آخر الأخبار

بيد واحدة اللاعب الإسباني سانشيز هزم الإعاقة وألهم الملايين

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في زمن تصعب فيه مواصلة الأحلام حتى لمن يمتلكون كل الإمكانيات، جاء أليخاندرو أليكس سانشيز ليكسر القواعد ويعيد تعريف معنى الإرادة.

ولد الإسباني سانشيز بلا يد يمنى، لكن إعاقته لم تكن يوما عائقا أمام شغفه بكرة القدم، إذ نشأ في أسرة محبة منحته كل الدعم، وكان يرى نفسه طفلا طبيعيا سعيدا.

ويقول "لم أواجه أي مشكلة مع إعاقتي، لأنني كنت دائما أتقبل نفسي كما أنا. كرة القدم كانت تحديا، لكنني كنت أمتلك قدمين لركل الكرة، وهذا كان كافيا".

الحلم يبدأ من الشارع

بدأت مسيرة سانشيز في ملاعب الأحياء بمدينة سرقسطة مسقط رأسه، حيث لعب من أجل المتعة فقط. لكن في سن 15 عاما، وبعد انضمامه إلى فريق جامعة سرقسطة بدأ يدرك أن كرة القدم قد تكون أكثر من مجرد تسلية.

وتألق مع الفريق المحلي فجذب أنظار النادي الأكبر في المدينة ريال سرقسطة، وكانت تلك بداية الرحلة الحقيقية.

ويستذكر سانشيز ذلك التحويل قائلا "تلقيت خبرا بأنني سألعب مع ريال سرقسطة، ولم أصدق في البداية. كانت لحظة غيرت حياتي بالكامل".

من الهواة إلى الأضواء

رغم تألقه مع الفريق الرديف، كانت رحلة الانتقال إلى الاحتراف مليئة بالتحديات النفسية والجسدية. فالعالم الاحترافي لم يكن دائما مرحّبا، وواجه سانشيز شكوكا وتحيزات من بعض الزملاء وحتى الإعلام.

"في كرة القدم، عليك أن تجتاز امتحانا يوميا، والنجاح لا يكون هدف الجميع دائما" يقول سانشيز مضيفا "الصحة العقلية كانت أكبر تحد لي كلاعب بإعاقة في الدوري الإسباني".

وجاءت لحظة التحول في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2009، عندما شارك بديلا ضد فالنسيا في ملعب "ميستايا" أمام أكثر من 50 ألف مشجع. ولم يكن مجرد دخول ملعب بل دخول التاريخ كأول لاعب بيد واحدة يشارك في مباراة ضمن الليغا.

ولعل ما جعل اللحظة أكثر رمزية وتأثيرا أن سانشيز نزل إلى الملعب ليشارك أمام أحد أبطاله ديفيد فيا الذي يعد من أعظم المهاجمين في تاريخ إسبانيا.

إعلان

ويقول سانشيز "كنت أعشق فيا منذ طفولتي، وفجأة وجدت نفسي ألعب إلى جانبه في نفس المباراة. كان الأمر أشبه بالحلم، أتذكر كل لحظة من ذلك اليوم. كانت أفضل لحظة في حياتي".

ولاحقا، تنقل بين عدة أندية في الدرجات الأدنى، وسجل أهدافا وقدم مستويات لافتة. لكن الأهم من ذلك أنه أصبح رمزا وقدوة للأطفال ذوي الإعاقة. ولا تزال رسائل الشكر والامتنان تصله حتى اليوم من أناس يرونه أملا حقيقيا لأبنائهم.

وعن ذلك يقول سانشيز "أن تكون قدوة أمر رائع. لم يكن هناك أحد مثلي عندما كنت طفلا، لذا أشعر بالفخر أن أكون ذلك الشخص الآن".

شغف يتجاوز الملاعب

بعيدا عن الملاعب، حاز سانشيز على درجة الدكتوراه في القانون، وماجستير في السياسة، وكتب عن حقوق الإنسان في الرياضة.

ويقول بهذا الصدد "عوملنا كلاعبي كرة قدم بشكل مختلف في عدة مجالات. هناك حقوق لا يحصل عليها اللاعب كما يحصل عليها المواطن العادي".



واليوم، لا يزال سانشيز نشطا مع نادي بنغالورو بالدوري الهندي بعد ما قدم أداء رائعا الموسم الماضي مع فريق غوكولام كيرالا بعدما سجل 19 هدفا في 22 مباراة.

ويختم سانشيز حديثه بابتسامة المنتصر "الحياة شغف وأنا شغوف بكرة القدم والقانون. سأواصل اللعب ما استطعت ثم أتابع حياتي في المجال القانوني وهو أمر أنا متحمس له للغاية".

إن سانشيز ليس مجرد لاعب كرة قدم محترف، بل شهادة حية على أن الشغف قادر على هدم كل الحواجز.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا