آخر الأخبار

جبهة غير مرئية تقترب من إسرائيل: هل يأتي الرد من الجنوب البعيد (اليمن) ؟

شارك


تأتي هذه التحركات بعد زيارة المبعوثة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، لإسرائيل وإجرائها محادثات وصِفت بأنها حساسة، وسط تقديرات أمنية بأن الفترة الممتدة حتى نهاية الشهر قد تشهد تطورات نوعية.
لا تخفي إسرائيل قلقها من احتمال قيام حزب الله أو أطراف مرتبطة به بردّ على اغتيال القيادي هيثم الطبطبائي. وقد ناقش المسؤولون الإسرائيليون ثلاثة سيناريوهات رئيسية للرد، تختلف في اتجاهاتها ومستوى المخاطرة التي قد تنتج عنها.
وتتمثل السيناريوهات الثلاثة في: تنفيذ عملية من داخل سوريا عبر مجموعات قريبة من حزب الله، وهو احتمال عاد إلى الواجهة بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير في منطقة بيت جن، والثاني هو ردّ من اليمن عبر قوات صنعاء (أنصار الله)، في ضوء قدرة هذه القوات على تنفيذ هجمات بعيدة المدى، فيما مثّل الثالث استهداف مواقع إسرائيلية أو مصالح يهودية في الخارج عبر تنسيق بين إيران وحزب الله، وهو السيناريو الذي تعتبره إسرائيل الأكثر تعقيداً، نظراً لصعوبة الردّ المباشر من داخل لبنان في حال وقوعه.
على الرغم من تركيز إسرائيل التقليدي على الجبهتين اللبنانية والسورية، إلا أن التطورات الإقليمية في السنوات الأخيرة أدخلت اليمن- ممثلًا بقوات صنعاء- إلى نادي اللاعبين المؤثرين في المشهد الأمني الإسرائيلي.
وقد أظهرت العمليات التي انطلقت من اليمن، سواء ضد أهداف إسرائيلية مباشرة أو ضد الملاحة المرتبطة بها، أن صنعاء باتت تمتلك قدرات صاروخية وجوية مسيّرة متقدمة بما يكفي لتجاوز البعد الجغرافي، وفرض معادلة ردع جديدة تتعامل معها إسرائيل بقدر ملحوظ من القلق.
وتقرّ أوساط أمنية إسرائيلية، بشكل مباشر أو ضمني، بأن قوات صنعاء أصبحت رقماً صعباً في معادلة الصراع الإقليمي. فهي جزء من محور يمتلك اتصالات متعددة الجبهات، لكنها في الوقت نفسه قوة قادرة على العمل باستقلالية ووفق أولوياتها، بما يجعل تحركاتها أقل قابلية للتوقع وأكثر إرباكاً لجهود إسرائيل لاحتواء التهديدات.
تدرك إسرائيل أن أي تصعيد مع حزب الله قد لا يبقى محصوراً في الساحة اللبنانية، وأن ردّاً من سوريا أو اليمن قد يفتح جبهات بعيدة يصعب التعامل معها بالأساليب التقليدية. وفي ضوء هذا الواقع، تبدو الزيارة المرتقبة لرئيس الأركان الإسرائيلي إلى واشنطن جزءاً من محاولة أوسع لإعادة ضبط آليات المواجهة خلال المرحلة المقبلة، بما يتناسب مع طبيعة التهديدات المتنقلة وتعدد ساحات الضغط المحتملة.
وفي المحصلة، يبدو أن إسرائيل تدخل مرحلة أكثر حساسية، تتداخل فيها خطوط الاشتباك وتتقاطع فيها حسابات الأطراف الإقليمية. وفي هذه المرحلة، لم يعد بإمكان تل أبيب تجاهل أن اليمن- إلى جانب لبنان وسوريا- أصبح فاعلاً مؤثراً في ميزان القوة، وقوةً تعي إسرائيل وزنها وفي الوقت نفسه تتحسب لخياراتها.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا