في تحول قضائي بارز قد ينعكس على مستقبل الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر، حصلت شركة ميتا على حكم لصالحها في دعوى قضائية رفعها 13 كاتبًا، من بينهم الكاتبة الشهيرة سارة سيلفرمان.
واتهموا في دعوتهم الشركة باستخدام كتبهم المحمية بحقوق النشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها دون إذن، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
القاضي الفيدرالي فنس تشابريا أصدر حكمًا موجزًا الأربعاء، أي دون الحاجة إلى محاكمة أمام هيئة محلفين، قضى فيه بأن استخدام "ميتا" للأعمال الأدبية ضمن ما يُعرف بـ"الاستخدام العادل" في قانون حقوق الطبع والنشر، وهو ما يعني قانونية ما قامت به الشركة في هذه الحالة.
ويأتي هذا الحكم بعد أيام قليلة فقط من قرار قضائي مماثل لصالح شركة أنثروبيك، في دعوى مشابهة، ما يُنظر إليه كخطوة إيجابية لعمالقة التكنولوجيا الذين يواجهون سيلًا من الدعاوى القضائية من قبل دور النشر والمؤلفين.
لكن القاضي شدد في قراره على أن هذا الانتصار القضائي ليس بمثابة "شيك على بياض" يجيز لجميع شركات التقنية استخدام المحتوى المحمي، مؤكدًا أن الحكم يتعلق بهذه القضية تحديدًا، وأن المدعين "فشلوا في تقديم حجج قانونية قوية أو أدلة دامغة".
وأضاف تشابريا: "هذا الحكم لا يعني أن تدريب نماذج ميتا باستخدام مواد محمية بحقوق النشر أمر قانوني بشكل مطلق... بل إن القضية لم تكن مدعومة بسجل كافٍ حول تأثير الاستخدام على السوق".
رأى القاضي أن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في هذه الحالة كان "تحويليًا"، أي أن النموذج لم يقم بمجرد نسخ الكتب، بل استخدمها لأغراض مختلفة.
كما لم ينجح المؤلفون في إثبات أن هذا الاستخدام ألحق ضررًا بسوق كتبهم، وهو عنصر جوهري في قضايا انتهاك حقوق النشر.
وتأتي هذه التطورات القضائية في وقت تتوسع فيه المواجهات بين شركات التقنية ووسائل الإعلام، حيث تخوض مؤسسات كبرى مثل "نيويورك تايمز" و"ديزني" و"يونيفرسال" معارك قانونية ضد شركات تستخدم محتواها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، منها "OpenAI" و"مايكروسوفت" و"Midjourney".
واختتم القاضي تشابريا قراره بالتأكيد على أن مسألة "الاستخدام العادل" تختلف من قضية لأخرى، وقد تكون لبعض الصناعات، مثل الصحافة، حجج أقوى عندما يتعلق الأمر بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوقها.