آخر الأخبار

إغلاق ميناء إيلات: انتصارًا للحوثيين وتحديًا استراتيجيًا لإسرائيل

شارك

يعكس هذا الإغلاق التداعيات العميقة لهجمات قوات صنعاء "الحوثيين" على حركة الملاحة المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، والتي أدت إلى خفض إيرادات الميناء بأكثر من 90% وفقًا لتقارير اقتصادية. وتدير شركة "بيبو" الميناء بموجب امتياز مدته 15 عامًا منذ عام 2012. وقد أكدت هيئة الموانئ الإسرائيلية وهيئة الطوارئ الوطنية الإغلاق، بعد أشهر من تأجيل المدفوعات والعجز المتكرر، مما أدى إلى انهيار الإنتاج فعليًا منذ أواخر عام 2023.

--أهمية استراتيجية وتداعيات اقتصادية:

يُعد ميناء إيلات ذا أهمية وطنية استراتيجية لإسرائيل، حيث يمثل البوابة الجنوبية للبلاد على البحر الأحمر للتجارة البحرية مع الشرق الأقصى والهند وأستراليا، ويشكل ركيزة اقتصادية مهمة للمدينة وسكانها. وحذر جدعون جولبر، الرئيس التنفيذي لميناء إيلات، من أن إغلاق الميناء يمثل "نجاحًا دوليًا هائلاً للحوثيين لم يحققه أي من أعدائنا من قبل".

بالإضافة إلى التأثير على أحجام التجارة العامة، يؤثر الإغلاق أيضًا على التدفقات الاستراتيجية، مثل صادرات البوتاس وحركة النفط الخام المحتملة عبر خط أنابيب إيلات – عسقلان. وتواجه شركات الشحن الآن تكاليف باهظة لتغيير مساراتها، إما إلى محطات البحر الأبيض المتوسط أو عبر رأس الرجاء الصالح، مما يضيف أكثر من 6000 ميل بحري ويوم إلى أوقات النقل.

--تحديات:

يُعد إغلاق ميناء إيلات "خطوة دراماتيكية"، وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية. ورغم أن حكومة نتنياهو صادقت في يونيو الماضي على منحة مالية عاجلة بقيمة 15 مليون شيكل للميناء، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتغطية التزاماته المالية واستعادة نشاطه الطبيعي.

ويرى المحللون أن الانهيار المالي في إيلات يعكس هشاشة البنية التحتية اللوجستية في البحر الأحمر، التي تتعرض لضغط هائل ودائم. وتواجه السلطات الإسرائيلية معضلة: إما تحمل الخسائر الطارئة لاستدامة العمليات، أو التخلي عن ممر البحر الأحمر تمامًا، مع ما يحمله كلا الخيارين من تداعيات على سلاسل إمداد الطاقة الإقليمية وعلى جدوى الموانئ على المدى الطويل.

--تراجع حاد في النشاط:

يعاني ميناء إيلات من شلل تام منذ عام 2023، حيث انهارت مداخيل الميناء بنسبة 80% خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق. واضطرت سفن تجارية كثيرة إلى تغيير مسارها والالتفاف حول قارة أفريقيا للوصول إلى موانئ أسدود وحيفا على البحر الأبيض المتوسط. وتشير التحليلات إلى رسو 6 سفن فقط في ميناء إيلات منذ مطلع عام 2025 حتى منتصف شهر مايو، مقارنة بـ 134 سفينة في عام 2023.

أدى هذا التراجع الحاد في النشاط إلى توقف شبه كامل في عمليات التشغيل، وإرسال موظفين في الميناء إلى إجازة غير مدفوعة. وتشير البيانات إلى أنه تم تفريغ 166 ألف سيارة في الميناء عام 2022، و150 ألف سيارة في 2023، ولم يتم تفريغ أي سيارة خلال 2024 و2025.



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا