آخر الأخبار

بـ500 طن من القنابل.. قصفت ألمانيا أهم مدينة صناعية بريطانية

شارك
‎⁨وسط مدينة كوفنتري عقب القصف الألماني⁩

خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، اتجه الأميركيون والبريطانيون لشن عمليات قصف مكثفة على المواقع الصناعية الألمانية بهدف إعاقة عملية تسلح الجيش الألماني الذي كان قد خسر قسماً هاماً من معداته الحربية على الجبهة الشرقية.

بدورها، اتجهت ألمانيا مطلع الحرب لمهاجمة عدد من المدن الصناعية البريطانية أثناء حملات القصف المكثف التي شنت على بريطانيا.

وفي خضم ذلك، تعرضت مدينة كوفنتري (Coventry) البريطانية لواحدة من أعنف عمليات القصف أثناء الحرب حيث اتجه الألمان لاستهدافها بسبب مكانتها الصناعية بالنسبة للجيش البريطاني.

‎⁨جانب من الدمار بكوفنتري⁩

مكانة كوفنتري

مع بداية الحرب العالمية الثانية، مثلت كوفنتري أهم مدينة صناعية، إذ احتوت على نحو 238 ألف ساكن. كما ضمت خلال تلك الفترة مصانع اختصت بمجال صناعة السيارات ومحركات الطائرات والذخيرة، فضلاً عن العديد من المصانع الصغيرة التي اختصت بمجال التعدين.

وأثناء الحرب، تحولت كوفنتري إلى هدف لسلاح الجو الألماني الذي اتجه لمنع استخدام مصانعها من طرف الجيش البريطاني. وما بين أغسطس وأكتوبر 1940، تعرضت هذه المدينة للعديد من عمليات القصف. ومنتصف نوفمبر من العام نفسه، تعرضت لواحدة من أعنف عمليات القصف التي أسفرت عن سقوط مئات القتلى وتدمير قسم كبير منها.

‎⁨ونستون تشرشل أثناء زيارته لكوفنتري عقب القصف⁩

500 طن من القنابل

مساء 14 نوفمبر 1940، أقلعت الطائرات الألمانية صوب مدينة كوفنتري. وخلال موجة القصف الأولى، ألقت الطائرات الألمانية قنابل شديدة الانفجار استهدفت من خلالها قنوات توزيع المياه ومحطات الكهرباء وخطوط الهاتف والطرقات. ومن خلال ذلك، حاول الألمان تعطيل وصول سيارات الإطفاء.

وأثناء موجات القصف التالية التي استمرت لحدود 15 نوفمبر 1940، استخدم الألمان قنابل شديدة الانفجار وقنابل حارقة. كما استعانوا خلال هذا القصف بنحو 515 طائرة، كان جلها من نوع "هينكل هي 111" (Heinkel He 111)، لإلقاء حوالي 500 طن من القنابل على كوفنتري. وإضافة إلى ذلك، استخدموا نحو 36 ألف قنبلة حارقة.

‎⁨قاذفات قنابل ألمانية بالحرب العالمية الثانية⁩

فيما أسفرت عملية القصف الألماني عن تدمير قسم كبير من كوفنتري. فضلاً عن ذلك، لعبت موجات القصف المتتالية وغياب التنسيق بين رجال الإطفاء دوراً هاماً في توسع الحرائق التي دمرت كاتدرائية سانت ميشيل (Saint-Michel) التاريخية التي يعود تاريخ بنائها للقرن الرابع عشر. وتسبب هذا القصف في مقتل 568 شخصاً وإصابة 700 آخرين.

‎⁨كاتدرائية سانت ميشيل عقب احتراقها وخرابها⁩

وحسب مصادر تلك الفترة، جاء قصف كوفنتري بشكل مباغت. فعقب نجاحهم في اختراق وكسر شيفرة إنيغما (Enigma) السرية الألمانية للاتصالات، علم البريطانيون بحتمية وقوع قصف جوي منتصف نوفمبر 1940. غير أن المعلومات التي حصلوا عليها لم تحدد موقع القصف. ولهذا السبب، استعد الجميع حينها لقصف اعتيادي على لندن وضواحيها.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار