يعد المخرج المصري محمد صيام واحداً من أبرز الأصوات الجديدة في السينما العربية التي نجحت في الجمع بين الحس الوثائقي والروح الدرامية.
يُعرف صيام بقدرته على التقاط التفاصيل الصغيرة في حياة الناس العاديين وتحويلها إلى دراما تمس جوهر الوجود الإنساني، إذ تنبع أفلامه من سؤال دائم: كيف نعيش في عالم لا يعترف بضعفنا؟
شارك في عدد من المهرجانات الدولية الكبرى، ونال إشادات نقدية عن أعماله السابقة التي اتسمت بجرأة الطرح وصدق النظرة.
وفي فيلمه الجديد "كولونيا" الذي عُرض مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي الدولي، يواصل محمد صيام بحثه الإنساني في منطقة أكثر حميمية، محاولًا تفكيك العلاقة المعقدة بين الأب والابن، وما يترسب فيها من صراع أجيال وأشكال خفية من الحب والعنف. وفي حديثه مع "العربية.نت" تحدث صيام عن الفيلم وكواليسه وعرضه في الجونة ومدى تطور المهرجان ورؤيته للفيلم.
قال المخرج محمد صيام إن فيلمه "كولونيا" لا يسعى إلى التمرد على تصنيف "فيلم المهرجانات"، بقدر ما يحاول أن يفتح بابا للتواصل مع الجمهور، موضحا أن الهدف الأساسي من التجربة هو أن يرى الناس أنفسهم على الشاشة.
وأوضح صيام، أن الفيلم يركز على العلاقة بين الأب والابن، وما يحمله من مشاعر متناقضة بين الحب والسيطرة، مشيرا إلى أن الخط الدرامي يمتد أيضا إلى علاقة الابن بحبيبته.
وأضاف أن العمل لا يقدم إجابات جاهزة بقدر ما يطرح تساؤلات حول مفهوم القوة والضعف داخل المجتمع الذكوري، مؤكدا أن السينما بالنسبة له هي مساحة للتأمل وليس للحكم.
وأشار المخرج إلى أن فكرة الفيلم وُلدت من مزيج بين تجارب شخصية وتأملات في حياة الآخرين، فهي عن إحساس الأب والابن وما يجعلهم يقفون على حافة الحب والألم.
وتابع صيام أن عرض الفيلم في مهرجان الجونة كان بمثابة "لحظة استثنائية" بالنسبة له، لأن العرض الأول في مصر هو مواجهة حقيقية مع الجمهور.
وأكد أن ردود الفعل فاقت توقعاته، مشدداً على أن الفيلم وجد مكانه بين الناس، كما أكد أن العمل حُجز بالفعل لعدة مهرجانات عربية وأوروبية وأميركية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف صيام أن تطور مهرجان الجونة خلال دوراته الأخيرة مثّل دافعاً له لعرض فيلمه هناك، قائلًا إن المهرجان يفتح مساحة حقيقية للسينما المصرية والعربية، ويعطي ثقة للمخرجين ليقدموا أعمالهم دون خوف.
وأكد صيام أن الفيلم يمثل محطة جديدة في مشواره، لكنه في الوقت نفسه امتداد لأسئلته الأولى كمخرج، فكل فيلم يجعله يقترب رويداً من الإجابة.
المصدر:
العربيّة