آخر الأخبار

حراس الدروب ورفقاء القوافل.. كتاب يوثق دور قبائل الحجاز في خدمة الحجيج

شارك

صدر حديثاً كتاب جديد للمؤلف السعودي الدكتور عائض بنيه الردادي، بعنوان "قبائل الحجاز بين خدمة الحجيج وحيف المؤرخين والدارسين"، يتناول فيه بإمعان نقدي ما تعرّضت له القبائل الحجازية من تجاهل أو تحامل في كثير من المؤلفات التاريخية والدراسات الأكاديمية، رغم ما أدته هذه القبائل من أدوار بارزة في خدمة الحجاج ورعاية طرق الحج في الحجاز خلال القرون الماضية، خصوصاً في العهدين المملوكي والعثماني.

نسخة من غلاف الكتاب

خدمة الحجيج.. وقائع مغفلة

يسلّط الكتاب الضوء على ما قامت به القبائل من جهود عملية في حماية وتأمين قوافل الحج، وتيسير سبل الوصول إلى الحرمين الشريفين، وذلك عبر المهام التي كانت تقوم بها تلك القبائل في مراقبة الطرق، وإرشاد الحجاج، وتوفير بعض الاحتياجات، أو التدخل لحل الإشكالات التي قد تطرأ في المسارات الطويلة والشاقة. ويوثق المؤلف ذلك من خلال عدد من الأمثلة والوقائع التي وردت في كتب الرحالة والمؤرخين، والتي تجاهلت أحيانًا هذه الأدوار، أو أوردتها بصورة سلبية.

الباحث السعودي الدكتورعايض الردادي

حيف المؤرخين وازدواجية التناول

يناقش الردادي في كتابه ظاهرة "الحيف التاريخي"، وهي المبالغة في التركيز على بعض الحوادث السلبية المنسوبة إلى بعض أبناء القبائل، وتعميمها على جميع القبائل، مقابل تجاهل المقابل الإيجابي من أدوار خدمية وإنسانية لم تحظَ بالاهتمام الكافي في المصادر التاريخية. ويعرض أمثلة على ذلك من مؤلفات مؤرخين ورحالة كتبوا عن الحجاز، ممن تعاملوا مع الظواهر القبلية من منطلق حضري أو خارجي، بعيدًا عن فهم الواقع المحلي وضروراته.

دعوة للتوازن والإنصاف

لا يسعى الكتاب إلى تبرئة القبائل من كل ما نُسب إليها، بقدر ما يدعو إلى قراءة عادلة ومتوازنة، تتجنب التعميم والتجاهل، وتفصل بين الممارسات الفردية والسلوك الجماعي. وهو بذلك يسهم في بناء تصور أكثر دقة عن التاريخ الاجتماعي في الحجاز، بعيدًا عن النظرات النمطية أو السرديات المنتقاة.

مساهمة في تصحيح الرواية

يُعد هذا الكتاب إضافة نوعية للمكتبة التاريخية، كونه يُعالج فجوة في التوثيق تتعلق بمكون اجتماعي رئيس في الحجاز، طالما ارتبط بالحج وخدمة الحرمين، من غير أن يحظى بما يستحقه من دراسة منصفة. ويأمل المؤلف، من خلال هذا الجهد، في أن يكون مدخلًا لمزيد من الدراسات التي تنظر إلى التاريخ بعين الإنصاف لا الانتقاء، وتعيد الاعتبار لما أهملته الأقلام أو غيّبته الزوايا الضيقة في التأريخ.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار