رغم تراجع شعبية "فيسبوك" بين المراهقين، إلا أن منصة البيع والشراء "ماركت بليس" باتت تشكل سببًا رئيسيًا لبقاء الشباب على المنصة.
فبحسب دراسة لمركز Pew Research عام 2024، يستخدم 32% فقط من المراهقين الأميركيين "فيسبوك"، مقارنة بـ 71% في عام 2014.
ومع ذلك، فإن منصة التجارة الإلكترونية التابعة له نجحت في استقطاب المستخدمين الأصغر سنًا بفضل مزاياها الفريدة، بحسب تقرير نشره موقع "CNBC" واطلعت عليه "العربية Business".
يقول تشارلز ليندسي، أستاذ التسويق بجامعة بافالو، إن "ماركت بليس أصبح بمثابة سوق إلكتروني مزدهرة للسلع المستعملة، حيث تُجرى عمليات بيع وشراء ضخمة بين المستهلكين، ما يميزه عن منافسيه مثل eBay وEtsy هو عدم فرض رسوم إدراج، وإمكانية تجنب تكاليف الشحن من خلال الاستلام المحلي".
قال البروفيسور يو كيونج سيوك من جامعة جورجيا، إن الشباب يجد في "ماركت بليس" ميزة إضافية مقارنة بمنصات مثل "Craigslist"، حيث توفر ملفات تعريف المستخدمين على "فيسبوك" قدرًا أكبر من الأمان والثقة خلال عمليات البيع والشراء.
في خطوة تعكس تأثير "ماركت بليس"، أعلنت "eBay" في يناير 2025 عن شراكة مع "فيسبوك"، ما سمح بعرض قوائم مختارة من eBay على "ماركت بليس" في أميركا وأوروبا.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الشراكة في زيادة مبيعات "eBay" بمقدار 1.6 مليار دولار بنهاية العام، وفقًا لتقديرات "Wells Fargo".
تعتمد " ميتا " بشكل أساسي على الإعلانات لتحقيق إيراداتها، والتي بلغت 164.5 مليار دولار في عام 2024.
ولكن مع تزايد اهتمام الشباب بالتجارة الإلكترونية وإعادة البيع، أصبح "ماركت بليس" أداة مهمة لإبقاء المستخدمين على "فيسبوك"، حتى لو كانوا يسجلون الدخول فقط للبيع والشراء بدلاً من التصفح التقليدي.
في ظل تغير المشهد الرقمي، يبدو أن "ميتا" وجدت في التجارة الإلكترونية طوق نجاة للحفاظ على تفاعل الشباب، وهو ما قد يعيد تشكيل مستقبل "فيسبوك" كمنصة أكثر من مجرد شبكة اجتماعية.