عرقية لا يعترف فيها الكيان الغاصب بأي مبادرة ولا يسمع إلا لما يصدر عن (الكابين الحربي) الممعن في التقتيل والتجويع ومحاولة التركيع وضرب الجميع بعصا واحدة.
فما يحدث في الضفة من هوان وتقتيل وجرف بيوت وحصار وتهجير.. أمام أعين الشرطة الفلسطينية.. دليل على أن الكيان المحتل لا يفرق بين فتحاوي وحمساوي وتطبيعي وجهادي..!! وأن السلاح الذي بيد السلطة ليس موجها لمقاومة المحتل..!! وأن ما يقوله الأمين العام للجامعة العربية من أن المعضلة هي وجود سلاح في غزة تغريد خارج السرب. لأن هناك سلاحا في جنوب لبنان..!! وسلاحا في سوريا..!! وسلاحا في الأردن..!! وسلاحا في مصر أيضا.. سينطق يوما إذا تبجحت إسرائيل بمد رجلها على “أم الدنيا”..!! بعد بسط نفوذها على معبر رفح..
فلماذا لم يخبرنا هذا الأمين العام عن معضلة وجود سلاح نووي في ديمونة..!! ولم يتحدث عن ال50 ألف طن من القنابل التي صبتها ٱلة الدمار على القطاع خلال 15 شهرا. وعن 10.000 جثة التي مازالت تحت الردم..!! ولم يكشف لنا عن نيته في تجريد المقاومة من سلاحها.. !! ولم يقل لنا ما هو البند المتعلق بتحرير معبر رفح المصري/الفلسطيني من هيمنة المحتل في “خطة مصر” المقترحة؟ والا عن طابور الشاحنات المتوقفة بانتظار إذن من الكيان..!! فهل هذه قمة تستحق التنويه؟؟
لقد كانت الجزائر محقة في قرار خفض سقف مشاركتها لكي لا يكتب التاريخ أن البلد الذي ولدت فيه دولة فلسطين في نوفمبر 88 تنكر لهذا المولود. وأن الدولة التي أدخلت الزعيم ياسر عرفات إلى رواق الأمم المتحدة في نوفمبر 74 قد خانت عهدها مع التاريخ. وأن الرئيس الذي جمع 15 فصيلا فلسطينيا في الجزائر في نوفمبر 2022 عشية استضافة الجزاىر القمة العربية (قمة فلسطين) من أجل مصالحة فلسطينية. قد أدار ظهره لحق الشعوب في تقرير مصيرها. وأن ثقل الجزائر صار خفيفا بحيث ندعى للتصفيق ومباركة مشروع بيان لا بصمة فيه للشهداء..
هل نحن مقبلون على بيع قضيتنا المركزية بترحيل الصراع العربي/ الصهيوني إلى صراع عربي/ فلسطيني سيكون وقوده أهل غزة وسببه محاولة نزع سلاح المقاومة؟؟ وقد قال أحد الناطقين باسم المقاومة: من أراد ان يحل محل العدو عاملناه معاملة العدو.
إن من يقرأ بنود البيان الختامي لهذه (القمة الرمضانية) يتملكه شعور بالخوف من مستقبل هذا الصراع. ففي الوقت الذي تحتفل فيه الشعوب بفشل المحتل في انتزاع ما ليس له بقوة التدمير.. يبادر بعض زعماء الجامعة العربية بتقديم تنازلات على طبق من ذهب مقابل ضمان بقائهم في مواقع صنعت بينهم وبين شعوبهم برزخا يتسع كلما ازدادوا هرولة للتطبيع. والأوضاع – في بعض هذه الأقطار – مرشحة للانفجار كلما زادت تنازلات المطبعين بغير مقابل (حتى الأرض مقابل السلام لم يعد يرضي غطرسة المحتل الذي يريد استسلاما مقابل لا شيء). وما حدثنا التاريخ أبدا أن ما أخذ بالقوة تم استرجاعه بغير الدم. وفي جزائر الشهداء الخبر اليقين.
لست بحاجة إلى قراءة في البيان الختامي فتكفي الإشارة إلى أن تونس والعراق تحفظتا على بعض ما جاء فيه.. وكلمة الجزائر – على لسان رئيس دبلوماسيتها – جاءت كلها تحفظات وإعادة تذكير بالمبادئ . ومادام الخلاف قائما حول طريقة بناء المشروع الفلسطيني فلا عبرة بتزيين الواجهة. فإن ما بني على باطل لا يصير حقا ولو كان صادرا عن قمة.