كشفت دراسة حديثة أن المواقع الإلكترونية الرسمية لمؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، التي تنظمها الأمم المتحدة، تنتج انبعاثات كربونية هائلة.
وتبين أن هذا الانبعاثات تزيد بنحو سبعة أضعاف عن متوسط انبعاثات المواقع الإلكترونية العادية، رغم أن هذه المؤتمرات تُعقد أساسا لمناقشة قضايا البيئة والاستدامة.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي أجرتها كلية إدنبرة للفنون بالتعاون مع معهد معلوماتية التصميم، أن نحو 3% من الانبعاثات العالمية تُعزى حاليا إلى استخدام الإنترنت، في حين تظل البصمة الكربونية للمواقع الرسمية للدول المضيفة لمؤتمرات المناخ أعلى بكثير من المتوسط العام لانبعاثات صفحات الويب.
وبيّنت الدراسة أن متوسط الانبعاثات الناتجة عن مواقع مؤتمرات الأطراف ارتفع بأكثر من 13000% منذ انعقاد أول قمة عام 1995 وحتى مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين العام الماضي، نتيجة الاعتماد المتزايد على محتوى بصري ووسائط متعددة تتطلب طاقة حوسبة أكبر.
واعتمد فريق البحث على تحليل بيانات أرشيف الويب لتتبع التغيرات في البصمة الكربونية لمواقع المؤتمرات على مدى 30 عاما. وأظهرت النتائج أن الانبعاثات ظلت منخفضة حتى مؤتمر الأطراف الرابع عشر عام 2008، إذ لم تتجاوز 0.02 غرام من الكربون لكل مشاهدة صفحة، لكنها قفزت بعد مؤتمر كوبنهاغن (COP15) إلى أكثر من 2.4 غرام لكل زيارة، مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 0.36 غراما.
وفي حين بلغت الانبعاثات عام 1997 نحو 0.14 كيلوغراما – أي ما يعادل الكربون الذي تمتصه شجرة ناضجة خلال يومين – فإن الصفحة الرئيسية لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين وحدها تسببت في انبعاث 116.85 كيلوغراما، وهي كمية تحتاج إلى عشر أشجار ناضجة لامتصاصها خلال عام كامل، ما يمثل زيادة تتجاوز 83000%.
وأوصى الباحثون باتخاذ خطوات عملية للحد من الانبعاثات الرقمية، أبرزها تقليص أحجام الصفحات وتحسين تصميم المواقع واستضافتها على خوادم تعتمد الطاقة المتجددة. كما أكدوا أن هذا التحليل يعد أول استخدام لأرشيفات الويب لتتبع الأثر البيئي للمواقع الإلكترونية بمرور الزمن.
وقالت البروفيسورة ميليسا تيراس من معهد معلوماتية التصميم: "تظهر نتائجنا أن التكلفة الكربونية للوجود الرقمي غالبا ما تُغفل، حتى من قبل المؤسسات المعنية بحماية البيئة. نأمل أن تساعد توصياتنا الجهات المعنية في معالجة هذه المشكلة بفعالية".
ومن المقرر أن يُعقد مؤتمر الأطراف الثلاثون (COP30) في البرازيل بين 10 و21 نوفمبر الجاري، لكن الباحثين أشاروا إلى أن البنية التحتية المستضيفة للمؤتمر لا تعمل كليا بالطاقة المتجددة.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة PLOS Climate.
المصدر: إندبندنت
المصدر:
روسيا اليوم