آخر الأخبار

اكتشاف مثير للقلق.. ناسا ترصد ثقبا غامضا في درع الأرض المغناطيسي

شارك

رصد العلماء منطقة شاسعة فوق المحيط الأطلسي حيث يبدأ المجال المغناطيسي للأرض، ذلك الدرع الخفي الذي يحمينا من الإشعاعات الكونية القاتلة، بالتلاشي والانهيار.

صورة تعبيرية / Maximusnd / Gettyimages.ru

وهذه الظاهرة الغريبة في المجال المغناطيسي للأرض والتي أطلق عليها العلماء اسم "الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي" (SAA)، تتسع عاما بعد عام، مهددة بتعطيل أهم الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض.

ورصدت وكالة ناسا منطقة ضخمة ذات كثافة مغناطيسية منخفضة تمتد بين أمريكا الجنوبية وجنوب غرب إفريقيا، وهذه "الحفرة المغناطيسية" التي تشبه "انبعاجا" في الدرع الواقي للأرض، تتسبب في تعريض الأقمار الصناعية لخطر حقيقي أثناء مرورها عبر هذه المنطقة.

وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة لا تؤثر بشكل مباشر على الحياة على سطح الأرض، إلا أنها تشكل تهديدا كبيراً للأقمار الصناعية ومحطة الفضاء الدولية التي تعبر هذه المنطقة بشكل منتظم. ويؤدي ضعف المجال المغناطيسي هناك إلى تسرب الجسيمات الشمسية المشحونة، ما قد يتسبب في أعطال كهربائية وفقدان البيانات بل وحتى تلف بعض المكونات الإلكترونية الحساسة.

ولهذا السبب، تضطر وكالات الفضاء إلى إيقاف تشغيل الأنظمة غير الضرورية في الأقمار الصناعية عند اقترابها من هذه المنطقة، كما تقوم ناسا بمراقبة الظاهرة عن كثب لفهمها بشكل أفضل.

ويعتقد العلماء أن هذا الشذوذ ناتج عن اضطراب في تدفق الحديد المنصهر في اللب الخارجي للأرض، إلى جانب تأثير كتلة صخرية ضخمة تقع تحت القارة الإفريقية على عمق 2900 كيلومتر. كما أن ميلان المحور المغناطيسي للأرض يساهم في تفاقم هذه الظاهرة.

وقد كشفت دراسات حديثة أن هذه المنطقة المغناطيسية الغريبة لا تتحرك فحسب، بل إنها تنقسم إلى قسمين، ما يزيد من تعقيد فهمها. والأكثر إثارة أن أبحاثا نشرت عام 2020 تشير إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، بل قد تكون موجودة منذ ملايين السنين.

ويطرح بعض العلماء تساؤلات حول ما إذا كان هذا الشذوذ قد يكون مقدمة لانقلاب شامل في قطبية المجال المغناطيسي للأرض - وهي ظاهرة طبيعية معروفة ولكنها نادرة الحدوث. ومع ذلك، فإن الأدلة الحالية تشير إلى أن "الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي" ظاهرة متكررة في تاريخ الأرض وليست بالضرورة إنذارا بكارثة مقبلة.

وقد وجدت دراسة عام 2024 أن لهذا الشذوذ تأثيرا حتى على ظاهرة الشفق القطبي، ما يضيف بعدا جديدا لأهمية دراسته.

ومع استمرار توسع هذه الظاهرة وتغير شكلها، تؤكد ناسا على أهمية متابعتها عن كثب. كما يقول العالم تيري ساباكا من مركز جودارد لرحلات الفضاء: "إن مراقبة الشذوذ المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي تساعدنا في تطوير نماذج وتوقعات أفضل لفهم سلوك المجال المغناطيسي للأرض".

ويبقى الكثير من الأسئلة حول هذه الظاهرة دون إجابات، لكن ما هو مؤكد أن هذا "الثقب المغناطيسي" الغامض يستحق كل هذا الاهتمام العلمي، خاصة مع اعتماد البشرية المتزايد على التكنولوجيا الفضائية التي أصبحت تحت رحمته.

المصدر: ساينس ألرت

شارك

حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار