أعلنت شركة TSMC، عملاق صناعة أشباه الموصلات في العالم، تسريع العمل في مصانعها الجديدة في الولايات المتحدة، وتحديدًا بولاية أريزونا، في وقتٍ تشهد فيه الأسواق توترًا بشأن السياسات الجمركية المحتملة.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة TSMC، سي. سي. وي، أن أول مصنع للشركة في أريزونا قد دخل حيز الإنتاج بالفعل.
كما تم الانتهاء من بناء المصنع الثاني، بينما انطلقت أعمال المصنع الثالث في أبريل الماضي، متجاوزة التوقعات الزمنية السابقة، بحسب تقرير نشره موقع "phonearena" واطلعت عليه "العربية Business".
ستُنتج هذه المصانع رقائق بمعمارية 4 نانومتر في المرحلة الأولى، وتُخطط الشركة لإنتاج شرائح 3 نانومتر بحلول عام 2025، بل وتسعى لإطلاق رقائق 2 نانومتر في مرحلة لاحقة، وهو ما يمثل قفزة تكنولوجية كبيرة.
تشهد الشركة، بحسب تصريحاتها، "طلبًا غير مسبوق" من عملائها الأميركيين، وعلى رأسهم شركات كبرى مثل "أبل"، مما دفعها إلى تسريع الجدول الزمني وتقليص فترات الإنتاج، في خطوة تؤكد أهمية السوق الأميركية ضمن استراتيجية "TSMC" العالمية.
تشمل بعض المنتجات التي قد تُصنّع في مصانع أريزونا شرائح من نوع A16 Bionic الخاصة بهواتف آيفون 14 برو و15 بلس بالإضافة إلى S9 SiP المستخدمة في Apple Watch Ultra 2، والتي قد يتم دمجها قريبًا في إصدارات جديدة من HomePod mini.
يأتي تسريع خطط "TSMC" بالتزامن مع تهديدات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على أشباه الموصلات المُستوردة.
وفي حال تنفيذ هذه الرسوم، ستتأثر شركات كبرى مثل "أبل"، التي تُنتج هواتفها الذكية في الصين والهند، مما يزيد الضغط على الشركات لاعتماد رقائق مصنّعة داخل الأراضي الأميركية لتفادي التكاليف الإضافية.
نتائج الربع الثاني من 2025 أظهرت أداءً ماليًا قويًا لشركة TSMC، حيث بلغت الإيرادات 31.7 مليار دولار، بزيادة سنوية قدرها 61% في صافي الدخل ليصل إلى 13.5 مليار دولار.
تجاوزت هذه الأرقام التوقعات، ما ساعد في دفع السهم للارتفاع بنسبة 19.3% هذا العام، واقترب من أعلى مستوياته خلال 52 أسبوعًا.
ولأول مرة في تاريخ الشركة، تخطت القيمة السوقية لـ "TSMC" تريليون دولار، لتُثبت بذلك مكانتها كلاعب رئيسي في السوق العالمية لأشباه الموصلات.
ورغم كل هذا التوسع، أكدت "TSMC" أن إنتاج رقائق 2 نانومتر المتطورة لا يزال حتى الآن محصورًا في مصانعها في تايوان، ولن يُنقل إلى الولايات المتحدة قبل نهاية العقد الحالي، مما يعني أن التفوق التايواني في التكنولوجيا سيبقى قائمًا في المدى المنظور.