آخر الأخبار

الطحالب: هل تُنهي عصر الألوان الصناعية، وتمد الإنسان بألوان طبيعية صحية؟

شارك
مصدر الصورة

تجوب شركة فيرمنتالغ الفرنسية، جميع أنحاء العالم بحثاً عن الطحالب الدقيقة المفيدة.

ويضرب هيويل غريفيث، كبير المسؤولين العلميين في شركة فيرمنتالغ، مثلا بأحد علماء الشركة المحظوظين، الذي تمكن من "تسلق براكين في منطقة البحر الكاريبي"، وقال "اضطر أن أمنع نفسي عن جمع المزيد (من الطحالب) في كل مرة أعود فيها إلى بلدي نيوزيلندا".

يوجد بالعالم مئات الآلاف من أنواع الطحالب الدقيقة، وهي عبارة عن كائنات مجهرية تعيش في الغالب في الماء، مما يجعلها هامة للسلسلة الغذائية المائية، كما أنها مسؤولة عن إنتاج نصف الأكسجين الذي نتنفسه.

تُستخدم الطحالب الدقيقة بالفعل تجارياً، وتدخل في صناعة الأغذية وأعلاف الحيوانات وكذلك الأسمدة.

لكن بالنسبة لشركة فيرمنتالغ، هناك نوعاً واحداً مميزاً تحتاج إليه، وهو غالديريا سلفوراريا، من الطحالب الحمراء وحيدة الخلية لديها خواص مفيدة جدا أبرزها إنتاج ألوان وأصباغ صالحة لصناعة الأغذية تُسمى غالديريا بلو.

يقول هيويل غريفيث: "نزرع الطحالب وننتج كميات كبيرة منها في ظروف مهيئة لإنتاج كميات كبيرة من هذا الجزء الأزرق تحديداً (غالديريا بلو)".

يمكن استخدام هذه الصبغة مع أي نوع من الأطعمة والمشروبات، ويتوقع غريفيث طرح أولى المنتجات الغذائية التي تحتوي على صبغة غالديريا الزرقاء في المتاجر، مطلع العام المقبل.

يأتي هذا بعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على استخدام صبغة غالديريا الزرقاء في مايو/آيار الماضي، إلى جانب مستخلص شاي زهرة بازلاء الفراشة، المعروف باسم الشاي الأزرق ويعطي اللون الأزرق أيضاً، وصبغة فوسفات الكالسيوم، أبيض اللون.

كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على صبغة غاردينيا الزرقاء في وقت سابق من هذا الشهر.

مصدر الصورة

يأتي هذا في ظل وجود حاجة ماسة لمصادر جديدة لألوان الطعام، مع اقتراب انتهاء السماح باستخدام ألوان الطعام الصناعية.

وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في يناير/كانون الثاني الماضي، حظر استخدام الصبغة الحمراء رقم 3 في المنتجات الغذائية.

كما تسعى أيضاً إلى التخلص التدريجي من الأصباغ الصناعية المستخلصة من المشتقات النفطية، مثل صبغتين لإنتاج اللون الأصفر رقم 5 و6، وذلك بحلول نهاية العام المقبل، وتأتي هذه التحركات في إطار مهمة الحكومة الأمريكية "جعل أمريكا صحية مجدداً."

واعترف مارتي ماكاري، مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في مؤتمر صحفي في أبريل/نيسان الماضي، بأن أطفال أمريكا يعيشون طوال 50 عاماً الماضية، "في بيئة سامة من المواد الكيميائية الصناعية بشكل متزايد".

ورغم أن هذا الحظر ليس نهائياً، إلا أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تأمل أن تلتزم شركات صناعة الأغذية طواعية بالتخلص من ألوان الطعام الصناعية بحلول عام 2026.

وطوال سنوات شهدت الولايت المتحدة ضغوطاً من أولياء الأمور وناشطين على إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإلغاء موافقتها على استخدام الألوان الصناعية أو توعية المستهلكين بمخاطرها.

كما اتخذت العديد من الولايات الأمريكية مؤخرا، إجراءات خاصة بها لإصدار قوانين لإزالة ألوان الطعام الصناعية.

وتختلف الدول فيما بينها حول القيود المفروضة على الألوان الصناعية، تاريخياً، كانت بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي أكثر صرامة من الولايات المتحدة.

بدأ الاتحاد الأوروبي التخلص تدريجياً من الألوان الصناعية الغذائية طوال العشرين عاماً الماضية، كما ألزم الشركات بوضع تحذيرات على الأطعمة التي تحتوي على ألوان أخرى.

مصدر الصورة

لذلك فإن هذه الفترة مثالية للشركات للعمل على تطوير بدائل طبيعية للألوان الصناعية.

تُنتج شركة سينساينت الأمريكية ألواناً طبيعية مستخلصة من مواد خام طبيعة تُزرع خصيصاً لوجود أصباغ لونية بها. فهي مثلا تستخلص ألوان الأحمر والبنفسجي من الجزر والبطاطس.

يقول بول مانينغ، الرئيس التنفيذي للشركة: "نحصد هذه المحاصيل ونغسلها ونعالجها لتصبح عصيراً، ثم نستخلص اللون بالماء أو مذيبات أخرى".

ويضيف: "يُعالج اللون المستخلص ليكون أكثر ثباتاً ثم تكريره إلى الدرجة اللونية التي يريدها العميل."

وتكمن المهمة الصعبة في محاولة مطابقة نفس درجة اللون الاصطناعي. ويوضح مانينغ أن اللون المستخلص يجب أن يكون "بنفس درجة الوضوح."

ويضيف: "هناك العديد من الأمثلة على علامات تجارية اتجهت لاستخدام ألوان طبيعية ذات درجات لونية أقل وضوحاً وحيوية، وهو ما يؤثر على رواج في السوق، ويشتكي العملاء من اللون والنكهة."

لذلك فإن الحصول على لون ثابت وفاتح تطلب جهداً كبيراً من شركة فيرمنتالغ الفرنسية.

ويقول كبير العلماء بالشركة هيويل غريفيث: "كانت مفاجأة عندما وجدنا أن زراعة الطحالب واستخلاص اللون يمكن أن تؤثر بشدة على ثبات المنتج في النهاية، رغم تنقيته بشكل كبير."

ويضيف: "لكن ما قمنا به سابقاً كان له تأثير على مدى ثبات المنتج في النهاية".

هل ستكون تكلفة هذه الألوان الجديدة أعلى؟

يرد غريفيث: "إنها أغلى ثمناً، ولكن من حيث مساهمتها الفعلية في المنتج النهائي، ليس لها تأثير كبير في الواقع (على سعر المنتج)، لأنها تُستخدم بنسبة ضئيلة في المنتج النهائي".

وضرب مثلاً، بالشخص الذي يعاني من نزيف في الأنف ووقف أمام الحوض... فإنه يدرك أن "القليل من اللون (لون الدم الذي يراه) سيشكل فرقاً كبيراً."

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار