لشهر رمضان مذاق خاص وذكريات كثيرة رسخت بوجدان الجمهور، فبخلاف الفانوس والزينة وبعض الأطباق الشهيرة على مائدة الشهر الكريم، هناك شخصيات فنية تركت أثراً لدى المشاهدين، وعندما يلمحها البعض على سبيل الصدفة، يعودون بذاكرتهم إلى شهر رمضان الذي كانوا يقضون أيامه رفقة محبيهم وهم صغار.
ولعل أبرز الشخصيات الفنية التي ارتبطت بشهر رمضان هو "بوجي وطمطم"، مسلسل الأطفال الذي عرض للمرة الأولى عام 1983، وكان فكرة وإخراج الراحل رحمي.
وظل صوت بوجي الذي أداه الراحل يونس شلبي عالقاً بآذان الأطفال لسنوات طويلة، وكذلك صوت طمطم الذي أدته الفنانة هالة فاخر.
بعد سنوات من عرض مسلسل "بوجي وطمطم" ابتكرت المخرجة منى أبو النصر شخصية كرتونية جديدة، وهي شخصية بكار، ونفذت بها أول مسلسل كرتوني مصري عام 1998.
واستمر عرض مسلسل "بكار" كل عام في شهر رمضان حتى عام 2003، ذلك العام الذي رحلت فيه منى أبو النصر.
لكن استكمل نجلها المخرج شريف جمال مسيرة والدته وقدم حلقات جديدة من المسلسل، استمر عرضها حتى عام 2007، ومازال الكثير من الجمهور يتذكر حلقات مسلسل بكار الشهيرة حتى الآن.
ومن بين الشخصيات الرمضانية الشهيرة التي يتذكرها الجمهور هي شخصية "فطوطة" التي قدمها الفنان الراحل سمير غانم والمخرج فهمي عبد الحميد، وكان لخروج تلك الشخصية للنور قصة غريبة.
فعندما عرض فهمي عبد الحميد فكرة المسلسل على الفنان سمير غانم لم تعجبه واعتذر عنها في البداية، خاصة أن المسلسل لم يكن كوميدياً، وكان عبارة عن مسلسل يحاكي شخصية "ابن بطوطة" الذي اشتهر بالسفر والترحال.
فيما لم تكن شخصية فطوطة في بداية الأمر مثلما ظهرت للجمهور، حيث كان شخصاً عادياً يرتدي بدلة سمراء اللون ويجوب العالم ويتحدث عن عادات سكان العالم المختلفة.
إلا أنه على سبيل الصدفة عاد المخرج فهمي عبد الحميد إلى منزله بعد يوم عمل شاق وشاهد نجله وهو يرتدي ملابس والده التي كانت واسعة عليه بشكل كوميدي، فالتقط صورة له وذهب للفنان سمير غانم وأخبره بأن ستكون ملابس فطوطة بهذا الشكل.
وذهب بعدها سمير غانم إلى شارع محمد على واعجب بحقيبة نسائية صفراء اللون، فاشترى إثنتين وحولهما إلى حذاء، لتكتمل شخصية فطوطة الشهيرة بالملابس الخضراء والحذاء الأصفر.
بالرغم من النجومية الكبيرة التي حققها الفنان فؤاد المهندس من خلال أعماله السينمائية التي قدمها في ستينيات القرن الماضي، إلا أنه اكتسب جمهورهاً جديداً من الأطفال عندما قدم شخصية "عمو فؤاد" من خلال فوازير تحمل نفس الاسم عام 1983.
جاءت تلك الفوازير بمحض الصدفة، عندما كان يرغب المخرج محمد رجائي في عمل برنامج للأطفال يعرض في شهر رمضان، واقترح عليه فؤاد المهندس تقديم فوازير للأطفال لا تتعدى مدة كل حلقة الـ15 دقيقة، لتحقق نجاحا ساحقاً عند عرضها.
ومن بين الشخصيات الرمضانية التي ارتبط بها الجمهور، سلاحف النينجا ذلك المسلسل الكرتوني الذي لم يكن عربياً، وعرض في الولايات المتحدة لعدة سنوات، وتم دبلجته للعربية وعرض في شهر رمضان في تسعينيات القرن الماضي، وحقق وقتها نجاحاً كبيراً، حتى أصبح يقلده الأطفال.