شرق أوسط جديد.. حلم نتنياهو وكابوس إيران وعقبة غزة#سوشال_سكاي#إسرائيل#حماس#إيران#غزة pic.twitter.com/pA7xskxjr1
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) February 6, 2025
تقود مصر حملة دبلوماسية خلف الكواليس لمعارضة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان غزة، محذرة من أن هذه الخطوة قد تعرض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر، وفقا لمسؤولين مطلعين.
وحسب وكالة "أسوشيتد برس" فقد بدأت إدارة ترامب بالفعل في التراجع جزئيا عن بعض جوانب الخطة بعد الرفض الدولي الواسع، مشيرة إلى أن إعادة توطين الفلسطينيين ستكون مؤقتة، لكن المسؤولين الأمريكيين لم يقدموا تفاصيل واضحة عن كيفية أو موعد تنفيذ الخطة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الخميس، قال ترامب إن إسرائيل ستسلم غزة للولايات المتحدة بعد الحرب، مؤكدا أن القوات الأمريكية لن تكون ضرورية لتنفيذ خطته لإعادة إعمار القطاع.
رفض المغادرة الطوعية
وقد رفض الفلسطينيون بشدة اقتراح ترامب، خوفا من أن إسرائيل لن تسمح لهم بالعودة.
وقد وصف ترامب ومسؤولون إسرائيليون عمليات الإخلاء المقترحة من غزة بأنها طوعية، لكن الفلسطينيين أكدوا رفضهم القاطع لمغادرة أراضيهم.
ولم توضح إدارة ترامب أو إسرائيل كيف ستتعامل مع الفلسطينيين الذين يرفضون المغادرة.
لكن وفقا لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمات حقوقية أخرى، فإن تنفيذ هذه الخطة سيعتبر "تطهيرا عرقيا"، حيث يتضمن النقل القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين من أراضيهم.
مصر تواجه خطة ترامب
وفي الوقت نفسه، حذرت مصر من أن أي عملية طرد للفلسطينيين ستزعزع استقرار المنطقة وتهدد معاهدة السلام التي تمثل حجر الأساس للاستقرار في الشرق الأوسط والنفوذ الأمريكي في المنطقة لعقود.
ورفضت الحكومة المصرية أي محاولات لنقل الفلسطينيين من غزة، معتبرة أن ذلك يمثل "انتهاكا صارخا" للقانون الدولي، محذرة من أن هذه الخطوة قد تقوض جهود التهدئة وتهدد استقرار الشرق الأوسط.
وجاء في البيان: "هذا السلوك يشعل خطر تجدد الأعمال العدائية، ويهدد المنطقة بأكملها وأسس السلام".
جهود دبلوماسية مصرية
وقال مسؤولون مصريون، إن القاهرة أبلغت إدارة ترامب وإسرائيل بمعارضتها القاطعة لأي خطة من هذا النوع، تؤكد أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ستكون مهددة إذا تم تنفيذ هذه الخطة.
وقال أحد المسؤولين إن الرسالة تم إيصالها إلى وزارة الدفاع الأمريكية، ووزارة الخارجية، وأعضاء في الكونغرس الأمريكي.
بينما أكد مسؤول آخر أن مصر تواصلت أيضا مع إسرائيل وحلفائها في أوروبا الغربية، بما في ذلك بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، لإبلاغهم بموقفها الحاسم.
من جانبه، أكد دبلوماسي غربي في القاهرة أنه تلقى رسائل واضحة من مصر عبر قنوات متعددة تؤكد رفضها الشديد للخطة، مشيرا إلى أن القاهرة ترى أن هذه الخطة تمثل تهديدا مباشرا لأمنها القومي.
وأضاف الدبلوماسي أن مصر رفضت مقترحات مشابهة قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وبعض الدول الأوروبية في بداية الحربـ ولكن الفرق أن تلك المقترحات كانت تناقش بسرية تامة، بينما ترامب أعلن خطته علنا خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الحل هو حل الدولتين
وقال المسؤولون المصريون إن بلادهم لا ترى أي ضرورة لنقل الفلسطينيين من أجل إعادة الإعمار، وإن الحل الوحيد المقبول هو إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وهي الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
لكن حكومة إسرائيل تعارض تماما فكرة الدولة الفلسطينية، وأعلنت أنها ستحافظ على سيطرتها الأمنية المطلقة على غزة والضفة الغربية.
الأسبوع الماضي، استضافت مصر اجتماعا دبلوماسيا رفيع المستوى حضره مسؤولون كبار من دول رفضت جميعها أي محاولات لترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.
تغير في النبرة
وفي البداية، أعلن ترامب أن هدفه هو إعادة توطين الفلسطينيين "بشكل دائم" في دول أخرى، وأن تتولى الولايات المتحدة تنظيف أنقاض غزة وإعادة إعمارها لتصبح "ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى غزة.
لكن لاحقا، بدأ المسؤولون الأمريكيون في التراجع، قائلين إن إعادة توطين الفلسطينيين ستكون مؤقتة، وأن ترامب لم يلتزم رسميا بنشر قوات أمريكية أو إنفاق أموال دافعي الضرائب على إعادة إعمار غزة.