آخر الأخبار

قاطعوا بايدن في "التمهيدية".. كيف يرى ناشطو الجالية العربية كامالا هاريس؟

شارك الخبر

تسببت حرب غزة في انقسام كبير بين أعضاء الحزب الديمقراطي، وكذلك على مستوى قواعد الحزب، في حين كان للعرب والمسلمين الأميركيين الذين يعول عليهم في الانتخابات لحسم ولايات متأرجحة مثل ميشيغان موقفا واضحا من ترشح جو بايدن، حتى أن ممثليهم رفضوا لقاء مسؤولين في حملة بايدن في فبراير بسبب استيائهم من دعم بايدن المستمر لإسرائيل، ولأنه لم يفعل ما يكفي لوقف الحرب، وفق رأيهم.

وتحت شعار "التخلي عن بايدن"، صوت عشرات الآلاف بـ"غير ملتزم" في عدة ولايات متأرجحة أبرزها ميشيغان في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في فبراير الماضي، تعبيرا عن الغضب إزاء سياسات البيت الأبيض في ما يتعلق بالحرب في غزة.  

ومع انسحاب بايدن من السباق الرئاسي الأحد الماضي بعد ضغوط كبيرة من قيادات الحزب، وصعود نائبته كامالا هاريس كمرشحة محتملة، لاحظ ناشطون اختلافا في خطابها عندما تتحدث عن المآسي الإنسانية في قطاع غزة.

وقالت هاريس للصحفيين بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الخميس إن "ما حدث في غزة على مدى الأشهر التسعة الماضية مدمر".

وأضافت أن "صور الأطفال القتلى والأشخاص اليائسين والجوعى الذين يفرون بحثًا عن الأمان، وأحيانًا ينزحون للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، لا يمكننا أن نغض الطرف عن هذه المآسي". وقالت: "لن أصمت".

هاريس التقت نتانياهو الذي كان يزور واشنطن وألقى خطابا في الكونغرس

ومع مباشرة هاريس حملتها الانتخابية، يثار السؤال: هل غير العرب الأميركيون الذين أعلنوا نيتهم مقاطعة الانتخابات في نوفمبر موقفهم؟  

"أكثر تقدمية"

الناشط السياسي الفلسطيني الأميركي من ولاية ميشغان، خالد توراني، الذي كان قياديا في حركة "التخلي عن بايدن"، قال لموقع "الحرة" إن خطاب هاريس بعد لقائها بنتانياهو كان "أكثر تقدمية ووضوحا في ما يخص الدعوة لوقف إطلاق النار، وكان من الواضح أنها تخاطب فئة من المجتمع الأميركي، حانقة وغاضبة بسبب موقف الرئيس بايدن وإدارته من الحرب".

في نفس الوقت عبر توراني عن خيبة أمله من ترديد هاريس لما وصفه بـ"الأكاذيب التي تم تفنيدها سابقا مثل اغتصاب النساء"، قائلا إنها "تندرج ضمن السردية الإسرائيلية الكاذبة التي تم تفنيدها مثل قطع رؤوس الأطفال"، مضيفا "كنت آمل أن تربأ بنفسها عن ترديد هذه الأباطيل".

وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بـ"اعتداءات جنسية" و"قتل أطفال" خلال هجوم السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص بينهم مدنيون وأطفال، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وقال توراني إن حديث هاريس عن وقف إطلاق النار  "مهم جدا وفيه الكثير من الإيجابية التي لا تختلف في جوهرها عن موقف بايدن، ولكنها متقدمة عنه بخطوتين أو ثلاثة". 

وأكد قوله: "الآن من المكن أن أعطي صوتي لهاريس ولكن لا زلت بحاجة لأن أسمع منها أكثر عن خطتها لوقف إطلاق النار وما هي الإجراءات العملية لتنفيذ ذلك على أرض الواقع، لأن كل ما سمعناه حتى الآن هو كلام في كلام وفي النهاية الشعب الفلسطيني يتعرض لعملية إبادة جماعية واستنزاف".

"نقطة اللا رجعة"

الناشط الاجتماعي السياسي حسين هاشم، العضو المنتخب في مجلس تعديل دستور مدينة ديربورن، قال إن قراره كان الامتناع عن التصويت لصالح بايدن في نوفمبر القادم، لكنه الآن يعتبر أن ترشيح هاريس خطوة إيجابية.  

مع ذلك يشير هاشم في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أنه وآخرين قرروا الانتظار حتى يتعمقوا في ما يخص سياسات هاريس داخليا وخارجيا "وبالذات موضوع الحرب في غزة وفلسطين وإسرائيل بشكل عام".

وتابع هاشم أن "بايدن شكك، على سبيل المثال، بأرقام الضحايا الفلسطينيين وهذا سبب جرحا كبيرا للجاليات هنا، وكم من مرة استخدم حق النقض في مجلس الأمن ضد قرارات لوقف إطلاق النار في غزة".

لكن الخبير السياسي إيريك هام يقول إن "ما رأيناه من إدارة ترامب ربما ذهب إلى أبعد من ذلك في ما يتعلق بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس".

والخميس دعا الرئيس جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال لقائهما في واشنطن الخميس الماضي إلى التوصّل في أسرع وقت ممكن لاتّفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقالت البيت الأبيض في بيان إنّ "الرئيس بايدن أعرب عن الحاجة إلى سدّ الفجوات المتبقية، وإنجاز الاتفاق في أقرب وقت ممكن، وإعادة الرهائن إلى ديارهم، والتوصل إلى نهاية مستديمة للحرب في غزة".

بالنسبة لهاريس، يقول هاشم: "حتى الآن نسمع تصريحات ولكننا في انتظار الجلوس على الطاولة معها بشكل مباشر أو مستشاريها أو حملتها بشأن الخطط والسياسات التي ستنتهجها إدارتها في حال فوزها إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي".

ويصف الناشط السياسي أسامة سبلاني انسحاب بايدن من السباق الرئاسي بأنه "خطوة جيدة"، واتهم بايدن بأنه "كان شريكا في الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، لهذا "كان من سابع المستحيلات أن أصوت له.

وكانت إدارة الرئيس جو بايدن قد دعت مرارا ورعت محادثات لوقف إطلاق النار في غزة، وشددت على ضرورة إعادة الرهائن وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في القطاع.

أما بالنسبة لهاريس، فيرى سبلاني أنها "لا تزال تحاول تجميع قوتها الانتخابية داخل الحزب الديمقراطي ومن زعمائه ومموليه والمؤيدين، مضيفا "نحن حتى الآن نستمع لما تقوله (هاريس) ونجمع معلومات لنعرف مواقفها وخطتها لأن القضية ليس فقط تغيير اسم، نحن نريد تغيير نهج وسياسة وإذا كانت السياسات هي ذاتها فلن نعطي صوتنا لها".

وقال سبلاني إنه ومجموعة ناشطين من الجالية العربية اجتمعوا الأربعاء الماضي مع ممثلين عن حملة ترامب ومنهم مسعد بولوس وهو لبناني الأصل وابنه متزوج من تيفاني ترامب، "كما اجتمعت معهم الجمعة أيضا، وأيضا حملة بايدن كانت على اتصال مباشر معنا، لكن هاريس لا تزال تبني في حملتها ولذلك سنعطيها وقتها ونحن في حالة ترقب".

"ننتظر الاجتماع معها"

ويشير هاشم إلى أنه بالرغم من الشكوك حول هاريس كونها جزءا من إدارة بايدن "هناك استعداد لدى أعضاء الجالية لأن يجلسوا معها ويسمعوا منها حتى يعرفوا مواقفها من عدة أمور".

وأضاف: "كان هناك اجتماع منذ يومين لقادة في الجالية العربية والمسلمة، وقيل إن هناك تواصلا مع حملة هاريس وأنه يتم العمل على عقد اجتماع معها كما حدث مع بايدن عندما أرسل البيت الأبيض كبار المستشارين إلى ميشيغان".

ويقول توراني إن "هناك نشطاء في الحزب الديمقراطيين الذين ساهموا معنا في حملة "غير ملتزم" يتواصلون معنا. وهناك اجتماع يتم التحضير له مع مسؤولين كبار في حملة هاريس وسنرى إلى أين ستصل كل هذه الجهود".

ويرى هام في حديثه مع موقع "الحرة" أنه "على عكس ما حدث مع بايدن، فإن العديد من الناخبين في ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن الذين صوتوا بـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية احتجاجا على الإدارة الأميركية الحالية، مستعدون لسماع هاريس ومنحها مساحتها لتحديد نهجدها وسياساتها وما إذا ستكون هذه السياسات أكثر توازنا تجاه الفلسطينيين".

ويشير هام إلى أن الاختلاف بين الرئيس ونائبته في ما يخص الشأن الفلسطيني يكمن في أن هاريس ليس لديها علاقة طويلة الأمد بنتانياهو على عكس بايدن حيث أن علاقتهما مستمرة منذ 50 عاما.

ورأى أن هاريس على عكس بايدن كانت أكثر صرامة مع نتانياهو خلال زيارته لواشنطن، وإنها لم تدع فقط إلى وقف إطلاق النار بل إنها تحدثت عن الوضع الإنساني في قطاع غزة".

وخلال الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، التي تضم أكبر تجمع للأميركيين العرب في البلاد، اجتذب التصويت الاحتجاجي "غير ملتزم" أكثر من 100 ألف صوت، أي نحو 13.4 في المئة من الأصوات، وفقا لبيانات ذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تطور لفت انتباه حملة بايدن.

وميشغان ولاية متأرجحة فاز فيها بايدن، عام 2020، بعدما صوت أغلبية ناخبيها لترامب في 2016.

واستطاعت حركة "غير ملتزم" إفساد الفوز الذي حققه الرئيس الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في الولاية وفي ولايات أخرى انتقلت إليها أيضا الحملة، مثل مينيسوتا التي تضم عددا كبيرا من المسلمين، وأفراد الجالية الصومالية، والليبراليين الساخطين على بايدن.

وفي رود آيلاند، اختار 14.9 في المئة من الناخبين خيار "غير ملتزم "، وهو ما يمثل حوالي 3750 صوتا، وكانت النسبة 12 في المئة في ولاية كونيتيكت.

وفي ولاية ويسكونسن، المتأرجحة الحاسمة، صوت حوالي 8 في المئة على هذا الخيار، وهو ما يمثل نحو 48 ألف صوت، وهي نسبة أكبر من ضعف هامش فوز بايدن بالولاية، عام 2020.

وكان هناك اهتمام أكبر لحملة "التخلي عن بايدن" في ميشيغان مقارنة بويسكونسن، بسبب العدد الكبير من السكان العرب الأميركيين في ميشيغان، لكن منظمي الحملة عملوا على ضمان خسارة بايدن لولاية ويسكونسن أيضا ويرون أن الولاية حاسمة لحرمان بايدن من ولاية ثانية.

"فرصة قوية"

ولم تحضر هاريس خطاب نتانياهو أمام الكونغرس، الأربعاء، لكنها نددت بالمحتجين الذين أحرقوا العلم الأميركي ورسموا شعارات معادية لإسرائيل على تماثيل بالقرب من الكابيتول.

وبعد اجتماعها مع نتانياهو، قالت هاريس أيضًا إنها التقت بعائلات الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس منذ هجوم المجموعة في 7 أكتوبر. وأضافت: "أنا أقف معهم".

وفي مارس، دعت إلى "وقف إطلاق النار الفوري" في غزة وقالت إن الوضع في الجيب "كارثة إنسانية". وفي مقابلة أجريت في وقت لاحق من ذلك الشهر، أكدت هاريس معارضة إدارة بايدن للغزو الإسرائيلي لرفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة حيث فر أكثر من مليون شخص. وقالت: "ليس هناك مكان يذهب إليه هؤلاء الأشخاص".

ويؤكد القيادي في حملة "التخلي عن بايدن"، خالد توراني في حديثه مع موقع "الحرة" أن حصول هاريس على أصوات العرب الأميركيين سيعتمد على مدى تفاعلها وتواصلها مع الجالية العربية والمسلمة والتقدميين الأميركيين غير الراضين عن أداء الحكومة الأميركية في ما يخص الإبادة الجماعية في غزة".

ويرى توراني أن "أمام هاريس فرصة قوية جدا لأن تستعيد هذه الغالبية العظمى والمجموعة الكبيرة من الناخبين الذين صوتوا كـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية إذا استطاعت أن تتجاوز الضغط الذي يأتي من المتطرفين المؤيدين لاحتلال الأراضي الفلسطينية". 

الحرة المصدر: الحرة
شارك الخبر

إقرأ أيضا