آخر الأخبار

نجمات الدعارة في وثائقي أمريكي شهير يكشفن مفاجآت عن "مزرعة الأرانب" وصاحبها

شارك

بعد مرور عقدين على بث سلسلة وثائقيات شهيرة سلّطت الضوء على الدعارة في الولايات المتحدة، اتهمت بضعة من العاملات اللواتي ظهرن بالبرنامج منتجيه بالاستغلال وتقديم صورة مضللة.

دينيس هوف وسيدات مسلسل "Cathouse" على HBO / Gettyimages.ru

برنامج "Cathouse"، الذي بدأ عرضه في يونيو 2005، تناول حياة العاملات في بيت الدعارة القانوني "Moonlite Bunny Ranch" (مزرعة الأرانب تحت ضوء القمر) في بلدة ماوند هاوس بولاية نيفادا، بصورة مرحة وسطحية. وقد حقق البرنامج نجاحًا ساحقًا في نسب المشاهدة، واستمر لموسمين، ونتج عنه 10 حلقات خاصة.

صوّر هذا البرنامج الفاحش "أقدم مهنة في العالم" على أنها مهنة "تمكين"، وصوّر بيت الدعارة كناد نسائي، حيث تترابط الصديقات الجميلات من خلال التربح من زبائن رجال يُصورون كأشخاص شهوانيين ولكن غير مؤذين.

لكن الحقيقة، التي كُشف عنها في الحلقة الخاصة المكونة من ستة أجزاء "أسرار مزرعة الأرانب"، والتي عُرضت لأول مرة في 12 يونيو على قناة A&E، كانت أكثر ظلمة

يرسم الفيلم الوثائقي صورة لنساء يائسات يتعرضن للإذلال والترهيب والتلاعب من قِبل مالك بيت الدعارة السيئ السمعة، دينيس هوف، الذي اتُهم لاحقا بالاغتصاب من قِبل موظفة سابقة.

واتهمت عدة نساء ظهرن في "Cathouse" البرنامج بأنه شجع بطريقة غير مباشرة الفتيات الصغيرات على دخول عالم الدعارة، من خلال أسلوبه المرح واللامبالي.

وقالت شيللي دوشيل، إحدى نجمات البرنامج، لصحيفة "نيويورك بوست": "لقد أغرى هذا البرنامج فتيات كثيرات، وبالفعل توافدت علينا الكثيرات منهن فور بلوغهن سن الـ18... البرنامج كان وسيلة فعالة لاستقطاب العاملات الجدد".

وأضافت موظفة سابقة أخرى، بيكا تشارلستون، في حديثها للصحيفة: "أقول لـHBO ومنتجي Cathouse: عارٌ عليكم... لقد صوّرتم الأمر كأنه شيء جميل وممتع، بينما الواقع كان قذرًا ومروعًا في مكان معزول عن العالم".

لم ترد شبكة HBO على طلب للتعليق.

لكن العاملات يؤكدن أن "Moonlite Bunny Ranch" لم يكن سوى بيت رعب تديره شخصية متسلطة، زرعت في نفوسهن الخوف.

وصرحت دوشيل لصحيفة "ذا بوست" أن هوف، الذي كان يمتلك ستة بيوت دعارة قانونية أخرى، كان يضغط عليها بانتظام لممارسة الجنس.

وادعت قائلةً: "أراد دينيس أن ينام معي في الليلة الأولى التي وصلت فيها إلى هناك. لم أرفض طلبه، لذا لم أتعرض للاغتصاب، لكنني وُضعت في موقف شعرت فيه أنني لا أستطيع رفض طلبه... لذا وافقتُ على طلبه وفكرتُ: 'حسنًا، ربما يُجبر جميع الفتيات على فعل هذا'، وكنتُ مُحقة".

وأضافت: "في أغلب الأحيان، كان يُجرب معظم الفتيات اللاتي يسمحن له بذلك. ثم يبدو أنه كان يفعل ذلك حتى عندما لا ترغب الفتيات في ذلك".

ووفقا لصحيفة "لاس فيغاس ريفيو جورنال"، اتُهم هوف باغتصاب عاهرة في أحد بيوت الدعارة التي يملكها عام 2005. كما اتُهم بالاعتداء الجنسي على نساء عامي2009 و2011.

وترشح هوف كجمهوري لعضوية جمعية نيفادا عام 2018، فيما توفي بنوبة قلبية في أكتوبر من ذلك العام، لكن اسمه أُدرج في قوائم الاقتراع في انتخابات الشهر التالي. ثم انتُخب بعد وفاته لهذا المقعد.

وتحدثت دوشيل عن ذاك القواد الذي تحول إلى سياسي قائلة: "لو كان دينيس على قيد الحياة، لكان من المحتمل أن ينتهي به المطاف في السجن بسبب جميع الاتهامات الموجهة إليه".

وتحدثت عدة موظفات في الوثائقي الجديد عن استغلاله المالي لهن، حيث اتُهم بدفع أجور زهيدة وإبقاء العاملات معزولات في هذا المكان النائي.

