في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يرى محللون سياسيون أن ضرب اليمن جاء بتنسيق وتوزيع أدوار بين إسرائيل وشريكتيها (الولايات المتحدة وبريطانيا) واعتبروا أن العملية "اختبار وتدريب على ما سيجري لاحقا".
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن أكثر من 20 غارة استهدفت العاصمة صنعاء والحديدة في هجوم كبير ضد أهداف لجماعة الحوثيين نُفّذ بالتنسيق بين إسرائيل والتحالف الدولي.
وأوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن إسرائيل اليوم في قيادة المنطقة الوسطى بعدما كانت تابعة للقيادة الأوروبية. وبالتالي، فإن أي تحرك تقوم به اتجاه اليمن يتم بالتنسيق عسكريا مع حلفائها، وأشار إلى أن إسرائيل تقصف البنى التحتية بينما الحلفاء وخاصة بريطانيا يقصفون الأهداف العسكرية البحتة.
واعتبر العميد حنا أن الشيء الجديد والمهم في عملية الاستهداف الأخيرة هو أن "استخدام 20 طائرة و50 قنبلة يدخل ضمن التمرين والاستعداد لمرحلة قادمة".
وربط المحللون السياسيون -الذين تحدثوا ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- بين الضربات التي تستهدف الحوثيين وما يتم التحضير له من قبل إسرائيل وحلفائها لإيران، خاصة بعد مجيء الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي هذا السياق، يؤكد الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي أن الحوثيين أصبحوا عدوا مشتركا لجميع الأطراف، وأن استهدافهم من قبل إسرائيل وحلفائها "عملية اختبار وتدريب على ما سيجري لاحقا" مرجحا أن تكون إيران هي المستهدفة أولا.
وقال الدكتور مكي إن الحوثيين يعلمون أنهم باتوا في دائرة الاستهداف، وهم ينتظرون الأسوأ، وهي حرب أهلية في اليمن بدعم غربي لإزالتهم من الحكم.
ومن وجهة نظر الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فإن ملف الحوثيين سيكون مركزيا بالنسبة لإسرائيل عام 2025، ولن تربطه بحرب غزة، بمعنى أنه إذا انتهت الحرب على غزة ستواصل إسرائيل ضرب مواقع الحوثيين في اليمن.
وأشار الدكتور مصطفى إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعول على ترامب ليعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ضرب الحوثيين، وضرب المشروع النووي الإيراني الذي يعد هدفا إستراتيجيا لإسرائيل.
يُشار إلى أن جماعة الحوثي باشرت منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات، وتقول إن هذا يأتي تضامنا مع قطاع غزة الذي يواجه إبادة جماعية من قبل الاحتلال.
ويطمح الإسرائيليون اليوم -بحسب الدكتور مصطفى- إلى توجيه ضربة "عميقة وشاملة" لإيران -بمشاركة الولايات المتحدة- قد تؤدي إلى إسقاط النظام في طهران.
وفي نفس النقطة، يقول مكي إن إيران من جهتها لن تنتظر ما تعده لها إسرائيل والولايات المتحدة، ورجح أن تقوم باختلاق "فوضى" في سوريا، باعتبارها مركز ثقلها في المنطقة، خاصة بعد أن خسرت مشروعها في لبنان، كما يقول نفس المتحدث.
أما العميد حنا فيقول إن إيران لن تنتظر ما سيأتيها من ترامب وإسرائيل، ولفت إلى أن تغيير النظام يحتاج إلى مقومات، وما يريده الأميركيون اليوم هو ضبط المشروع النووي الإيراني وليس تغيير النظام.