تسعى شركة ميتا، مالكة مواقع التواصل الاجتماعي، إلى الحفاظ على استمرار تفاعل المستخدمين عن طريق روبوتات دردشة تبادر بإرسال رسائل للمستخدمين.
وقد يرسل روبوت دردشة عبر "واتساب" و"فيسبوك" و"ماسنجر" رسالة مضمونها "أتمنى أن يكون يومك سلسًا" على سبيل المثال.
وهذا مثال حقيقي لرسالة قد تبادر أحد شخصيات الذكاء الاصطناعي بإرسالها للمستخدم على المنصات التابعة لميتا، وفقًا لإرشادات شركة تصنيف البيانات "Alignerr" اطلع عليها موقع بيزنس إنسايدر.
وتعمل "ميتا" مع "Alignerr" لتدريب روبوتات دردشة قابلة للتخصيص للتواصل مع المستخدمين بشكل استباقي ومتابعة أي محادثات سابقة، وهذا يعني أن هذه الروبوتات، التي يمكن للمستخدمين إنشاؤها عبر منصة "Meta AI Studio"، تتذكر أيضًا معلومات عن المستخدمين.
وأكدت "ميتا"، لموقع "TechCrunch" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، أنها تختبر بالفعل ميزة رسائل المتابعة بواسطة روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير للموقع، اطلعت عليه "العربية Business".
وسترسل روبوتات الدردشة رسائل المتابعة فقط في غضون 14 يومًا من بدء المستخدم للمحادثة، وذلك بشرط أن يكون المستخدم أرسل ما لا يقل عن خمس رسائل على الأقل إلى الروبوت خلال تلك الفترة.
وقالت "ميتا" إن روبوتات الدردشة لن تستمر في إرسال الرسائل إذا لم يكن هناك رد على أول رسالة متابعة.
ويمكن للمستخدمين إبقاء روبوتات الدردشة خاصة بهم أو مشاركتها عبر القصص والروابط المباشرة، بل وحتى عرضها على حساباتهم على فيسبوك أو إنستغرام.
وقال متحدث باسم "ميتا": "هذا يتيح لك مواصلة استكشاف الموضوعات التي تهمك والانخراط في محادثات أكثر جدوى مع أنظمة الذكاء الاصطناعي عبر تطبيقاتنا".
وتشبه هذه التقنية تلك التي تقدمها شركات ذكاء اصطناعي ناشئة مثل "Character.AI" و"Replika". وتسمح كلتا الشركتين لروبوتات الدردشة الخاصة بهما ببدء المحادثات وطرح الأسئلة لتكون بمثابة رفقاء ذكاء اصطناعي للمستخدمين.
وانضم الرئيس التنفيذي الجديد لـ"Character.AI"، كارانديب أناند، إلى فريق الشركة الشهر الماضي بعد أن شغل منصب نائب رئيس منتجات الأعمال التجارية في "ميتا".
ولكن مع المشاركة تأتي المخاطر، إذ تواجه "Character.AI" دعوى قضائية حاليًا بعد مزاعم بأن أحد روبوتات الدردشة الخاصة بالشركة لعب دورًا في وفاة صبي يبلغ من العمر 14 عامًا.
وعندما طُرح سؤال حول كيفية تعامل "ميتا" مع مسألة السلامة لتجنب مواقف مماثلة لقضية "Character.AI"، أشار متحدث باسم الشركة إلى مجموعة من التنبيهات والتحذيرات.
ويحذر أحد هذه الإرشادات من أن استجابة الذكاء الاصطناعي "قد تكون غير دقيقة أو غير مناسبة ولا ينبغي استخدامها لاتخاذ قرارات مهمة". ويشير تحذير آخر إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس متخصصًا مرخصًا أو خبيرًا مدربًا على تقديم المساعدة للناس، بما في ذلك المشورة الطبية أو النفسية أو المالية أو القانونية.
وبالرجوع للمعلومات المتاحة عبر الإنترنت، يبدو أن "ميتا" لا تفرض قيودًا عمرية مباشرة على استخدام روبوت الدردشة "Meta AI" الخاص بها، على الرغم من أن القوانين في ولايتي تينيسي وبورتوريكو تفرض قيودًا على بعض تفاعل المراهقين مع هذه التكنولوجيا.
وظاهريًا، تتماشى هذه المهمة مع سعي مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لميتا، لمكافحة "وباء الوحدة". وتعتمد معظم أعمال "ميتا" على عائدات الإعلانات، وقد اكتسبت الشركة سمعة بالقدرة على استخدام الخوارزميات لإبقاء المستخدمين يتصفحون منصاتها ويتفاعلون عليها، مما يرتبط بزيادة عدد مشاهدي الإعلانات.