وقالت تشارلستون، التي عملت في "مزرعة الأرانب" لفترة قصيرة في أوائل الألفينات، إنها كانت الوحيدة تقريبًا التي تملك سيارة خاصة، بينما بقيت بعض العاملات الأخريات لسنوات دون مغادرة المكان.

وعن هوف، قالت: "كان مجرد إنسان مقزز وحقير، يستغلّ كرامة الآخرين ويتباهى بذلك".

وجاء في بيان صدر عن إدارة "Moonlite Bunny Ranch" بشأن الوثائقي الجديد: "نظرًا لعدم عرض السلسلة بعد، وعدم حصولنا على نسخة مسبقة، من المبكر الرد على الاتهامات المحددة. ومع ذلك، نلاحظ أن هذه الاتهامات ضد السيد هوف ليست جديدة".

وأضاف البيان: "هوف كان قد أنكر هذه الاتهامات علنًا خلال حياته، وأصدر عدة بيانات وتوضيحات عبر موقعه الإلكتروني. ونحن نشعر بالقلق من توقيت إثارة هذه الأمور مجددا بعد وفاته، بما أنه لم يعد قادرًا على الدفاع عن نفسه".

ولم يكن هوف الوحيد الذي يجني ثروة طائلة من مزرعة مونلايت للأرانب. حقق مسلسل "Cathouse" نجاحًا ساحقًا على HBO، وجذب ملايين المشاهدين الفضوليين.

وأصبحت دوشيل من نجوم المسلسل، وسرعان ما اشتهرت به، لكن الشهرة لم تأتِ بثروة، حيث أنها تزعم في الفيلم الوثائقي "أسرار مزرعة الأرانب": "لم تكن HBO أفضل بكثير من مجرد قواد، لأنني كنت أتقاضى أجرا زهيدا".

وأضافت دوشيل لصحيفة "نيويورك بوست": "كنت أتقاضى ما بين 300 و350 دولارًا عن كل مشهد جنسي. وهذا كل ما كانوا يدفعون لي مقابله".

وتابعت: "تلقيت كشوف رواتب فعلية من HBO ونماذج "W-2" بالبريد، وكان من المثير أن أحصل على ظرف مكتوب عليه "HBO" مع شيك راتب، لكن الشيك لم يكن سوى بضع مئات من الدولارات، لذلك كان الأمر محرجًا للغاية لأكون صادقة".

عُرض مسلسل "Cathouse" بعد عام من عرض HBO للحلقة الأخيرة من مسلسل "Sex and the City" - وهو مسلسل آخر يُبالغ في المبالغة، حيث تناقش النساء ميولهن وأنشطتهن الجنسية دون خجل.

هذا ولم يعد "Cathouse" متاحًا على منصات HBO، وقالت دوشيل للصحيفة: ""حتى في أثناء تصويره، كنت أعلم أنه لا يُمثل الواقع الحقيقي"، مشيرة إلى أن مسلسل HBO "أغفل واقع الحياة في بيت الدعارة".

"أرادوا بيع البرنامج، وكسب المال منه، وإظهار أن الفتيات يقضين وقتا ممتعًا. لم يُرِدْنَ إظهار الجانب المظلم منه"، هكذا تُضيف في حلقة "أسرار مزرعة الأرانب".

ورغم الواجهة اللامعة التي قدمها البرنامج، كانت العديد من العاملات يعانين من أزمات حقيقية.

كشفت دوشيل في الوثائقي أنها تعرضت لانتهاك جنسي في طفولتها، وقالت: "ربما لم أكن لأفكر بالعمل في بيت دعارة لو لم يعتدِ عليّ رجل مسن وأنا طفلة صغيرة".

أما تشارلستون، فقالت إنها كانت فتاة هاربة من منزلها عندما دخلت عالم الدعارة، وأضافت: "غالبية من يجدن أنفسهن في هذا المجال هن من المهمشات، ممن عانين من الفقر أو التشرد أو النظام الأسري المفكك... كنت فتاة مشردة، جائعة، وضعيفة، وهذا ما يجب تذكره دائمًا".

وفي وقت لاحق، وبعد مغادرتها "Bunny Ranch"، اعتُقلت تشارلستون بتهمة التهرب الضريبي وقضت 13 شهرًا في سجن فيدرالي. ثم جرى الاعتراف بها كضحية للاتجار بالبشر، ونالت عفوًا رئاسيًا من الرئيس دونالد ترامب في عام 2020.

وحصلت لاحقا على درجتي البكالوريوس والماجستير، وأصبحت متحدثة باسم ضحايا الاتجار بالبشر.

وختمت دوشيل: "برنامج Cathouse استغل الفتيات... كنت أتوقع أكثر من HBO. صحيح أن البرنامج كان ناجحًا، لكنه لم يكن حقيقيًا".

المصدر: "نيويورك بوست"

شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار