مشروع "MultiplexAI"، الذي تصفه صحيفة "El Pais" الإسبانية بالخطوة الثورية في علم الأحياء، يَعِد بتمكين الباحثين من إجراء تشخيصات فورية للأمراض الطفيلية مثل الملاريا وداء الفيلاريات وحمى الضنك، إضافة إلى استخدامه حاليًا في الكشف عن سرطان الدم وأنواع أخرى من الأورام الدموية في إسبانيا.
حتى اليوم، كانت دراسة هذه الأمراض تتطلب تجهيزات متطورة وباحثين على مستوى عالٍ من التخصص، لكن شركة SpotLab الإسبانية، بقيادة رئيسها التنفيذي ميغيل لويينغو-أوروز، تسعى إلى قلب المعادلة عبر ابتكار يتيح تحويل ملايين المجاهر التقليدية منخفضة الكلفة إلى شبكة واسعة من الأدوات الذكية . الهدف، بحسب لويينغو-أوروز، هو توفير تشخيصات ومعارف طبية دقيقة وموثوقة، "تكون متاحة للجميع وفي كل مكان".
انطلق المشروع في العام 2018 بالشراكة مع معهد الصحة العالمية في برشلونة (ISGlobal) وتسع مؤسسات أخرى في أوروبا وأفريقيا. ويخضع للاختبارات الميدانية على مدى ثلاث سنوات ونصف في دول مثل نيجيريا وموزمبيق وكوت ديفوار وإثيوبيا وإيطاليا وإسبانيا، بتمويل أوروبي بلغ خمسة ملايين يورو.
ويتميّز الحلّ بمرونته، إذ لا يحتاج إلى إنترنت أو كهرباء أو مياه، بل يقتصر على مجهر تقليدي، وهاتف ذكي، ومحوّل ثلاثي الأبعاد يربط بينهما.
لا تقتصر التكنولوجيا الجديدة على تسهيل التشخيص فحسب، بل تسعى إلى بناء "أكبر قاعدة بيانات للصور الطفيلية في العالم". ويأمل المدير العام لـ ISGlobal كيكي باسات، وفق ما قاله للصحيفة الإسبانية، أن تعيد هذه المقاربة الاعتبار للمجهر بعدما تراجع استخدامه عالميًا أمام الاختبارات السريعة التي تكشف مرضًا واحدًا فقط، بينما تسمح الميكروسكوبات "برؤية جميع تفاصيل العينة".
ويعوّل القائمون على MultiplexAI على هذا الكمّ الكبير من المعطيات من أجل تحديد الأمراض بدقة أكبر، وبالتالي تحسين طرق علاجها بما ينعكس مباشرة على حياة ملايين البشر، خصوصًا في المناطق الأكثر فقرًا حيث تشتد وطأة الأمراض الطفيلية.