آخر الأخبار

الذكاء الاصطناعي يلتهم الطاقة.. هل تنقذه الطاقة الشمسية؟

شارك
تعبيرية عن الطاقة الشمسية (أيستوك)

يكشف تقرير جديد صادر عن وكالة الطاقة الدولية عن تحوّل ضخم في مسار الاقتصاد العالمي، بعدما توقّعت أن يصل الإنفاق على مراكز البيانات هذا العام إلى نحو 580 مليار دولار، أي أكثر بـ40 مليار دولار من حجم الاستثمارات المخصصة للبحث عن موارد نفط جديدة.

هذا الفارق يعكس بوضوح إلى أي حد أصبحت مراكز البيانات، وخصوصًا تلك المشغّلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، محورًا اقتصاديًا ينافس الصناعات التقليدية مثل النفط.

وأثار التقرير نقاشًا في بودكاست "Equity"، حيث تطرّق مقدموه إلى مدى اعتماد هذا التوسع الهائل على الطاقة المتجددة، وتأثيره المتوقع على شبكات الكهرباء.

عطش لا ينتهي للطاقة.. ولكن الشمس جاهزة

لا خلاف على أن مراكز البيانات الجديدة ستستهلك كميات هائلة من الكهرباء، ما قد يفاقم الضغط على الشبكات القائمة في العديد من الدول.

لكن النقطة الأكثر تفاؤلًا، كما تشير المعلقة التقنية كيرستن كوروسيك، أن الطاقة الشمسية أصبحت الخيار الأسهل والأقل تكلفة بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تشغيل منشآتها دون تعقيدات تنظيمية كبيرة.

وتؤكد أن هذه الديناميكية تفتح الباب أمام شركات ناشئة تعمل على ابتكار حلول جديدة للطاقة النظيفة أو تصميم مراكز بيانات أكثر كفاءة، ما يجعل الانتقال نحو الطاقة المتجددة خطوة عملية وليست مجرد توجه بيئي.

استثمارات خيالية.. من يقود السباق؟

بحسب المناقشة، فإن سباق بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي أصبح مليئًا بالأرقام الفلكية:

"OpenAI" أعلنت التزامًا بإنفاق 1.4 تريليون دولار على مراكز البيانات خلال السنوات المقبلة.

"ميتا" رصدت 600 مليار دولار للمشروع ذاته.

"أنثروبيك" كشفت حديثًا عن خطة لبناء مراكز بيانات بقيمة 50 مليار دولار.

تثير هذه الأرقام غير المسبوقة تساؤلات حول قدرة الشركات على تمويل مثل هذه المشاريع العملاقة دون دعم حكومي، خصوصًا بعد الجدل الأخير حول مطالبة "OpenAI" بتوسيع الحوافز الضريبية ضمن قانون CHIPS.

أزمة شبكات الكهرباء.. وحلول مبتكرة

يشير التقرير إلى أن نصف الطلب على الكهرباء سيأتي من الولايات المتحدة وحدها، فيما تتوزع البقية على الصين وأوروبا، بينما تُبنى الغالبية العظمى من مراكز البيانات قرب المدن الكبرى، ما يزيد من تحديات ربطها بالشبكة.

ومن النماذج اللافتة مشروع "Redwood Energy" التابع لشركة Redwood Materials، الذي يستفيد من بطاريات السيارات الكهربائية القديمة لإنشاء ميكروغريدس مخصصة لخدمة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، ما يخفّف الضغط على الشبكات العامة ويتيح طاقة مستقرة في أوقات الذروة.

تحوّل عمراني وبيئي واسع

ويرى الخبراء أن توسع مراكز البيانات سيغيّر شكل المدن والضواحي خلال السنوات المقبلة، حتى لو لم تُبنَ داخل المناطق الحضرية نفسها، لا سيما وأن معدلات البناء هائلة وقد تتجاوز قدرة بعض الشركات على التنفيذ الفعلي.

في كل الأحوال، يبدو أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يُرسم فقط بخطوط برمجية، بل أيضًا بألواح شمسية وشبكات كهرباء تتعرض لاختبار غير مسبوق.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار