آخر الأخبار

في ظاهرة غريبة.. علماء يوثقون تحولا في جنس بعض الطيور

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

اكتشفت دراسة أسترالية حديثة ظاهرة غريبة ومفاجئة لدى بعض الطيور، وهي الانعكاس الجنسي الشائع عند الأسماك والزواحف.صورة من: Luis Acosta/AFP/Getty Images

لطالما ظنّ العلماء أن الانعكاس الجنسي عند الحيوانات الذي يعني أن السمات الجسدية الظاهرة تختلف عن السمات الجنسية الوراثية غير موجود أو نادر عند الطيور، بالرغم من شيوعه عند حيوانات أخرى.

ولكن يبدو أو عوامل بيئية أحدثت تحولاً مفاجئاً في الخصائص الجنسية لعدد كبير من الطيور بعد ولادتها، بحسب دراسة أسترالية أجراها باحثون في جامعة "صن شاين كوست".

وجدت الدراسة التي أجريت على حوالي 500 طائر من خمسة أنواع أن ما يصل إلى ستة بالمئة منها يحمل السمات الجسدية لجنس بيولوجي معين، لكن تركيبتها الجينية يعود لجنس آخر.

وفي إحدى الحالات، كان لدى طائر كوكابورا ذكر قناة بيض  منتفخة، ما يعني بالنسبة للعلماء أن الطائر الذكر قد وضع بيضة.

وبهذا الصدد قالت دومينيك بوتفين، عالمة البيئة السلوكية وعالمة الطيور والأحياء التطوري من جامعة صن شاين كوست في كوينزلاند، أستراليا، ومؤلفة مشاركة في الدراسة التي نشرت في مجلة رسائل علم الأحياء: "يشير هذا إلى أن تحديد الجنس لدى الطيور البرية أكثر مرونة مما كنا نعتقد، ويمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ".

ما هو الانعكاس الجنسي؟

والانعكاس الجنسي شائع جداً عند بعض الحيوانات، أبرزها الأسماك والبرمائيات والزواحف، ويعني أنه يمكن لجنس الحيوان أن يتغير في مرحلة ما من حياته. ولكن نادراً ما تم توثيق هذه الحالة عند الطيور البرية والثديات.

عند البشر، يتحدد الجنس حسب نوع الكروموسومات، فإذا كانت الكروموسومات الجنسية XX فهذا يعني أن الشخص أنثى، وإذا كانت XY ، يعني أن الشخص ذكر، ولكن هناك جين يلعب دور مهم بتحديد الجنس أيضاً، وهو SRY ، الموجود عادة في الكروموسوم Y .

هذا الجين هو الذي يعطي أمر للجسم ليتطور كذكر، وإذا لم يكن موجوداً، يتطور الجسم تلقائياً إلى أنثى.

لكن الأمر مختلف عند بعض الحيوانات، مثل الدجاج وسمك الزرد وبعض الحشرات كذباب الفاكهة. فليست الكروموسومات وحدها ما يحدد الجنس، بل كل خلية في جسم الحيوان "تقرر" جنسها بناءً على الجينات التي تعبّر عنها، وهذا يعني أنه قد تكون بعض خلايا الجسم تعمل كخلايا ذكورية، وأخرى كأنثوية في نفس الجسم، وهو ما يعرف بـ " جيناندرومورف" أي كائن يحمل صفات ذكورية وأنثوية في الوقت ذاته.

وهذه الحالة توجد عند البشر أيضاً وتسمى بـ "الخنثى"، وهو الشخص الذي لا ينتمي إلى الذكر أو الأنثى بوضوح، وغالباً ما يكون لديهم كروموسومات غير معتادة، مثل XXY أو X فقط.

وقد يمتلكون أعضاء تناسلية خارجية لا يمكن تصنيفها بسهولة كذكر أو أنثى، أو جهاز تناسلي داخلي غير مكتمل أو مختلط، ويُطلق على هؤلاء الأشخاص اسم ثنائيي الجنس، تبلغ نسبتهم 1 بين كل 1500 إلى 2000 شخص.

إناث الطيور تتحول إلى ذكور

صنّفت الدراسة الأسترالية الطيور المعكوسة الجنس إلى ثلاث مجموعات؛ ذكور وراثية تحمل خصائص أنثوية بشكل كامل، وإناث وراثية تحمل خصائص ذكورية تماماً، وطيور تُظهر مزيجاً من الخصائص الأنثوية والذكورية ولديها خصيتين ومبيضين .

وتبيّن أن الطيور الإناث هي الأكثر عرضة للتغييرات الجنسية خلال فترات من حياتها، وتتطور لديها غدد تناسلية ذكورية بالرغم من أنها إناثاً من الناحية الجينية.

وتُضيف الدراسة أن هذا التحوّل قد يؤثر على التكاثر، ما قد يهدد وجود الأنواع المهددة بالانقراض، مثل طيور البطريق الإمبراطور في أنتاركتيكا.



ما الأسباب؟

سبق وأن وثق العلماء تغيرات جنسية لدى الضفادع ناجمة عن الملوثات أو ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ما زالت التغييرات الجنسية الخاصة بالطيور غير واضحة الأسباب بعد.

يفترض العلماء أن هذه الظاهرة قد تُعزى إلى عوامل طبيعية وأخرى بيئية، فالإجهاد المزمن في البيئة قد يؤثر على النمو الجنسي الطبيعي لدى الحيوانات، كما أن الملوثات الموجودة في البيئة وتراكم المواد الكيميائية المُعطِّلة للهرمونات في المناطق البرية قد يؤدي إلى تغيير الخصائص الجنسية لبعض الحيوانات.

وعن أهمية معرفة الأسباب، قالت بوتفين: " إن فهم طريقة حدوث تغيير الجنس وأسبابه أمر مهم جداً للحفاظ على البيئة وتحسين دقة الأبحاث المرتبطة بالطيور".

DW المصدر: DW
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار