أحدثت أدوية إنقاص الوزن خلال السنوات الأخيرة ثورة في مجال مكافحة السمنة، إذ ساعدت ملايين الأشخاص على خفض أوزانهم عبر كبح الشهية وزيادة الشعور بالشبع.
ومع ذلك، يواجه كثيرون مشكلة استعادة الوزن بمجرد التوقف عن العلاج، ما يبرز الحاجة إلى حلول تستهدف جذور المرض بشكل مباشر.
وفي هذا السياق، يعمل فريق من الباحثين على تطوير دواء تجريبي جديد يسمى RES-010، يختلف في آليته عن العلاجات التقليدية. فبدلا من تقليل الرغبة في تناول الطعام، يركز على إعادة برمجة عملية التمثيل الغذائي في الجسم.
ويستهدف الدواء جزيئا يعرف باسم miR-22، الذي يلعب دورا محوريا في استقلاب الدهون وتخزين الطاقة. وبفضل هذا التأثير، يساعد الدواء على تعزيز نشاط الميتوكوندريا – محطات إنتاج الطاقة في الخلايا – وتحويل الدهون البيضاء المخزّنة للطاقة إلى دهون بنية تعمل على حرقها.
ويقول الدكتور ريكاردو بانيلا، الرئيس التنفيذي لشركة Resalis Therapeutics المطورة للعلاج: "RES-010 يمثل بداية جيل جديد من أدوية الحمض النووي الريبي، إذ يعيد برمجة مسارات الدهون والطاقة بهدف إنقاص الوزن بشكل مستدام وتحسين الصحة العامة".
وأظهرت التجارب الأولية على الفئران نتائج مشجعة، حيث خسرت الحيوانات التي تلقت الحقن الأسبوعية نحو 12% من وزنها مقارنة بالمجموعة الضابطة، رغم تناولها كمية الطعام نفسها. كما لم تستعد الوزن بعد وقف العلاج، ما يشير إلى أن تأثيره قد يكون طويل الأمد.
وحاليا، يخضع الدواء للمرحلة الأولى من التجارب السريرية في هولندا على 80 متطوعا، بينهم مصابون بالسمنة. ومن المتوقع نشر النتائج الأولية مطلع العام المقبل.
لكن بعض الخبراء المستقلين دعوا إلى الحذر. إذ يرى الدكتور آدم كولينز، أستاذ التغذية في جامعة Surrey، أن الحديث عن "إعادة برمجة التمثيل الغذائي" ما زال مبكرا، مؤكدا ضرورة فهم تأثير الدواء بدقة على الخلايا الدهنية والميتوكوندريا.
ومع أن الأدوية الحالية مثل "ويغوفي" ما تزال فعالة للغاية، إلا أن لها بعض السلبيات مثل فقدان جزء من الكتلة العضلية. أما النتائج المبكرة لـ RES-010 فتشير إلى أن خسارة العضلات قد تكون أقل بكثير، ما يجعله خيارا واعدا لعلاج السمنة بأمان أكبر.
المصدر: ديلي ميل