يستعد فريق علمي من جامعات روسية وأمريكية لإطلاق نظام معلوماتي متكامل يجمع بيانات حول لغات وثقافات شعوب منطقة القطب الشمالي.
صرّحت بذلك للصحفيين الدكتورة في العلوم اللغوية نينيل ماليشيفا، الباحثة العلمية الرائدة في المختبر العلمي الدولي "الإيكولوجيا اللغوية" بالجامعة الفيدرالية الشمالية الشرقية.
وقالت ماليشيفا: "يهدف المشروع الجديد إلى تقديم وصف موثّق بالأدلة للوضع الراهن والتاريخ العرقي-اللغوي في منطقة الشمال والقطب الشمالي بروسيا. ونعتقد أن المشروع يجب أن يسفر عن إعداد نظام معلوماتي متكامل يجمع البيانات الخاصة باللغات والثقافات والتركيبة الجينية. وبالاعتماد على أساليب التعلّم الآلي، سنتمكّن لاحقا من تطوير منصات تعليمية، حتى يتمكّن الجيل القادم من التعرّف إلى لغات الشعوب الأصلية في القطب الشمالي."
وتتولى إدارة المشروع لينورا غرينوبل، أستاذة في جامعة شيكاغو الأمريكية، والخبيرة الدولية الرائدة في مجال التماسات اللغة والتحوّل اللغوي وإحياء اللغات المهددة بالانقراض. وقد كرّست أكثر من 40 عاما من عملها لدراسة قضايا الحفاظ على لغات شعوب القطب الشمالي وتطوير برامج إحيائها.
ووفقا لغرينوبل، فإن إقليم ياقوتيا الروسي يُعد مكانا فريدا لإجراء البحوث اللغوية نظرا لتعدد اللغات في المنطقة. وقالت: "لم تبقَ في ياقوتيا اللغات فحسب، بل هناك أيضا ممارسات لغوية مكثفة ومثيرة للاهتمام. ولا يكتفي الكثيرون بالتحدث بلغتين فقط، بل بثلاث لغات أحيانا. وفي إطار المشروع تتم دراسة لغات الإيفين، والإيفينكي، والدولغان، واليوكاغير، والتشوكتشي، إضافة إلى الياقوتية والروسية التي يتحدث بها سكان ياقوتيا وتشوكوتكا."
ويشاركها الرأي البروفيسور نيكولاي فاختين، الأستاذ في الجامعة الأوروبية في بطرسبورغ وعضو أكاديمية العلوم الروسية، حيث قال: "هذا مشروع متعدد التخصصات يتضمن جانبا اجتماعيا-لغوياً مهما للغاية. وتُعد هذه الدراسات ضرورية لمنطقتي الشمال والقطب الشمالي، وخصوصا إقليم ياقوتيا. فالمشروع لا يقتصر على دراسة لغات الشعوب الأصلية قليلة العدد، بل يشمل أيضا الياقوتية والروسية واللغات الأخرى المستخدمة حاليا في الإقليم."
كما أشارت الدكتورة الروسية في الفيزياء والرياضيات أويغولانا كالاتشيكوفا إلى أن المتخصصين سيعتمدون على الذكاء الاصطناعي للتعرف على الكلام بلغات شعوب الشمال. وقالت: "نقترح استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل الصوت تلقائياً إلى بيانات نصية، الأمر الذي سيساعد المتخصصين على تسهيل العمل وتوفير الوقت والموارد."
المصدر: تاس